السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

رئيس الوزراء الإيطالي: تزايد أهمية الاتحاد الأوروبي.. وتراجع اعتمادنا على الغاز الروسي إلى 25%

  • 24-6-2022 | 21:50

رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي

طباعة
  • دار الهلال

أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، أن الاتحاد الأوروبي ينمو ويصبح أكثر أهمية، حيث غدا تلك المؤسسة التي تتطلع إليها جميع دول أوروبا كجهة قادرة على منحها الاستقرار والازدهار والأمن.

وقال المسؤول الإيطالي -في مؤتمر صحفي من بروكسل اليوم الجمعة وفقا لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء- "إنها خطوة غير عادية في تاريخ الاتحاد، إنه بُعد اكتسب أهمية أكبر بسبب الحرب في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن البلدان التي لم تفكر في السابق بالانضمام إلى الاتحاد، تريد اليوم أن تحظى بصفة المرشح بسرعة، وقد بدأ الاتحاد الأوروبي بالاستجابة لهذه الطلبات، وهي طفرة في هوية الاتحاد.

وأضاف رئيس الحكومة الإيطالية أن الأمر يتعلق بـ"مرحلة تاريخية يكتسب فيها الاتحاد الأوروبي هوية مختلفة"، مبيناً أن عملية قبول الانتماء إلى الاتحاد ستظل صعبة، لكنها ستكون أقل بيروقراطية بكثير.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعرض صورته الخاصة أقل كآبة، بيروقراطية ومالية مما كانت عليه في الماضي. فهو أكثر انفتاحًا وتعاونًا. وتغيرت رغبة دول الاتحاد الأوروبي بالمساعدة، مشيراً الى أن الاتحاد لتنفيذ الإصلاحات الضرورية أصبح يلائم المتطلبات، ونوه بأن أوكرانيا، وجورجيا ومولدوفا، قررت أن مرساة أمانها لا تكمن في مكان آخر، بل في أوروبا.

ومن جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الإيطالي أنه بفضل التدابير التي اتخذتها حكومته للبحث عن بدائل للامدادات منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، تراجع الاعتماد على الغاز الروسي اليوم إلى نسبة 25% مقابل 40% العام الماضي، مشيرا إلى أن عمليات التخزين لمواجهة فصل الشتاء "تعمل بشكل جيد للغاية".

وقال "دراجي" إن أكبر مانع لوضع سقف لسعر الغاز، من جانب الاتحاد الأوروبي يأتي بسبب الخوف من أن تقطع روسيا الإمدادات بشكل أكبر.

وأضاف "نحن في مرحلة انخفضت فيها الإمدادات إلى ألمانيا بنسبة 50٪ مقارنة بما كانت عليه من قبل"، موضحا أن السعر ارتفع بطريقة تجعل روسيا تكسب الأموال نفسها تقريبًا بينما تنخفض إمدادات الغاز الروسية.

وأشار إلى أن"الإجراءات التي اتخذناها منذ بداية الحرب بدأت تؤتي ثمارها”، فقد بدأ موردو الغاز الآخرون باستبدال الغاز الروسي، منوها إلى أن أسعار الطاقة قد ارتفعت بالفعل مقارنة بما قبل الحرب.

وأضاف أن "الطاقة تسجل زيادات بنسبة 40٪ في الأسعار بشكل عام. وإذا تمكنا من القيام بشيء ما على جبهة الطاقة، فسنحقق تقدمًا أيضًا فيما يتعلق باحتواء التضخم وأسعار الفائدة".
وفي السياق ذاته، أعرب كبير اقتصاديي مركز الأبحاث الأوروبي ديموستين فلوروس، عن عدم مشاركته تفاؤل السلطات الإيطالية بشأن أمن الطاقة في الأشهر المقبلة. 

وقال فلوروس لوكالة أنباء "تاس" الروسية اليوم الجمعة "إن الوضع معقد للغاية وخارج عن السيطرة في كل من إيطاليا وأوروبا بدءًا من ألمانيا".

ويعتقد فلوروس أن السلطات ستضطر إلى إدخال ما وصفه بالاستهلاك الجزئي، وأضاف "من الصعب تحديد ما إذا كان يجب اللجوء إلى هذا الإجراء في وقت مبكر مثل هذا الصيف أو مع بداية موسم البرد. ويعتمد ذلك على الظروف المناخية... فمن المرجح أن يكون هذا الصيف حارًا وبذلك سيزيد الاستهلاك وهذا لن يؤدي إلا إلى خطوة أقرب من المشكلة. واستخدام جزء من الامدادات المخزنة هو خطر حقيقي وسيؤدي إلى خفض أنشطة الإنتاج وسيؤثر ذلك على الوظائف والوضع الاجتماعي".

وتابع: "لن أكون متفائلا. ففي أوروبا الأسبوع الماضي كانت هناك بالفعل حالات لسحب الغاز من منشآت التخزين لتلبية الطلب الحالي. وعادة تظل هذه الاحتياطيات كاملة خلال هذا الوقت من العام لأنه يتم ملؤها لفصل الشتاء".

وأشار فلوروس إلى أن الجفاف الحالي، الذي لوحظ بالفعل في العديد من مناطق البلاد، يؤدي أيضًا إلى تدهور الوضع. وأوضح أنه "في إيطاليا يستخدم الغاز لإنتاج الكهرباء والطاقة النووية غائبة وعلينا استخدام مصادر أخرى، بما في ذلك محطات الطاقة الكهرومائية، لكن الجفاف يحول دون ذلك".

وشدد على أن المشاكل في سوق الطاقة الأوروبية تعود إلى اللحظة التي "استسلمت فيها المفوضية الأوروبية لضغوط الولايات المتحدة" للتخلي عن عقود التوريد طويلة الأجل والتي تسببت في ارتفاع الأسعار واختلال التوازن.

الاكثر قراءة