الإثنين 30 سبتمبر 2024

قدمها مصريون وعرب وأجانب ١٠ وجوه للزعيم

21-7-2017 | 16:27

تقرير: وليد عبدالرحمن

وجوه كثيرة من نجوم الفن جسدوا شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، في مسلسلات على الشاشة الفضية، وأفلام على شريط السينما، البعض اقترب من الشخصية بشكل كبير، فاستحق أن يكون أداؤه محفوراً في ذاكرة التاريخ والمشاهد المصرى والعربي، لتتعرف الأجيال الجديدة على شخصية الزعيم عن قرب عندما يتم عرض هذه الأعمال.. والبعض الآخر أخفق في أداء شخصية الزعيم؛ ولم يخرج العمل الفنى بالشكل الأمثل؛ لكنه أدى الشخصية بحسب رؤيته، ويُحسب له شرف المحاولة.

«١٠ وجوة لعبدالناصر الزعيم» تعرضت لحياته الشخصية، وطريقة مشيته، وحركاته، وحتى طريقة كلامه، وحديثه، وعلاقته بأسرته.. لحظات عاشها النجوم داخل الشخصية، لتخرج إلى المشاهد في أفضل شكل؛ بعض هذه الأعمال استمر التصوير فيها مايقرب من عام كامل، لتقدم قراءة عن قُرب لجمال عبدالناصر، الرئيس الذي رحل عن دنيانا؛ لكن الأعمال التي جسدت حياته لا تزال باقية، نشهدها بين الحين والآخر.

النجم أحمد زكى اختطف فرصة التجسيد الأولى لشخصية جمال عبدالناصر عام ١٩٩٦ في فيلم «ناصر ٥٦»، الذي استقطع فترة زمنية قصيرة من حكم الزعيم الراحل.. وبحسب نُقاد فنيين اعتبر الفنان الراحل أحمد زكى أفضل من قدم الشخصية، رغم أن ملامح وجهه السمراء بعيدة عن الزعيم؛ إلا أن موهبته وخبرته وبراعته في تجسيد أي شخصية، جعلته الأقرب لروح «عبدالناصر»، حيث حرص النجم الكبير على إظهار الجوانب الإنسانية من حياة الزعيم الراحل الذي لا يعرفها الكثيرون عنه.

الفيلم تناول أخطر فترات قيادة «ناصر» لمصر وأهم إنجازاته السياسية، متناولاً حياته بين وزرائه ومكتبه وخطبه وعلاقاته بأعضاء مجلس قيادة الثورة ووالده وزوجته وأطفاله؛ وشهد الفيلم إقبالاً جماهيرياً كبيراً حينها؛ رغم أنه لم يكن فيلم أكشن أو عاطفيا أو شبابيا، حيث كانت هى السمة الغالبة على الأفلام في تلك الفترة. وحقق الفيلم الذى تكلف فقط ٣ ملايين جنيه وتم تصويره فى عام كامل، فى أسابيع قليلة أعلى إيرادات فى تاريخ السينما المصرية وقتها، وتخطى حاجز الـ ١٤ مليون جنيه

النجم خالد الصاوى قدم شخصية «عبدالناصر» مرتين، الأولى في فيلم «جمال عبدالناصر» الذى أُنتج فى عام ١٩٩٩ وأخرجه السورى أنور قوادرى، وتناول قصة حياة مفصلة لعبدالناصر منذ ولادته، مروراً بتفجيره للثورة وصولاً لهزيمة حرب ١٩٦٧ وحتى تخطيطه حرب الاستنزاف، وصولاً إلى وفاته المفاجئة فى عام ١٩٧٠، حيث صُنّفت جنازته كأكبر جنازات العالم.. وجسد «الصاوى» السيرة الذاتية لـ»ناصر» بشكل أوسع ورغم أن هيئة «الصاوى» قريبة من الزعيم؛ إلا أن الدعاية الضعيفة للفيلم أفشلته، ولم يدم عرضه في السينما طويلًا، وتم رفعه من دور العرض بعد وقت قصير، ولم يحقق النجاح المطلوب.. لكن هذا لم يمنع الصاوى من التجربة للمرة الثانية في فيلم من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية عام ٢٠٠٦ حيث شارك «الصاوى» بشخصية «ناصر» في الفيلم الذي حمل اسم «السويس.. أزمة بريطانية جداً».. فـ»الصاوي» اقترب من شخصية الزعيم في الفيلم الأول؛ ويُحسب له هذا الدور؛ لكن كان ينقص العمل العديد من الظروف لنجاحه.

ومن النجوم الذي لعبوا على شخصية «عبدالناصر» بل ونالت استحسان الجميع، الفنان مجدي كامل، الذى قدم شخصية الزعيم الراحل فى مسلسل «العندليب.. حكاية شعب» وحقق نجاجاً كبيراً، خاصة وأن ملامح «كامل» القريبة من الزعيم الراحل أسهمت في إقناع المشاهد بالشخصية وأنه بالفعل «الزعيم».. ولم يكتفِ «كامل» بتجسيد شخصية «عبدالناصر» مرة واحدة فقط؛ بل استغل تشابه ملامحه مع الزعيم الراحل، ونجاح دوره في مسلسل «العندليب» عام ٢٠٠٦، ليقتنص بطولة مسلسل السيرة الذاتية «ناصر» عام ٢٠٠٨، مع المخرج باسل الخطيب، والسيناريست يسرى الجندى.. وبالفعل كسب كامل الرهان ونال استحسان المشاهد، وكانت شخصية «الزعيم» علامة فارقة في مشواره الفني بعد ذلك.

الفنان رياض الخولى، أيضاً جسد شخصية الزعيم «عبدالناصر» في مسلسل «أم كلثوم» عام ١٩٩٩ للمخرجة إنعام محمد على، واعتمد «الخولى» في الشخصية على اللعب على «المشية» الخاصة بالزعيم وتعبيرات الوجه.. وظهر «الخولي» في دور مميز حاز على إشادات واسعة.. وعلى الرغم من ظهوره في مشاهد قليلة؛ إلا أنه ترك بصمة لدى المشاهد، بعد أن شرب شخصية «الزعيم» الراحل.

كما قدم الفنان نبيل الحلفاوى، دور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مرتين، الأولى فى مسلسل «دموع صاحبة الجلالة» عام ١٩٩٣ ودارت أحداثه فى فترة الأربعينيات والخمسينيات، وفترة ما قبل قيام ثورة يوليو وما بعدها، حيث كتب قصته الكاتب موسى صبرى.

والمرة الثانية، كانت فى الجزء الثالث من مسلسل «أوراق مصرية» عام ٢٠٠٤، وهو المسلسل الذي لم يلق إقبالًا جماهيريًا، ولم يحقق الشهرة المطلوبة، بالرغم من تناوله الدرامي للأحداث السياسية في مصر من حكم الملك فؤاد إلى اتفاقية «كامب ديفيد» في عصر الرئيس الأسبق أنور السادات، وذلك لعرضه مرة واحدة فقط على أحد القنوات.. ورغم أن «الحلفاوي» فنان كبير، وأداؤه يلقى قبولاً؛ إلا أنه لم يتمكن من الدخول في شخصية «الزعيم».

شخصية «الزعيم» استهوت العديد من النجوم العرب، وراهنوا على نجاحهم فيها، وكان في مقدمتهم الفنان السوري جمال سليمان الذي راهن على نجاحه وتفوقه على النجوم المصريين في أداء شخصية «الزعيم»؛ ودفعه حبه لشخصية «عبدالناصر» لتجسيدها في مسلسل «صديق العمر» عام ٢٠١٤؛ لكنه واجه انتقادات كثيرة بسبب عدم تمكنه من اللهجة المصرية.. «سليمان» قبل هذا العمل قدم أعمالا حققت نجاحاً في مصر، وبرع في إتقان اللهجة الصعيدية؛ لكن في دور «الزعيم» غلبته لهجته السورية، ليظهر العمل باهتاً.

ورغم أن جمال سليمان، خاض تجربة «عبدالناصر» بلمسة إنسانية تناولت صداقته القوية مع المشير عبدالحكيم عامر الذي جسده الفنان باسم سمرة، وقصة حب الأخير مع برلنتي عبدالحميد، التي جسدت شخصيتها الفنانة «درة»، فضلاً عن المراحل الهامة في حياة عبدالناصر، من الثورة للنكسة؛ إلا أنه خسر الرهان؛ وطالته سهام النقد.

أيضاً الفنان الأردني ياسر المصري، جسد شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة»، وهو المسلسل الذي أثار ضجة كبيرة عقب عرضه في شهر رمضان الماضي.. وعقب اختيار «المصري» لأداء شخصية «الزعيم» تعرض الكاتب وحيد حامد للكثير من النقد، كونه اختار ممثلًا ذا لهجة أردنية ليجسد شخصية زعيم مصري، وجسد «المصري» الدور لكن لم يعلق مع المشاهد.

فى مقابل هؤلاء النجوم ظهم الزعيم على الشاشة من خلال أدوار أخرى إلى الهامشية فى بعض المسلسلات ومنها دور الزعيم الذى جسده الفنان حمادة بركات، في مسلسل «تحية كاريوكا» مع المخرج عمر الشيخ والمؤلف فتحي الجندي، والفنانة وفاء عامر التي جسدت دور كاريوكا عام ٢٠١٢ لكن لا العمل ولا دور الزعيم لاقت أى نجاح.

كما ظهر الفنان ياسر على ماهر، في دور «عبدالناصر» بمسلسل «فارس الرومانسية» الذي تناول قصة حياة الأديب يوسف السباعي عام ٢٠٠٣ ودارت قصته حول الأديب والوزير يوسف السباعى، منذ مولده وحتى اغتياله فى قبرص ١٩٧٨، بجانب علاقته بالضباط الأحرار.. وأتقن الفنان أداءه للدور لتشابه ملامح وجهه وجسده مع «الزعيم»؛ لكن المسلسل لم يحقق النجاح المتوقع.

وقدم الفنان الشاب محمود الخولي، فى عام ٢٠٠١ دور الزعيم جمال عبدالناصر في فيلم «أيام السادات» الذى تناول قصة حياة الرئيس محمد أنور السادات.. حيث قام بدور الرئيس السادات فيه الفنان الراحل أحمد زكى.

شريط السينما كشف عن أنه لم يقتصر أداء شخصية جمال عبدالناصر على النجوم المصريين فقط، فقدم الممثل أمير بطرس دور عبدالناصر في مسلسل (التاج)، الذي يروى قصة اعتلاء الملكة إليزابيث لحكم المملكة المتحدة، ويتناول العلاقات المصرية مع بريطانيا خلال فترة حكم الزعيم الراحل، وهو الدور الذى أثار جدلاً كبيراً، خاصة وأن من قدم شخصية «الزعيم» ممثل إسرائيلي. كما قدم النجم روبرت ستيفنز شخصية «ناصر» في فيلم «السويس ١٩٥٦» البريطاني عام ١٩٧٩ الذي تناول أزمة قناة السويس بين مصر وبريطانيا.

وكذا قدم الممثل والمنتج البريطانى جون ريس ديفيس شخصية «عبدالناصر» أيضًا في المسلسل الأجنبى القصير «السادات» عام ١٩٨٣.