بقلم – محمد عبد الحافظ
من وحى خيال المبدع «وحيد حامد» جاء هذا العنوان .. تحديداً من فيلمه التليفزيونى الشهير «أنا وأنت .. وساعات السفر» عام 1988 .. لاحت الفكرة النهائية للمقال، أو تبدى شكله النهائى قبل الكتابة.. فالمقالات أفكار ملحة، آتية من الواقع، غير أنها تحتاج فى النهاية إلى من يكسوها ثيابها التى ستظهر بها أمام الأعين، أما الفكرة الملحة فهى تلك الحالة التى دخلت فيها مع أحداث الشهر الماضى من حياتى، وأنا - عزيزى القارىء - لم أتعود أن أحدثك عن شأن شخصى، تربينا فى مدرسة صحفية تقدم العام على الخاص، ولكننى مضطر هذه المرة لأن أفعل .. لا لشىء ولكن لارتباط العام بالخاص فيما جرى الشهر الماضى.
الحكاية باختصار أن الأستاذ والكاتب والأخ الأكبر لنا جميعا فى «دار الهلال» مجدى سبلة رئيس مجلس الإدارة قرر مشكورا ترقيتی إلى منصب رئيس التحرير التنفيذی لمجلتنا الحبيبة «طبيبك الخاص»، تلك المجلة التى قضيت فيها حتى اليوم ربع قرن من عمرى، أعتبرها ابنتى الحبيبة التى أعطيها كل وقتى وجهدى وعاطفتى، وجاء قرار الأستاذ مجدى باختيارى لهذا المنصب بعد أيام من اختيار الزميلة الفاضلة الأستاذة «غادة عاشور» رئيساً لتحرير «طبيبك الخاص» .. كلانا ينتمى إلى الجيل نفسه، وأكن لها كل التقدير والاحترام ووافر المودة .. المودة نفسها التى تربط كل أسرة «طبيبك الخاص» بل التى عرف بها زملاؤنا فى المجلة.. من أقدم الزملاء سهام الإمام الشافعى إلى أحدثهم ندا أحمد.. «طبيبك الخاص» أسرة واحدة مترابطة تجمعها علاقة حميمية صادقة لا مكان فيها للزيف أو الرياء، وهذه الروح هى من أهم أسباب نجاح مجلتنا.. إنه شريط سينمائى سريع اللقطات تتابع أمام عينى وأنا أسمع خبر هذه الترقية .. من أول يوم عملت فيه فى هذه المطبوعة.. من د.عبدالرحمن نورالدين إلى الأستاذ ربيع أبو الخير رحمهما الله رحمة واسعة، إلى د.ضاحى النجار.. كلهم بلا استثناء أضاءوا شمعة فى كل مرحلة .. وتعلمت منهم الكثير .. ومع الأيام نمت القدرة فى قلمى على الكتابة إلى جانب تخصصي الأساسى فى الإخراج الفنى الذى حصلت بفضله على جائزة التفوق الصحفى من نقابة الصحفيين قبل سنوات -2013-.. أعوام طويلة مرت.. احتضن فيها عدد «طبيبك الخاص» كل شهر منذ أن يكون مجرد نطفة أو أفكار ينفذها الزملاء إلى أن يصبح سطورا مكتوبة ثم موضوعات تم إخراجها ثم كشفاً أو «بروجيه» للمادة ثم أفلاماً ومونتاچاً و..و..و..، إلى أن يصبح العدد مولودا حقيقيا فی صورته النهائية التى يتناولها القاریء بين يديه كل شهر.
وهكذا فالحديث عنى هو فى حقيقته الحديث عن «طبيبك الخاص» التى قضيت فيها - عمليا - حوالى نصف عمرى .. واليوم أعتقد أن العمر هذا لم يذهب هباءً.
مجلة تتجه إلى كل رجل وامرأة، وكل شاب وشابة تدور مادتها حول موضوع حيوى هو الصحة، جسدية وعصبية ونفسية.
وأنت أيها القارىء العزيز كنت ومازلت وستبقى ثالثنا .. فنحن نصنعها لك ومن أجل احتياجاتك الطبية والمعرفية المتجددة على الدوام .. ونواكب بها كل جديد فى الطب وعلومه حتى تقف على آخر مستحدثاته.
وفى الحالة التي مررت بها .. أو تلك النشوة التى جعلت حياتى تتسلسل شريطا أمام عينى، تذكرت أننا وبعد أشهر وفى مطلع العام الجديد تحديدا تكون «طبيبك الخاص» قد أكملت نصف قرن من عمرها المديد .. وهى المناسبة التى نعكف - من الآن - على دراسة أفضل السبل للاستعداد لها، وباختصار ستتحول «طبيبك الخاص» معها تحولاً جديداً فى الشكل والمضمون، نعدكم بأن يكون تحولاً شديد الأهمية للأفضل بكل تأكيد .. فواحد من أهم الأسباب التى جعلت «طبيبك الخاص» تعيش وتبقى وتكبر وتحتل مكانتها الحالية فى مصر والعالم العربى، قدرتها الدائمة على تطوير ذاتها شكلاً ومضموناً.
.. ولن أنسى الكلمات الجميلة التى شجعنا بها الأستاذ مجدى سبلة رئيس مجلس الإدارة قائلا للزميلة غادة عاشور ولى .. متحدثا عن التوزيع بصفة عامة وفى «دار الهلال» بصفة خاصة: إن «طبيبك الخاص» هى الأفضل توزيعها بين مطبوعات المؤسسة وأنها تحتاج إلى المزيد من التقدم لتواصل دورها بل لتنمی وتطور هذا الدور، وفى ظل الصعوبات التى تواجهها الصحافة الورقية علينا الاعتراف بأن صناعة الصحافة مهددة بالانهيار .. القومية أو الخاصة على السواء،.. فالخروج من المأزق لن يكون أبدا بتكرار الماضى واستحضاره حتى لو جئنا بنجوم العصر الذهبى للصحافة .. فلن يستطيعوا أن يمنحوا صحافة اليوم قبلة الحياة لاسيما بعد أن تدهور بعضها.. فالطريق ليس مسدودا .. هو مفتوح فقط أمام الحلول الجديدة المبتكرة.. هكذا قال أ.مجدى سبلة، وهكذا نسعى فى الفترة المقبلة .. أيها القاريء العزيز.
الحلم واحد .. حلمى وحلم المجلة وحلمك عزيزى القارىء .. ومعا سنحقق هذا الحلم إن شاء الله فأنت فى النهاية كل غايتنا ومبتغانا ومن أجلك يهون كل شىء .