أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم /السبت/ تصفية مئات العناصر من القوات الأوكرانية بينهم عدد كبير ممن وصفتهم بـ"المرتزقة الأجانب"، وذلك في الوقت الذي نفت فيه موسكو اتهامات بالإجلاء القسري للأطفال من دونباس، واصفة الأمر بأنه "كذبة مثيرة للسخرية".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف- في تصريح أوردته قناة (روسيا اليوم) - "إن القوات الروسية تمكنت من تصفية أكثر من 80 مرتزقا بولنديا بقصف جوي خلال اليوم الماضي في دونيتسك"، كما تم القضاء على أكثر من 300 جندي أوكراني، بالإضافة إلى تدمير 35 وحدة من الأسلحة الثقيلة في منطقة نيكولاييف في يوم واحد، وتم تدمير 20 مركبة قتالية مدرعة و8 قاذفات صواريخ جراد متعددة.
وأشار إلى أن سلاح الجو الروسي وقوات المدفعية والصواريخ استهدفت خلال اليوم الماضي نقاط تمركز للقوات الأوكرانية والمعدات العسكرية في 284 منطقة، وتم تدمير مستودعين للذخيرة وأسلحة صاروخية ومدفعية في لوجانسك.
ونوه المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إلى أن الضربات الجوية وقوات الصواريخ والمدفعية، تمكنت من القضاء على أكثر من 780 عنصرا من القوميين الأوكرانيين، و8 دبابات ومركبات قتالية مدرعة أخرى، مضيفا أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 21 مسيرة أوكرانية في مناطق مختلفة بمنطقة لوجانسك ومقاطعتي خاركوف وخيرسون.
وفي السياق، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا،في بيان، الاتهامات الموجهة لروسيا بالإجلاء القسري للأطفال من دونباس، بأنها "كذبة مثيرة للسخرية".
وقالت زاخاروفا إن دعوة البرلمان الأوكراني إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل ومحكمة العدل الدولية والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والذي نشر في 19 يونيو الجاري، بشأن ما يسمى بـ "اختطاف أطفال أوكرانيين وترحيلهم قسرا" إلى الأراضي الروسية هي مزاعم كاذبة وردت أكثر من مرة سابقا خلال الحملة الإعلامية التي أطلقت في أوكرانيا وفي المنظمات الدولية بشأن اتهامات موجهة لروسيا في السحب القسري للقُصَّر من أراضي دونباس.
وأكدت أن مثل هذه التصريحات مثيرة للسخرية إذ أنه قتل في دونباس أكثر من 150 طفلا وأصيب أكثر من ذلك بجروح خلال السنوات الثماني للنزاع العسكري الجاري في هذه المنطقة.
وأضافت أنه وفق معلومات، أجلت روسيا في 23 يونيو الجاري أكثر من مليوني شخص بمن فيهم نحو 325 ألف طفل إلى روسيا، من المناطق الخطرة لأوكرانيا ودونباس، وكلهم دخلوا أراضي بلادنا طوعا من أجل إنقاذ حياتهم وحياة أطفالهم، مشددة على أن الهيئات الروسية تواصل العمل الهادف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية بما فيها النفسية لهؤلاء الأطفال وكذلك المساعدة في البحث عن أقربائهم.
وأوضحت زاخاروفا أن اتفاقية حقوق الأطفال تؤكد على حق الأطفال في الحياة والتنمية وكذلك الوصول إلى المياه والطعام والمسكن ونظام الصحة والتعليم والحماية ضد كل أشكال العنف ، ويحق للأطفال الحصول على رعاية ومساعدة خاصة ، مشيرة إلى أن روسيا تساعد أطفال دونباس في تحقيق حقوقهم.
وفي السياق، أعلن قائد الشيشان رمضان قديروف أنه تم دفع القوات الأوكرانية بالكامل خارج منطقة سيفيرودونتسك الصناعية ومطارها في إقليم لوجانسك، مضيفا: "لقد تم تحرير منطقة سيفيرودونتسك الصناعية والمطار بالكامل".
وبحسب قديروف، فإن عملية تطهير المطار جارية وأراضيه كلها تحت السيطرة، مشيرا إلى أنه تم تحرير 800 مدني من معمل أزوت في سيفيرودونتسك.
وأضاف "أن تطهير مستوطنة بوروفسكوي جارية أيضا وهي إحدى النقاط الصعبة التي لم يصمد فيها الأوكرانيون طويلا".
وفي سياق آخر، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الفضاء الروسية دميتري روجوزين،في تصريح له، أن مؤسسته بدأت إنتاج صواريخ "سارمات" العابرة للقارات، وسيبدأ استخدامها بحلول نهاية العام الجاري.
وأضاف روجوزين "لقد بدأنا بالفعل في إنتاج صواريخ بكميات كبيرة، وننطلق من حقيقة أنه بحلول نهاية العام سيتعين علينا وضع الفوج الأول في أوزور بإقليم كراسنويارسك في مهمة قتالية".
وأشار إلى أن شركته تستعد الآن لاختبار الطيران الثاني لـ "سارمات"، موضحا أن الطلبات على الصاروخ ستزداد.
في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"،عن تضامن بلاده مع جارتها مولدوفا في وجه ما وصفه بالتهديدات القادمة من موسكو.
وكتب كوليبا "نحن نقف مع شعب وحكومة مولدوفا الصديقة وسط تجدد التهديدات القادمة من موسكو.. كل ما تبقى لروسيا هو إطلاق التهديدات تجاه الدول الأخرى بعد عقود من السياسات الفاشلة القائمة على العدوان والإكراه وعدم الاحترام.. لا يُظهر هذا سوى ضعف روسيا".
وكان الكرملين قال أمس على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف ، إنه يأمل ألا تتدهور علاقات أوكرانيا ومولدوفا مع موسكو بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على منحهما "وضع" المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي ، مشيرا إلى أن قرار الكتلة "مسألة أوروبية داخلية بالطبع"، مضيفًا "لكن من المهم جدًا بالنسبة لنا ألا تجلب كل هذه العمليات المزيد من المشكلات لنا والمزيد من المشكلات في علاقات الدول المذكورة معنا".