كتبت : نيفين الزهيري
"لديَّ إحساس عميق بأنني لست حقيقة تماما، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة وكل إنسان يحس في هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكني أعيش ذلك الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحيانا أنني لست إلا إنتاجا سينمائيا فنيا أتقنوا صُنعه" كانت هذه الكلمات التي قالتها النجمة العالمية مارلين مونرو في آخر حوار لها لتكشف دائما عن وجه آخر لها بعيدا عن اعتقاد الجميع بأنها ليست سوي دمية جميلة، على الرغم من أنها إنسانة ذكية وحساسة وموهوبة جداً؛ تحاول طول الوقت أن تكتشف ذاتها وتحسن تفكيرها مع كل آلامها، تبث المرح والبهجة في حياة الآخرين وهي على العكس من ذلك؛ كما يصفها آرثر ميللر بأنها الفتاة الأكثر حزناً التي قابلها في حياته؛ لأنه كما يقال: الأشخاص الأذكياء هم الأشخاص الأكثر حزناً.
ولكن قبل 6 أسابيع من وفاتها وعلي مدار 3 أيام أقامت النجمة العالمية مارلين مونرو في فندق بيل آير مع المصور الفوتوغرافي الشهير بيرت ستيرين وذلك بالتحديد في يونيه 1962 من أجل جلسة تصوير لحساب أحد أشهر مجلات الأزياء والموضة وهي مجلة Vogue والتي قدم لها بيرت عشرات الصور النادرة والغريبة لمارلين، والتي قدمها أيضا من خلال كتابين أطلق عليهما The Last Sitting والاخر The Complete Last Sitting، والذي صدر مؤخرا وأثار جدلا حوله لأنه ضم صورا لمونرو لم يشاهدها الجمهور من قبل حيث كانت بحالة مختلفة تماما عما عهدها لها الجمهور، وقال ستيرين "كنت استعد لوصول مارلين مثل الحبيب الذي ينتظر حبيبه وليس كمجرد مصور، أردت أن أظهر للجمهور جانبا آخر في مونرو، حيث رأي الجمهور في هذه الصور مونرو من وجهة نظر العاشق، كانت كلها بالأبيض والأسود وكأنها تعبر عن الألم ولكن بشكل جميل"، و أضاف "كانت أشبه بمن في رحلة ضد الفضاء الأبيض الفارغ وراءها، وهي تحمل كفها علي وجهها وتبتسم، لذلك فمارلين في هذه الصور كان جمالها يشع بشكل طبيعي لتظهر وكأنها سعيدة".
وقال بيرت لقد صدمت بخبر وفاتها، عندما توفيت مونرو ذكرت صحيفة نيويورك تايمز إن حالات الانتحار في المدينة ارتفعت لتصل إلى وفاة 12 شخصًا في اليوم الواحد، حيث كتب إحدى ضحايا الانتحار "إذا كان أروع وأجمل شيء في العالم ليس لديه شيء يعيش من أجله، فأنا لا أستحق هذه الحياة أيضًا"، وكان يتم الترويج لرحيلها على أساس أنه انتحار بجرعة هيروين زائدة، غير أن كتابًا صدر ينفي ذلك، ويؤكد أن آل كينيدي وقفوا وراء قتل ملكة الإغراء، لكي لا تفضح أسرار العائلة، بل وفي عام 2015 أعلن ضابط أمريكي يدعي نورمان هودجز بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بأنه من قتلها .
***
ومع مرور 91 عاما احتفلت علي ميلادها قررت مجلة Vouge الاحتفال بها بإطلاق مجموعة جديدة من الصور لها بالإضافة إلي 10 معلومات لا يعلمها أحد عن مارلين وهي:
1- كان صوت مارلين الذي تتحدث به هو تكنيك تستخدمه للتغلب علي عيب لديها منذ طفولتها وهو "التلعثم" حيث قام معالج للنطق بتدريبها علي كيفية تبني طريقة معينة في النطق ليصبح جزءا بل واحداً من أهم صفاتها المتميزة كممثلة، ولكن عندما بدأت تصوير آخر أفلامها Something's Got to Give عام 1962 عاد إليها التعلثم مرة أخري مما جعل هناك صعوبة في استكمال الفيلم وتقديم شخصية Ellen Arden وهو ما جعل المنتج يقوم بطردها من الفيلم، ولكن بعد وفاتها حول الفيلم إلي فيلم قصير.
2- كان من المفترض أن تلعب دور Holly Golightly في فيلم Breakfast at Tiffany عام 1961، وقال السيناريست سام واسون «إن مارلين كانت الاختيار أو الترشيح الأول للسيناريست ترومان كابوت قبل اختيار الممثلة الشهيرة أدوري هيبورن لتقوم ببطولة فيلم Breakfast at Tiffany ومن قبله فيلم the Dawn of the Modern Woman، وأكد واسون أن مالا يعلمه الجميع أن مارلين لم تحصل علي أدوارها في هذه الأعمال بسبب بولا ستراسبيرج مستشارتها ومدربتها علي التمثيل، حيث قالت إنه لاينبغي عليها أن تلعب هذه الأدوار، وهو ما جعل كابوت يشعر بخيبة أمل كبيرة مع اختيار الشركات المنتجة او الاستوديوهات لهيبورن للقيام بهذه الأدوار التي لم ير فيها سوي مونرو.
3- فستان الكريستال العاري الذي ارتدته مارلين في عيد ميلاد جون كينيدي عام 1962، تم خياطة الفستان عليها، حيث قال المصور بيل راي لقد كان الفستان بلون جلدها، وكان ضيقا جدا حيث تم خياطته عليها لترتديه مرة واحدة، وبعد خياطته تم تركيب الكريستال عليه، لدرجة أنه عندما وصلت الحفل وقفت لفترة طويلة إلي أن تمكنت من الحصول علي نفسها لتقول بصعوبة "عيد ميلاد سعيد" لكينيدي ولكن علي طريقتها المعهودة، وهو ما جعل الحضور للحفل في حالة من السكون والهدوء لبعض الوقت بعد قيامها بذلك، الفستان تم بيعه عام 1999 في مزاد علني بـ 1.26 مليون دولار ليحقق بذلك رقماً قياسياً جديداً لقطعة ملابس يتم بيعها بهذا السعر في مزاد علني.
4- مع عرض العديد من أشيائها في المزادات، قام عدد كبير من المشاهير بشراء جزء كبير منها كمقتنيات لديهم من مارلين مونرو، ومنهم ماريا كاري التي أشترت البيانو الكبير الخاص بها، والذي كان في الأصل ملكا لعائلة مارلين مقابل 662.550 دولار في عام 1999، وقالت كاري "كنت أتمني ألا تباع أشياؤها التي لا تقدر بمال في مزادات علنية، فهذا عار، فلقد كنت أتمني أن يكون هناك شخص لديه مايكفي من المال لشراء كل شئ خاص بها ووضعه في متحف يليق بها" .
5- علي الرغم من ظهور مارلين علي غلاف العدد الأول من مجلة Play Boy العالمية عام 1953والذي ارتدت فيه روب حرير، إلا أن صاحب المجلة لم يقابلها مرة واحدة وجها لوجه، حيث قال هيو هينيفر "في الحقيقة لقد تعرفت عليها عن طريق أخي حيث كانت معه في مدرسة التمثيل بنيويورك، ولكني لم ألتقيها نهائيا، ولكننا تحدثنا مرة واحدة علي الهاتف وكانت قد غادرت المكان مع الأسف قبل أن أقابلها" وفي عام 1994 اشتري هينيفر مخزناً صغيراً أشبه بقبو بجوار منزل مارلين بـ 75 ألف دولار وقال "سأقضي باقي حياتي في هذا القبو بجوار مارلين" .