السبت 18 مايو 2024

مفتي الجمهورية: الدفاع عن الوطن واجب شرعي

21-7-2017 | 21:58

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عدم وجود تعارض بين حب الوطن، والدين، مشددا على أن الدفاع عن الوطن، واجب شرعي يؤيده الإسلام. 

ولفت علام إلى أن الإسلام اعترف بحب الوطن، مثلما اعترف بمحبة الإنسان لأهله، وأسرته، والمكان الذي نشأ فيه، مؤكدا ضرورة إدراك التحديات والمكائد التي تحاك ضد الوطن.

وأضاف خلال لقائه الأسبوعي، في برنامج «حوار المفتي»، الذي تذيعه فضائية «أون لايف»، أن حب الوطن ثابت وراسخ في النفس بالفطرة، والإسلام لا يتعارض مع الفطرة؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم، أحب مكة باعتبارها وطنه الذي نشأ فيه، رغم إيذاء أهلها له، حتى أنه خرج منها وقلبه متعلق بها تعلقا تاما.

وقال مفتي الجمهورية في بيان قوله تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ»، إن مفهوم هذه الآية، يمتد إلى كل طوائف المجتمع، وليست القوة العسكرية فقط، مطالبا الجميع بتحمل المسؤولية تجاه الوطن، وأداء الدور المكلف به على أكمل وجه.

وحول أهمية الأسرة في المجتمع، شدد مفتي الجمهورية على ضرورة الترابط الأسري؛ لأنه يدعم ترابط المجتمع، فإن لم تكن الأسرة مترابطة أصيب المجتمع بخلل شديد، كما طالب مفتي الجمهورية، بتعميق حب الوطن في النفوس من خلال برامج تهدف إلى تعميق الانتماء، عبر الأسرة، ثم المدرسة بما تمتلكه من وسائل تربوية، لافتا إلى أن هناك دور تضطلع به وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، في أداء هذه الرسالة.

ووصف مفتي الجمهورية، ادعاء البعض أن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب، بالعبث، مستشهدا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، لوطنه مكة في قوله: «اللهم حبب إلينا المدينة، كحبنا مكة أو أشد»، فلم تكن هذه الأماكن عند الرسول الكريم حفنة من تراب، بل كانت أماكن اعتز بها، ولم يكن حبه لها كونها الأفضل أو الأرقى، لكنها الفطرة التي تجعل المرء يحب المكان الذي ولد ونشأ فيه.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الأوطان إذا كانت حفنة من تراب، كما يزعم البعض، فإنه تراب اختلط بالعرق والعمل والمشاعر والذكريات التي تجعله ترابا عزيزا.

وتعجب مفتي الجمهورية من إصرار العلماء قديما على نسبتهم إلى بلدانهم، والأماكن التي ولدوا فيها، مثل: المكي، والبغدادي، والحمصي، والفاسي، رغم تنقلهم بين البلاد، فربما ولد الواحد منهم بمكان، وعاش في آخر ومات في ثالث، إلا أن وطنه الذي ولد فيه يظل هو أحب الأوطان إلى قلبه، واسمه هذا يدل على حنينه، وارتباطه بوطنه العزيز إلى قلبه.

وبيّن مفتي الجمهورية، أن الوطن له قيمة واعتبار في الفترة السليمة، والشرع الشريف، فقد راعت أحكام الشرع هذه القيمة، مستدلا على ذلك بفريضة الزكاة، التي يأتي الأصل فيها أنها تؤخذ من أغنياء المكان، وترد إلى فقرائه، وكأن المال مرتبط بالمكان الذي نَمَا فيه، وهذا له دلالة على قيمة المكان في الشرع الشريف.

وحول الدعوة إلى إقامة الخلافة وإزالة الحدود أكد مفتي الجمهورية، أن العبرة بالمضمون وليس بالمسميات، ونحن الآن في ظل مضامين الخلافة، مؤكدا أن مسمى إدارة شؤون الدولة، اختلف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عنه في عهد أبي بكر الصديق، عنهما في عهد عمر بن الخطاب، فالمسميات مختلفة من رسول الله لخليفة رسول الله لأمير المؤمنين، لكن مضمونها كلها واحد وهو إدارة شؤون الدولة بما لا يخالف الشرع الشريف.

وأتم بالقول إن قضية الحدود، يحاول المروجون لها، أن يتخذونها أداة لتجزئة الوطن، وبيان أن هذا الوطن يعادي الشرع الشريف، مستخدمين خططا لا حصر لها؛ لأجل تجزئتنا.