الثلاثاء 4 يونيو 2024

أعرق مجلة وأصغر رئيس تحرير

20-7-2017 | 20:52

خالد ناجح

لأول مرة في حياتى أتردد في كتابة شيء ما... أحب الكتابة وعندما تأتيني الفكرة أكتب. ترددت وكدت ألا أكتب مقالي هذا.

فلم أتخيل أننى سوف أجلس على مقعد رئاسة تحرير الهلال، ذلك المكان العظيم، وهذا سر ترددى في الكتابة حقيقة.

الهلال أقدم وأعرق مجلة ثقافية في العالم العربي، وقريبا نحتفل بعامها الخامس والعشرين بعد المائة.... يا الله إنها أقدم من كثير من دول المنطقة بل إنها ضعف عمر دول أيضا.

وهى التى قال عنها شوقي عندما رحل زيدان:

قد أكمل الله ذياك الهلال لنا     فلا رأى الدهر نقصا بعد إكمال

لا أخفي قلقى لا سيما وقد ظلت فترات طويلة في الصدارة فكانت أول من دعا لإنشاء جامعة مصرية عام 1900 ، ومن قبل ذلك نادت بتعريب العلوم عام 1897 ، وكانت أول من طالب في الخمسينيات بوزارة للبحث العلمى وأول ما كتب مقال بها عن الموسيقي كما طالبت بحقوق المرأة 1894 قبل قاسم أمين، وأول من كتبت عن السينما قبل أن يعرض أى فيلم بمصر وطالبت بالعفو عن عرابي ونشرت سيرته، ودعت إلى استقلال مصر عن طريق العلم وليس عن طريق الشعارات والهتافات.

 كانت ولا تزال وستظل سباقة في العمل على التنوير ونشر الوعي.

وبعد زوال فترة التردد والقلق وجدت أننى لابد أن أعاهدك عزيزى القارئ  بأن أبذل قصارى جهدى للنهوض بها، وأن أعمل علي أن تكون منارة الثقافة وقائدة التنوير في العالم العربي.

كما أعاهدك على أن أبذل جهدى لمحاربة الجهل والتخلف والتطرف بجميع صوره وأشكاله.

من حقي أن أشعر بالقلق فهذه الأمانة الثقيلة حملها قبلي عظماء، وزملاء كل منهم علامة بارزة في الصحافة المصرية والعربية.

 وما زاد من قلقي أننى أعد أصغر رئيس تحرير، لمجلة الهلال بعد مؤسسها العظيم جرجي زيدان،  أيضا والأصغر سنا في كوكبة رؤساء تحرير الإصدارات الحاليين داخل مؤسستنا العريقة "دار الهلال".

وكانت البداية محاولة في التغيير ورغم ضيق الوقت إلا أننا وبجهد كل من شارك في العدد الذي بين يديك استطعنا عمل تبويب جديد للهلال بالإضافة إلي الملفات التحريرية وحتى التحرير نفسه حاولنا أن نخرجه من التقعر إلي بساطة ورشاقة الكلمة وبعمق ، دون إسفاف.

إننى بحاجة إلى دعمك عزيزى القارئ بالتصويب في الخطإ والدعم عند الإجادة.