الخميس 25 ابريل 2024

مستقبل‭ ‬العرب


عبد الرازق توفيق

مقالات25-6-2022 | 21:42

عبد الرازق توفيق

حالة‭ ‬عربية‭ ‬متوهجة‭..‬ القاهرة‭ ‬تستقبل‭ ‬يوميًا‭ ‬زعماء‭ ‬العرب‭..‬ من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬والتباحث‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬وأزمات‭ ‬عالمية،‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬نظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭..‬ وفى‭ ‬ظل‭ ‬أيضًا‭ ‬الفرص‭ ‬الثمينة‭ ‬السانحة‭ ‬أمام‭ ‬أمة‭ ‬العرب‭ ‬لتتبوأ‭ ‬المكانة‭ ‬اللائقة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد‭.‬

القاهرة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬شهدت‭ ‬زيارات‭ ‬ولقاءات‭ ‬عربية‭..‬ حيث‭ ‬التقى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬العرب‭ ‬فى‭ ‬البحرين‭ ‬والأردن‭ ‬والسعودية،‭ ‬ثم‭ ‬بالأمس‭ ‬أمير‭ ‬قطر‭..‬ بما‭ ‬يجسد‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬قبلة‭ ‬العرب،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬مصرية‭ ‬تسعى‭ ‬بدأب‭ ‬وجهد‭ ‬إلى‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬العربى،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬وتفعيل‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ..‬إنها‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬تتقدم‭ ‬بثبات‭ ‬بحكمة‭ ‬قائد‭ ‬وطن‭ ‬شريف‭ ‬مخلص‭ ‬لوطنه‭ ‬وأمته‭.‬

فى‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭ ‬يتشكل‭..‬ وفرص‭ ‬ثمينة‭ ‬سانحة‭ ‬لأمة‭ ‬طال‭ ‬غيابها

قلت‭ ‬فى‭ ‬مقال‭ ‬أمس‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮ «التكامل‭ ‬العربى‮»‬ إنه‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬أمام‭ ‬العرب‭ ‬إلا‭ ‬التعاون‭ ‬والتقارب‭ ‬والتضامن‭ ‬والتكامل‭ ‬والعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬خطيرة‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬فرضتها‭ ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬شديدة‭ ‬الوطأة‭ ‬لكنها‭ ‬أفرزت‭ ‬نظامًا‭ ‬عالميًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬والحتمى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العرب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد‭ ‬قوة‭ ‬حاضرة‭ ‬ومتوهجة‭ ‬تأخذ‭ ‬مساحة‭ ‬تليق‭ ‬بها‭ ‬ومكانة‭ ‬مستحقة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬محاولات‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والترويض‭..‬ بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للعرب‭ ‬شخصيتهم‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الفاعلة‭ ‬دون‭ ‬الانعزال‭ ‬عن‭ ‬العالم‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬أمة‭ ‬العرب‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬شديدة‭ ‬الوطأة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬طاحنة‭ ‬سواء ‭‬‮«‬كورونا‮»‬ أو‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭- ‬الأوكرانية‭ ‬وبزوغ‭ ‬نظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭ ‬أو‭ ‬قبل‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭- ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬السعودية‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل‭ ‬ثم‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬الجزائر‭ ‬لبلورة‭ ‬ما‭ ‬أفضى‭ ‬إليه‭ ‬اتفاق‭ ‬العرب‭.‬

هنا‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬العرب‭ ‬لديهم‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬وشاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭ ‬تمنحهم‭ ‬مساحات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬للجلوس‭ ‬على‭ ‬طاولات‭ ‬المفاوضات‭ ‬بسبب‭ ‬متغيرات‭ ‬عالمية‭ ‬جعلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬المهمة‭ ‬فى‭ ‬أيدى‭ ‬العرب‭ ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يحولوها‭ ‬إلى‭ ‬مكاسب‭ ‬ومركز‭ ‬وثقل‭ ‬دولى‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭.‬

هذا‭ ‬جيد‭ ..‬لكن‭ ‬ما‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬أمة‭ ‬العرب؟‭ ..!‬سؤال‭ ‬أعيد‭ ‬طرحه‭..‬ الإجابة‭ ‬باختصار‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حلول‭ ‬أمام‭ ‬العرب‭ ‬سوى‭ ‬طى‭ ‬صفحات‭ ‬الخلافات‭ ‬والاختلافات،‭ ‬وأن‭ ‬تتجه‭ ‬بوصلتهم‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتضامن‭ ‬والتكامل‭ ‬والشراكة‭ ‬العربية،‭ ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭..‬ ورسم‭ ‬مكانتهم‭ ‬فى‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد،‭ ‬ودرء‭ ‬كل‭ ‬التداعيات‭ ‬التى‭ ‬خلفتها‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭- ‬الأوكرانية،‭ ‬ولديهم‭ ‬القدرات‭ ‬والموارد‭ ‬والثروات‭ ‬التى‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إذا‭ ‬اتجهوا‭ ‬إلى‭ ‬التكامل‭ ‬والتعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬والاستثمار‭ ‬الواقعى‭ ‬للفرص‭ ‬والثروات‭ ‬والموارد‭ ‬المتبادلة‭.‬

فى‭ ‬الحقيقة‭ ..‬إن‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬مصر‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬زيارات‭ ‬واستقبالات‭ ‬لقادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬بصدد‭ ‬رؤية‭ ‬مصرية‭ ‬شاملة‭ ‬لتصفية‭ ‬وتنقية‭ ‬الأجواء‭ ‬العربية،‭ ‬ولم‭ ‬شمل‭ ‬العرب‭ ‬إيماناً‭ ‬بدقة‭ ‬المرحلة‭ ‬ومفصلية‭ ‬الفترة‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬والتحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭.‬

فى‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬الماضية،‭ ‬كانت‭ ‬القاهرة‭ ‬خلية‭ ‬للعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭..‬ جاءت‭ ‬الزيارات‭ ‬الأخيرة‭ ‬للزعماء‭ ‬العرب‭ ‬سواء‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ملك‭ ‬البحرين،‭ ‬أو‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬عاهل‭ ‬الأردن،‭ ‬أو‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ولى‭ ‬العهد‭ ‬السعودى،‭ ‬أو‭ ‬الأمير‭ ‬تميم‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬ثانى‭..‬ لتجسد‭ ‬دور‭ ‬القاهرة‭ ‬فى‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬العرب،‭ ‬وجمع‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭..‬ بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬والعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬والتنسيق‭ ‬وتبادل‭ ‬الرؤى‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

القمة ‬‮«‭‬المصرية‭- ‬القطرية‮»‬ التى‭ ‬جرت‭ ‬أمس‭ ‬فى‭ ‬قصر‭ ‬الاتحادية‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬والأمير‭ ‬تميم‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬ثانى،‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬‮«‬المصرية‭- ‬القطرية» ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬العربى‭ ‬وتعزيز‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭.‬

القمة «‬المصرية‭- ‬القطرية‮»‬ التى‭ ‬سبقتها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬زيارات‭ ‬عربية‭ ‬مكثفة‭ ‬ومباحثات‭ ‬مهمة‭ ‬تأتى‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك،‭ ‬وقمة‭ ‬الأمس‭ ‬جاءت‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬مهم‭ ‬لتعلن‭ ‬نقاء‭ ‬الأجواء‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭..‬ وكما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إن‭ ‬زيارة‭ ‬الأمير‭ ‬تميم‭ ‬تجسد‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬العلاقات ‭‬«‬المصرية‭- ‬القطرية‮»‬‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬وترسيخ‭ ‬لمسار‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات،‭ ‬وفى‭ ‬إطار‭ ‬مصلحة‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬النوايا‭ ‬الصادقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.‬

صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬تشهدها‭ ‬العلاقات ‬‮«‬المصرية‭- ‬القطرية‮».. ‬وهنا‭ ‬أتوقف‭ ‬عند‭ ‬حديث‭ ‬الأمير‭ ‬تميم‭ ‬وتهنئته‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بمناسبة‭ ‬قرب‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭.. ‬معرباً‭ ‬عن‭ ‬تقدير‭ ‬بلاده‭ ‬لمصر‭ ‬قيادة‭ ‬وشعباً،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬دورها‭ ‬المحورى‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬وجهودها‭ ‬لتعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬العربى‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬السياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التى‭ ‬تتبعها‭ ‬مصر‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬الداخلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬برسائل‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬القمة «‬المصرية‭- ‬القطرية‮» ‬التى‭ ‬جرت أمس‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬لتجسد‭ ‬رؤية‭ ‬مصرية‭ ‬وتوجهًا‭ ‬عربيًا‭ ‬نحو‭ ‬أهمية‭ ‬التكامل‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ..‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬وتقدم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬والدوحة‭ ..‬ولكن‭ ‬تعكس‭ ‬أجواء‭ ‬عربية‭ ‬صحية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬فى‭ ‬فلك‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬لتكون‭ ‬طرفاً‭ ‬قوياً‭ ‬وفاعلًا‭ ‬فى‭ ‬التفاوض‭ ‬العالمي،‭ ‬لتعكس‭ ‬ثقل‭ ‬العرب‭ ‬فى‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الحاجة‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬العرب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الدقيق‭ ‬والتحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬

فى‭ ‬البيان‭ ‬الصحفى‭ ‬والإعلامى‭ ‬الذى‭ ‬ورد‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬دار‭ ‬فى‭ ‬القمة‭ ‬المصرية‭- ‬القطرية‭..‬ جاء‭ ‬تأكيد‭ ‬الأمير‭ ‬تميم‭ ‬حرص‭ ‬بلاده‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الخطوات‭ ‬المتبادلة‭ ‬لدفع‭ ‬وتعزيز‭ ‬مختلف‭ ‬آليات‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائى‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعظيم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬القطرية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬واستغلال‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬العريضة‭ ‬المتاحة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭..‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬وجود‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وتقدم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

هنا‭ ‬أريد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬التشنج‭ ‬وعدم‭ ‬الفهم‭ ‬لدى‭ ‬البعض،‭ ‬خاصة‭ ‬عدم‭ ‬العلم‭ ‬ببواطن‭ ‬الأمور‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭..‬ فالعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬تحكمها‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدولتين‭ ‬المصرية‭ ‬والقطرية،‭ ‬هما‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬دولتان‭ ‬شقيقتان،‭ ‬والمبدأ‭ ‬العام‭ ‬فإن‭ ‬اختلاف‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬لا‭ ‬يدوم‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬ومركز‭ ‬التوافق‭ ‬وإزالة‭ ‬أسباب‭ ‬الاختلاف‭ ‬ومسبباته‭ ‬ووجود‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬المتبادلة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬التوافق‭ ‬والتعاون،‭ ‬وربما‭ ‬الشراكة‭ ‬والتكامل،‭ ‬فمصالح‭ ‬وعلاقات‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تؤخذ‭ ‬من‭ ‬أفق‭ ‬ضيق‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬إدراك‭ ‬لطبيعة‭ ‬علاقات‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬الحاجة‭ ‬ومتطلبات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬دقة‭ ‬المرحلة‭ ‬والتحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وارتكاز‭ ‬الرؤية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬العربى‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتكامل‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭..‬ بين‭ ‬الدولتين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.‬

القمة «‬المصرية‭- ‬القطرية»‬.. عكست‭ ‬حالة‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائى‭ ‬بينهما‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬قطاعات‭ ‬الطاقة‭ ‬والزراعة‭..‬ إلى‭ ‬جانب‭ ‬التعاون‭ ‬الاستثمارى‭ ‬وتنشيط‭ ‬حركة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتعزيز‭ ‬تدفق‭ ‬كافة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬القطرية‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬خدمتها‭ ‬للمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للبلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬التى‭ ‬تملكها‭ ‬مصر‭ ..‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تجربتها‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.‬

فى‭ ‬اعتقادى‭.. ‬أن‭ ‬مباحثات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬والأمير‭ ‬تميم‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين،‭ ‬والتوافق‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭..‬ حيث‭ ‬أكد‭ ‬الزعيمان‭ ‬ضرورة‭ ‬تكاتف‭ ‬وتضافر‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ..‬أشاد‭ ‬أمير‭ ‬قطر‭ ‬بالجهود‭ ‬المصرية‭ ‬القائمة،‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتوافق‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وفق‭ ‬مرجعيات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭.‬

القمة‭ ‬تناولت‭ ‬أيضا‭ ‬سبل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التداعيات‭ ‬السلبية‭ ‬للأزمة‭ ‬الروسية‭ - ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭..‬ فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفكر‭ ‬المتطرف‭..‬ والتأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬تكثيف‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استراتيجية‭ ‬متكاملة‭ ‬تشمل‭ ‬جوانب‭ ‬ومحاور‭ ‬فكرية‭ ‬وتنموية‭.. ‬بجانب‭ ‬المواجهة‭ ‬الأمنية‭.‬

التاريخ‭ ‬كفيل‭ ‬أن‭ ‬يعلمنا‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ..‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬الأشقاء‭ ‬الذين‭ ‬تربطهم‭ ‬قواسم‭ ‬ومصير‭ ‬واحد؟‭..!‬ كما‭ ‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬دائما‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصب‭ ‬فى‭ ‬مصالح‭ ‬دولها‭ ‬ويحقق‭ ‬تطلعاتها‭ ..‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬آتون‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬والتحديات‭ ‬والصراعات‭ ‬والتهديدات‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬رؤية «‬مصرية‭- ‬عربية»‬ على‭ ‬أهمية‭ ‬التضافر‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتكامل‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭.‬

فى‭ ‬اعتقادي،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بناء‭ ‬لتصور‭ ‬جديد‭ ‬ورؤية‭ ‬شاملة‭ ‬للعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬تقوده‭ ‬مصر‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تنقية‭ ‬الأجواء‭ ‬العربية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬ودعم‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬والاتجاه‭ ‬بقوة‭ ‬نحو‭ ‬التكامل‭ ‬والتضامن‭ ‬والتكاتف‭ ‬والشراكة ‭»‬العربية‭- ‬العربية» ‬وتعظيم‭ ‬التقارب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬شديد‭ ‬الدقة،‭ ‬حتى‭ ‬يخرج‭ ‬العرب‭ ‬دون‭ ‬خسائر‭ ‬قد‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬نصيب‭ ‬مهم‭ ‬فى‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد‭ ‬ومقعد‭ ‬مؤثر‭ ‬وقوى‭ ‬فى‭ ‬التركيبة‭ ‬الدولية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وذلك‭ ‬لأهمية‭ ‬الموقف‭ ‬والفرص‭ ‬السانحة‭ ‬أمام‭ ‬العرب‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تهافت‭ ‬قوى‭ ‬دولية‭ ‬وإقليمية‭ ‬على‭ ‬نيل‭ ‬رضا‭ ‬العرب‭ ..‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شعار‭ ‬العرب‭ ‬هو ‭ ‬‮«الوحدة‭ ‬والتكامل‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬يتحدثون‭ ‬بلسان‭ ‬واحد‭..‬ وآن‭ ‬الأوان‭ ‬لإنهاء‭ ‬ملفات‭ ‬وأزمات‭ ‬عربية‭ ‬عالقة‭ ‬وراكدة‭ ‬ومزمنة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المتهافتين‭ ‬والمتلهفين‭ ‬لرضا‭ ‬العرب‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬فى‭ ‬وجودها‭ ‬وأسبابها‭ ‬لتنتهى‭ ‬أزمات‭ ‬بعض‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬وفلسطين‭ ‬واليمن‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬ولم‭ ‬تجد‭ ‬الحلول‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭..‬ ولكنها‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬المزمنة‭.‬

الحقيقة‭..‬ إن‭ ‬التوجه‭ ‬العربى‭ ‬الذى‭ ‬تدعمه‭ ‬مصر‭ ‬بقوة‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬والمستقبل‭ ‬المشرق‭.‬

القمة «‬المصرية‭- ‬القطرية»‬‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التكامل‭ ‬والعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬الأمة‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬الشقيقة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الفرص‭ ‬الثمينة‭ ‬التى‭ ‬تمتلكها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والدخول‭ ‬بقوة‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬نظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭..‬ وحل‭ ‬أزمات‭ ‬عربية‭ ‬استمرت‭ ‬لعقود‭ ‬وسنوات‭ ‬دون‭ ‬حل‭.‬

مصر‭ ‬هى‭ ‬قبلة‭ ‬العرب‭..‬ لديها‭ ‬من‭ ‬الإرادة‭ ‬والرؤى‭ ‬والشرف‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬العربى‭..‬ وتسعى‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬ودأب‭ ‬إلى‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬العربى‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬وسط‭ ‬أمواج‭ ‬هائلة‭ ‬وهائجة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

Dr.Randa
Dr.Radwa