الخميس 25 ابريل 2024

التجاهل أحيانًا

مقالات24-6-2022 | 14:05

امتنوا لأنفسكم إن كنتم من هؤلاء الذين يتنازلون عن فضولهم أمام بعض الأحداث السيئة، والقضايا الغريبة ذات التفاصيل المرعبة في مجتمعاتهم.

لا تخجلوا حين تتعاملون مع أي حدث سيحملكم فوق طاقتكم بمبدأ غض البصر، حين تجدون المعروض كربًا، وبلاءً غادروا، ثم اذكروا قول الله تعالى في قرآنه الكريم: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ(

تعلموا التجاهل حين لا تقوى أنفسكم على الدخول في تفاصيل الأمور .

لقد كان المجتمع هادئًا حين كانت أبشع جرائمه عنوانًا على صفحات جريدة، حين كنا نخشى أن نعرض أنفسنا للتفاصيل مؤمنين بضعفنا محافظين على أمننا، وسلامنا النفسي.

ألم تكن هناك على مر العصور حوادث، وقضايا تجعل من الوحوش الكاسرة مخلوقات أرحم من هذا المخلوق الذي يدعي الإنسانية عبثًا! كان منا من يكتفي بقراءة العنوان فقط أو بعض أسطر، وكان هناك من كان يغوص لمعرفة أدق التفاصيل لم يكن يفرض علينا شيء يرهبنا كما يحدث الآن .

هل كانت مذبحة المماليك التي كنا ندرسها حدثًا هينًا أمام خيالنا الواسع! هل كانت جرائم ريا وسكينة قصة نرويها للأطفال في حدوتة ما قبل النوم، هل كانت قضايا قتل الأزواج، وأكياس البلاستيك نزهة في إحدى مدن الملاهي! هل كان انتحار الطلاب الذين يرسبون في امتحاناتهم حدثًا بسيطًا، بالتأكيد لا، لكنها تلك اللعنة التي تختبئ في التفاصيل هى من أخذتنا لهذه المنطقة .

رفقًا بأنفسكم رفقًا بقلوبكم وأرواحكم. وتذكروا هنا قول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا).

Dr.Randa
Dr.Radwa