الخميس 28 نوفمبر 2024

تحقيقات

زيارة أمير قطر لمصر .. تكمن أهميتها في التوقيت .. وتؤكد عودة العلاقات إلى طبيعتها

  • 25-6-2022 | 15:56

الرئيس السيسي وأمير قطر

طباعة
  • إسراء خالد

حظيت العلاقات المصرية القطرية على مدار الأشهر الماضية بالعديد من التطورات، منذ توقيع بيان قمة العلا يناير 2021 بالمملكة العربية السعودية، لتتم المصالحة العربية الخليجة مع قطر.

ومنذ ذلك الحين تسعى الدولتان إلى تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بينهما بمختلف القطاعات، وعلى كافة الأصعدة، وذكر دبلوماسيون، أن قمة العلا ساهمت في تطور العلاقات المصرية القطرية، إذ تم تعيين سفير مصري جديد بقطر الشهر الماضي، وعينت أيضًا الدولة القطرية سفير في مصر؛ لتبدأ مرحلة جديدة من تطور العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى أن الزيارة تعكس الدور المصري في المنطقة العربية وارتباط الأمن القومي المصري بالأمن العربي وبالأمن الخليجي، وتؤكد أيضًا أن الخلاف الواقع سابقًا بين الدولتين لم يكن خلافًا مبدئيا بل كان اختلافًا في وجهات النظر حول بعض القضايا، ومن ثم بمجرد انتهاء ذلك الاختلاف في وجهات النظر عادت العلاقات إلى طبيعتها.

تطور العلاقات المصرية القطرية

في هذا السياق، قال السفير رخا أحمد حسين، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى مصر تعد أول زيارة رسمية منذ مشاركة الأمير في القمة العربية في شرم الشيخ 2015.

وأوضح السفير رخا، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن العلاقات بين الدولتين لم تتوقف تمامًا منذ ذلك التاريخ إذ كانت هناك لقاءات عقب «قمة العلا» المعنية بالمصالحة العربية الخليجة مع قطر في يناير من العام الماضي، إذ شهد الرئيس السيسي وأمير قطر نحو 3 لقاءات على هامش مؤتمرات مختلفة.

وشدد على أنه أثناء فترة توقف العلاقات السياسية بين الدولتين، لم تتوقف العلاقات كليًا بين البلدين، إذ استمرت الاستثمارات القطرية، والجالية القطرية في مصر، وأيضًا استمرت الجالية المصرية في قطر، مؤكدًا أننا لم نقطع العلاقات إذ كان هناك قسم رعاية المصالح.

وأكد السفير رخا أن قمة العلا ساهمت في تطور العلاقات المصرية القطرية، إذ تم تعيين سفير مصري جديد بقطر الشهر الماضي، وعينت أيضًا الدولة القطرية سفير في مصر؛ لتبدأ مرحلة جديدة من تطور العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى وزير خارجية قطر جاء إلى مصر في مارس الماضي وتم الاتفاق على أن قطر سوف تستثمر 5 مليار دولار في مختلف القطاعات سواء البنوك أو بعض المشروعات الآخرى، وهو ما من شأنه زيادة نسبة الاستثمارات القطرية المتواجدة في مصر.

وأعرب عن سعي الدولة المصرية للتنسيق بين الدول العربية قبل الاجتماع في قمة مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والتي ستضم 9 دول: «6 دول للخليج - مصر - الأردن - العراق»، وذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، ومن ثم فالأمر يتطلب ضرورة التنسيق بين مصر والدول العربية المعنية بالقمة في عدد من الملفات، بينها العلاقات الثنائية بين مصر وكل من هذه الدول، والملف الثاني هو الوضع العربي العام والوضع الأمني والاستقرار في منطقة الخليج باعتبار أنه الشاغل الأول لدول مجلس التعاون، وهو ما تعتبره مصر جزءً من أمنها القومي.

ونوه رخا إلى أن الملف الثالث هو الأزمات العربية القائمة مثل الأزمة اليمنية والسعي لاستمرار وقف إطلاق النار، والأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية بما تتضمنه من تعقيدات وتعنت الحكومة الإسرائيلية المستمرة في إجراءاتها العنيفة ضد الفلسطينيين، ويأتي الملف الرابع حول الأزمة العالمية الناتجة عن حرب روسيا وأوكرانيا والتي يعاني منها العالم أجمع، فالعقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا تؤثر على العالم أجمع بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، فلا تنحصر أضرار العقوبات على روسيا فقط، مضيفًا: «لم يفق العالم من جائحة كورونا، حتى وقع في أزمة عالمية آخرى بالحرب في أوكرانيا».

الدور المصري في المنطقة العربية

ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى مصر تكمن أهميتها في مجيئها بعد عدة سنوات من تاريخ آخر زيارة رسمية للأمير.

وأوضح بدر الدين، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن الزيارة تعكس الدور المصري في المنطقة العربية وارتباط الأمن القومي المصري بالأمن العربي وبالأمن الخليجي، وتؤكد أيضًا أن الخلاف الواقع سابقًا بين الدولتين لم يكن خلافًا مبدئيا بل كان اختلافًا في وجهات النظر حول بعض القضايا، ومن ثم بمجرد انتهاء ذلك الاختلاف في وجهات النظر عادت العلاقات إلى طبيعتها.

وأشار إلى أن الزيارة تتناول قضايا شديدة الأهمية سواء على المستوى الثنائي بين مصر وقطر، مثل التعاون الاقتصادي والقضايا المثارة وتنسيق المواقف وتدعيم العلاقات الثنائية بمختلف المجالات والأصعدة، أو على المستوى العربي، منطقة الخليج العربي ودول مجلس التعاون والدول العربية بشكل عام، مثل قضايا ليبيا وسوريا واليمن والأوضاع في منطقة الخليج.

وأكد أن أهمية الزيارة تتبلور في توقيتها الهام والذي يأتي قبل زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى المنطقة العربية للالتقاء بقادة الزعماء في الدول العربية، ومن ثم تساعد زيارة أمير قطر إلى مصر على تنسيق المواقف بين الدول العربية بحيث يكون هناك موقف عربي موحد وتجانس في وجهة النظر التي يتم التعبير عنها، وخالٍ تمامًا من الخلافات والتشتت أمام القمة المنتظرة مع بايدن.

وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «زيارة الأمير تميم بما تتناوله من موضوعات وقضايا تعود بالنفع على مصر وقطر ودول الخليج والدول العربية ككل».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة