الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حققها ناصر.. ويواصل تأكيدها السيسى عشرة مكاسب ثورية

  • 21-7-2017 | 17:40

طباعة

بقلم : محمد الشافعى

تقف ثورة يوليو بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر.. شامخة ومرفوعة الرأس.. انطلاقا كواحدة من أهم أحداث القرن العشرين.. والتى استطاعت التأثير وبقوة.. فى المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. محليا وإقليميا ودوليا.. وعلى مدى خمسة وستين عاما من عمر هذه الثورة.. ظلت جذوتها مشتعلة.. من خلال الجدل الذي لم يهدأ.. ولن يهدأ .. بين المؤيدين والمعارضين.. بين الذين لا يرون إلا الإنجازات.. والذين لا يرون إلا الإخفاقات.. لكن بين كل هؤلاء يبقى السؤال الأهم.. ماذا تبقى من ثورة يوليو ومن الزعيم جمال عبد الناصر بعد مرور كل هذه السنوات؟.. والإجابة أكبر من أن يحتويها هذا المقال.. ولكننا سنحاول الوقوف بالرصد والتحليل أمام أهم ما تبقى من هذه الثورة العملاقة التى غيرت وجه التاريخ ومن عطاء ذلك الزعيم الوطنى الكبير.

أولا: يتبقى من ثورة يوليو ذلك الجيش المصرى العظيم.. والذى كان أحد أهم الأهداف الستة للثورة ( إقامة جيش وطنى قوى).. وسوف نظل إلى (أبد الآبدين( نحمد لهذه الثورة إصرارها منذ البداية.. على أن يكون الجيش وطنيا.. انتماؤه لمصر وللمصريين.. وليس لقائد أو زعيم.. ومنذ يوليو ٥٢ وإلى ما شاء الله.. سيظل هذا الجيش العظيم واضعاً (بوصلته) فى الاتجاه الذى تختاره الأمة المصرية.. يدافع عن ثوابت الوطن.. يحمى الحدود.. ويحفظ الهوية.

ثانيا: يتبقى من ثورة يوليو أنها - ربما - تكون الثورة الوحيدة فى العالم.. التى جاءت ومعها منذ اللحظة الأولي.. مشروع سياسى واقتصادى واجتماعى متكامل.. وإذا كانت ثورة يوليو.. مع الثورة الفرنسية والثورة الروسية.. تمثل أهم ثورات العصر الحديث… فقد عاشت الثورة الفرنسية عشر سنوات فى بحار من الدم.. تلك البحار التى فجرتها أيضا الثورة الروسية.. بينما الثورة المصرية كانت ناصعة البياض.. فلم ترق فيها قطرة دم واحدة.. كما كانت أهدافها الستة.. مشروعا متكاملا سياسياً واقتصاديا واجتماعيا (القضاء على الاستعمار - القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال - القضاء على الإقطاع - إقامة عدالة اجتماعية - إقامة جيش وطنى قوي - إقامة حياة ديمقراطية سليمة) وقد نجحت ثورة يوليو فى تحقيق كل أهدافها.. وإن كانت قد وضعت (الديمقراطية الاجتماعية).. مكان الديمقراطية السياسية لأسباب خارجية وداخلية يطول شرحها.

ثالثا: يتبقى من ثورة يوليو.. أنها صاحبة (مشروع تنويرى) رائد.. حلق بجناحى التعليم والثقافة.. ولن أجد أفضل من كلام العالم الراحل د. أحمد زويل.. كدليل على تطور وريادة التعليم فى مصر خلال فترة الخمسينيات والستينيات،، حيث قال الدكتور زويل مرات عديدة إنه عندما ذهب إلى أمريكا.. وجد أن التعليم الذى تركه فى مصر.. لا يقل أبدا عن التعليم الذى وجده فى أمريكا.. ولذلك انخرط مباشرة فى استكمال دراساته العليا.. وكان من الطبيعى أن تتمخض هذه الفترة عن الآلاف من كبار العلماء.. على شاكلة الدكتور زويل نذكر منهم د. زهنى فراج - د. محمد النشائى - د. مجدى يعقوب - د. فاروق الباز ..... إلخ وخلال فترة الخمسينيات والستينيات كان أكثر من ٦٠٪ من قيادات العمل فى كل الهيئات والمؤسسات من خريجى الكليات العلمية والعملية.

ولن نتجاوز الحقيقة إذا ما رأينا فى الثقافة.. الإنجاز الأبهى والأنبل لثورة يوليو.. فمن السهل على أي متابع أن يكتشف أن (البنية التحتية) للثقافة.. والتى نعيش عليها حتى الآن كانت من إنجازات ثورة يوليو.. مثل أكاديمية الفنون - هيئة الكتاب - الثقافة الجماهيرية - هيئة المسرح - الفنون الشعبية - السيرك القومى - معرض الكتاب - هيئة السينما ... المجلس الأعلى للثقافة.. إلخ.. وقد عملت كل هذه الهيئات والمؤسسات على إشاعة التنوير.. ومواجهة كل الأفكار الظلامية.. وقد أدى هذا المناخ الثقافى التنويرى.. إلى إتاحة الفرصة أمام كل صاحب موهبة.. ولذلك امتلأت مصر بالإبداع والمبدعين.

ولعل النهضة التى حققتها ثورة يوليو فى التعليم والثقافة.. تقدم الرد الأكثر حسما.. على كل من يتهم عبد الناصر بالديكتاتورية.. فالديكتاتور يحتاج إلى شعب جاهل لا يعرف الثقافة.. ولا يتذوق الفنون والآداب.. وبالتالى لا ينشئ مدرسة كل يوم .. ولا يصدر كتابا كل ساعة..

رابعا: يتبقى من ثورة يوليو رؤيتها الثاقبة.. فى امتلاك مصر قدرات التحول إلى (قوة صناعية ) .. بعد أن عاشت آلاف السنين.. لا ترى فى نفسها.. ولا يرى فيها الآخرون.. إلا كونها (قوة زراعية فقط).. واستطاع عبد الناصر تحويل تلك الرؤية إلى واقع.. من خلال مئات المصانع العملاقة.. والتى استطاعت أن تحمل مصر على أكتافها فى أحلك الظروف.. وخاصة طوال حرب الاستنزاف (١٩٦٧ - ١٩٧٠) .. وحتى تحقيق النصر فى أكتوبر ١٩٧٣.. ولهذا السبب تحديداً تعرضت تلك القلاع الصناعية للعديد من المؤامرات، بدأت بالانفتاح ولم تنته بالخصخصة.. ولكنها قدمت النموذج الذى يجب استلهامه، بل واستنساخه.. فالتصنيع قاطرة حقيقية للتنمية.. وبناء اقتصاد قوى.. ويكفى أن نعلم أن السد العالى كان المشروع الهندسى الأول عالمياً خلال القرن العشرين.. ويكفى أن نعلم أننا كنا على أبواب إنتاج طائرة بالاشتراك مع الهند.. ويكفي أن نعلم أن منتجاتنا الصناعية.. كانت تمثل رقما مهما فى اقتصاد الخمسينيات والستينيات، ويأتى قبل كل هذا إصرار ثورة يوليو على تقدم وازدهار التصنيع الحربى الذى صار الآن عملاقا حقيقيا على أرض مصر.

خامسا: يتبقى من ثورة يوليو انحيازها الكامل والواضح للمواطن المصرى.. فكل إنجازاتها كانت تستهدف راحة ورفاهية المصريين، وانحياز ثورة يوليو للمواطن المصرى.. لم يتوقف عند توفير الاحتياجات الضرورية لذلك المواطن.. من مسكن ومأكل وتعليم ودواء .... إلخ.. ولكنه امتد إلى رفع سقف طموحات ذلك المواطن.. من خلال تكافؤ الفرص.. فالتعليم الجيد زادت جودته بالتوسع فى البعثات العلمية للخارج.. والفرصة محجوزة دوماً للأكفاء .. ولذلك رأينا الكثير والكثير من الشباب الكفء على رأس الوزارات والهيئات المختلفة.. ويكفى أن نضرب المثل بالدكتور عزيز صدقى.. أبو الصناعة المصرية.. والدكتور مصطفى خليل.. وكلاهما أصبح بعد ذلك رئيسا لوزراء مصر.

سادساً: يتبقى من ثورة يوليو مقدرتها العبقرية.. على استثمار (القوة الناعمة) .. واستخدامها لترسيخ الدور المصرى عربياً وإقليميا ودولياً.. وربما يعود ذلك إلى شخص عبدالناصر.. والذى كان مثقفا ومتذوقا للفنون المختلفة.. ولذلك لم يكن غريبا عليه.. وهو يقود المعركة ضد العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ .. أن يطلب الفنان فريد شوقى ويكلفه بتقديم فيلم عن بطولات بورسعيد.. ولم يكن غريبا عليه أن يكون السبب فى الجمع ما بين أم كلثوم وعبد الوهاب لأول مرة فى أغنية أنت عمرى.. ولم يكن غريبا عليه أن يحتفى فى كل عام بالمفكرين والمبدعين فى عيد العلم.. ولكل ذلك تحول الأدباء والفنانون إلى كتائب حقيقية .. تحارب وبقوة كل معارك الوطن.. بداية من قطار الرحمة إلى حملات وحفلات التبرع للمجهود الحربى.. مروراً بكل معارك البناء والتنمية.. وقد تمخض هذا (الزخم الوطني( عن المئات بل الآلاف من الأعمال الأدبية والفنية.. والتى مازالت حية تنبض فى الوجدان المصرى والعربى حتى الآن.. ولم تتوقف القوة الناعمة عند الفنون والآداب فقط.. ولكنها امتدت إلي الإعلام.. ولعل إذاعة صوت العرب.. التى أنشأها عبد الناصر عام ١٩٥٣ .. تقدم النموذج لكيف يكون الإعلام قوياً ومؤثراً.

سابعاً: يتبقى من ثورة يوليو قدرتها على وضع مصر.. فى المكانة التى تليق بقيمتها وقامتها.. من خلال صناعة النموذج الذى يحتذيه الآخرون.. ومن خلال الوجود دوماً فى موقع القيادة.. فعلت مصر ذلك عند إنشاء منظـمة عدم الانحياز.. وعند إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، وفى تفعيل دور الجامعة العربية.. وفى مساندة حركات التحرر فى العالم، وفى هذا الإطار يجب أن نتوقف أمام مقدرة مصر خلال هذه الفترة على حماية العرب من أعدائهم ومن تغول بعضهم على بعض.. والحوادث فى ذلك كثيرة مثل إفشال حلف بغداد.. ومنع أمريكا وتركيا من غزو سوريا عام ٥٧.. ولأن ثورة يوليو كانت تعرف قيمة مصر.. فقد أصرت على أن تتعامل بندية.. مع كل دول العالم حتى مع القوى العظمى.. ورغم أن هذه الندية.. مع تنامي الدور المصرى على كافة الأصعدة.. قد فجرت مؤامرات الاستعمار القديم والحديث ضد مصر.. إلا أن المحصلة النهائية تؤكد حصول مصر على العديد من المكاسب.. يأتى فى مقدمتها تأميم قناة السويس.. وبناء السد العالى.. وإنشاء مئات المصانع.. وتحقيق معدلات تنمية غير مسبوقة فى العالم الثالث، والأهم من كل ذلك تنامى (الكرامة الوطنية.) التى جعلت المصرى يحظى بتقدير العدو قبل الصديق.. ويمتلك القدرة على المواجهة والتحدى.

ثامناً: يتبقى من ثورة يوليو أنها قدمت (النموذج الأمثل) .. لكيفية مواجهة (مهاترات) تيار الإسلام السياسى.. وخاصة جماعة الإخوان.. وتركزت تلك المواجهة فى محورين.. عمل الأول علي تجديد الخطاب الديني من خلال تطوير الأزهر الشريف.. وإنشاء إذاعة القرآن الكريم .. وإصدار موسوعة الفقه الإسلامى.. ويكفى أن نعلم أن عدد المساجد التى أنشئت فى مصر.. خلال عصر الرئيس عبد الناصر أكثر من المساجد التى أنشئت منذ الفتح الإسلامى وحتى ثورة يوليو.

أما المحور الثانى فعمل على المواجهة من خلال (شرعية الإنجاز) تلك الإنجازات المنحازة للمواطن كما ذكرنا من قبل.. ثم العدالة الاجتماعية التى أبطلت وأفشلت مفعول (الكيس الإخوانى) الذى يحوى بعض السكر والأرز والزيت.. وأخيرا وجود إستراتيجية واضحة المعالم للثقافة.. فالثقافة تعنى التنوير واتساع المدارك.. والقدرة على تقبل الاختلاف والرأي الآخر.. وكلها أشياء تعد من المحرمات فى عرف الإخوان.. وهى جماعة تقوم على (حشر) الإنسان فى (قالب ضيق) .. لا يملك إلا السمع والطاعة.. ولولا تحالف الرئيس السادات مع الإخوان.. نكاية فى القوميين واليساريين والناصريين.. ما وصلنا إلى ما نحن فيه من إرهاب بغيض.. تقوده تلك الجماعة الإرهابية.. التى لا ترى فى الدين إلا مجرد جسر للوصول إلى الحكم.. ثم نسفه بعد ذلك.

تاسعاً: يتبقى من ثورة يوليو نموذج الحاكم الذى يتطابق كلامه مع أفعاله.. فالرئيس عبد الناصر كان يعيش فى بيت شديد البساطة.. ويأكل أبسط الطعام..ويلبس من مصانع المحلة.. ويحرص على التواصل مع المواطن الغلبان.. والأهم أنه كان يحرص على تنوع مصادر معلوماته.. حتى يصل إلى الحقيقة.. ليتخذ قراراته التى تهدف إلى تحقيق مصالح الغالبية العظمى من المواطنين.. ولأن عبد الناصر بشر.. فهو يصيب ويخطئ .. ولكنه اتسم بالإخلاص الشديد فى كل اجتهاداته ولم يسع من وراء تلك الاجتهادات إلى تحقيق مصلحة شخصية له أو لأبنائه أو لعائلته.. ولكن لتحقيق مصالح الوطن والمواطن.

عاشراً: يتبقى من ثورة يوليو شجاعة الاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيحه.. فقد سارع الرئيس عبدالناصر خلال أحداث يونيه ١٩٦٧.. إلى إعلان مسئوليته الكاملة عن الهزيمة وتنحيه عن الحكم.. ليخرج الملايين فى مصر والوطن العربى.. طالبين استمراره لإزالة آثار العدوان.. وليتحمل مسئولياته كاملة.. وكان الرجل عند حسن ظن تلك الملايين.. حيث صحح خطأه الأكبر بترك قيادة الجيش للمشير عبد الحكيم عامر.. واختار عبد الناصر مجموعة من القادة أصحاب الكفاءة العالية.. وفى مقدمتهم الفريق محمد فوزي والفريق عبد المنعم رياض.. وراح عبد الناصر يشرف بنفسه على إعادة بناء القوات المسلحة.. وبدأت حرب الاستنزاف بعد ٢٥ يوماً فقط من الهزيمة بمعركة رأس العش.. واستمرت حرب الاستنزاف لمدة ١٠٤١ يوماً .. وشهدت آلاف العمليات ضد العدو الصهيونى.. كما شهدت تشييد كل الأعمدة التى قام عليها انتصار أكتوبر (حائط الصواريخ.. رشاش المياه قاهر بارليف - غلق أنابيب النابالم - الإغارة على النقاط الحصينة... إلخ).. ويكفى أن نعلم أن حائط الصواريخ الذى أنشأه عبدالناصر.. قد أسقط ٣٢٦طائرة صهيونية خلال حرب أكتوبر.

ولم تكن هزيمة يونيه هى الحالة الوحيدة للاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيحه.. حيث تشهد مضابط اجتماعات اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى بعد يونيه ١٩٦٧.. برغبة الرئيس عبد الناصر فى تغيير بنية النظام السياسى فى مصر.. ليقوم على التعددية الحزبية.. ورغبته أيضا فى فتح آفاق الحريات العامة والسياسية.. ولعل هذه الرغبة قد تحققت من خلال العديد من الإصدارات الأدبية مثل مؤلفات يوسف إدريس (الفرافير - البهلوان - جمهورية فرحات - اللحظات الحرجة - المهزلة الأرضية - ملك القطن)والزير سالم لألفريد فرج.. وبلاد بره لنعمان عاشور.. وأعمال سعد الدين وهبه (المسامير - سكة السلامة - بير السلم - يا سلام سلم).. والإنسان والظل للدكتور مصطفى محمود.. و(أنت اللى قتلت الوحش لعلى سالم).. والسلطان الحائر لتوفيق الحكيم.. كما وافق عبد الناصر على عرض العديد من الأفلام التى تنتقد النظام بقوة مثل ميرامار لنجيب محفوظ وشىء من الخوف لثروت أباظة.. والعصفور من إخراج يوسف شاهين.. وكل هذه الأعمال كانت تعترض عليها الرقابة سواء فى المسرح أو السينما.. وكان عبد الناصر يوافق على عرضها بما يعنى وجود رغبة حقيقية للانحياز لمزيد من الحريات العامة وحرية الإبداع.. وهناك العديد من الأعمال الأخرى سارت على نهج الانتقاد ولم يتعرض مبدعوها لأى لوم أو حساب.

وفى النهاية نؤكد على أن ما تبقى من ثورة يوليو ومن الزعيم جمال عبد الناصر أكثر من يستوعبه(مقال(.. حيث يحتاج إلى أكثر من كتاب.. ولكننا توقفنا فقط أمام بعض التراث المضىء لتلك الثورة العظيمة التى قادها ثائر عظيم التى خرج المصريون فى ثورتى يناير ٢٠١١ ويونيه ٢٠١٣ مطالبين بعودة إنجازاتها (عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية .. عيش حرية كرامة وطنية.. الشعب يريد إسقاط المرشد) ...... إلخ.

كل هذه المكاسب وإن واجهت محاولات لطمس بعضها خلال العقود الأربعة الماضية، إلا أنها الان تتجدد من خلال إرادة القيادة ممثلة فى الرئيس السيسى في التأكيد على كل مايحقق استقلال القرار المصرى ودعم الجيش بكل مقومات القوة لمواجهة أعداء الوطن وتأكيد عروبة مصر.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة