الجمعة 19 ابريل 2024

كلما حدثت جريمة.. كانت الإجابة «رمضان»!

مقالات27-6-2022 | 19:15

عندما كنا «ستة» كانت الجريمة «سابعنا»، لنصبح خمسة أشخاص وجثة!!، تُرى ماذا شاهد قابيل قبل أن يقرر التخلص من أخيه؟؟، هل شاهد فيلمًا أو مسلسلًا نجمه محمد رمضان؟، هل سمع أغاني المهرجانات وتشرب بأفكارها الشاذة؟، أم أنه اتخذ قراره بكل إدراك؟؟، هل فكر وخطط أم جاءه هاتف القتل على حين «غفلة»؟، فاجأتنا جريمة قابيل، ولكنه بعدها كان «خجلًا» مما ارتكب ولم يعرف كيف يواري «سوءة أخيه»، ولم يجد من يبرر جريمته، أو يتساءل عن جريمة «القتيل»!!،
كانت أول جريمة دافعها «الغيرة» وتبعها الندم، وإن لم يتبعها ستظل «جريمة» لاجدال حولها، لكن الحالة التي تتبع الجرائم؛ والتي لن يكون آخرها مقتل الطالبة نيرة أشرف، هي التي تستحق التوقف لأنها لا يصلح لتفسيرها شماعات «رمضان» والسبكي وغيرهم، لتبرير الخلل الذي حدث، وحالة «القبح» الذي يحيط بنا من تعليقات وكلمات شاذة تتجاوز الجرائم. 

لقد جاءت الدراما بجرائم الواقع، واقتصر دورها على منح «الجريمة» نبض الحياة الذي يجعلها «كائنًا» نراه ونحدد أسبابه وما وراءه من ظروف، ولكن سيظل حديثنا عن «جريمة»، وعندما اهتز المجتمع لجرائم «ريا وسكينة» و«خُط الصعيد» و«المرأة التي قتلت زوجها بالساطور» وغيرها من جرائم؛ تناولتها الدراما بصور متعددة ولم تصنعها، وآخر الاتهامات التي صوبت نحو مسلسل «انحراف» للكاتب مصطفى شهيب، والمخرج رؤوف عبد العزيز، كانت جرائم مصدرها الواقع، بالتأكيد لا يمكن إنكار دور ما لا نطلق عليه «فناً»، سواء الأفلام التي تجاوزت بمراحل سينما مقاولات الثمانينيات، أو أغاني المهرجانات والأفكار الشاذة التي تسربت لأرواح الكثيرين قبل عقولهم؛ ولكن «الجريمة» الأكثر خطورة، والتي لاعلاقة لها بكل هذا؛ تلك الحالة التي نُصاب بها ما بعد الجريمة، فها هي عدسة «الموبايل» تنقل الجريمة صوتًا وصورة على الهواء مباشرة، لتتوالى المناقشات حول «المجني عليها»، ليتناسى البعض كيف قُتلت؟؟، ثم نتابع المحاكمة على الهواء ليعاد قتلها مرات ومرات من خلال عدد لا نهائي من القتلة، فلا يوقف سكاكين الألسنة المريضة والشاذة سوى قرار النائب العام بوقف النشر.

لا يمكن أن نستمر في بحثنا عن جمهور أم كلثوم وسط جمهور «التوكتوك»، تلك الوسيلة التي تجمع كافة المتناقضات، فهي لا تحمل بيانات حتى تكون موجودة لكنها تفعل ما تريد، ليتعامل معها جمهور مثلها يحمل متناقضاتها، لذلك علينا أن نعترف بالمشكلات إن أردنا حلها.