الجمعة 22 نوفمبر 2024

تحقيقات

بعد القمة المصرية العمانية.. سياسيون: تستهدف تنسيق المواقف والرؤى العربية وتعزيز العلاقات

  • 28-6-2022 | 14:52

الرئيس السيسي وسلطان عمان

طباعة
  • أماني محمد

جاءت القمة المصرية العمانية اليوم لتؤكد العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين واستمرار للتنسيق وترتيب المواقف في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة ومع قرب انعقاد القمة الخليجية بمشاركة الأردن ومصر والعراق مع الولايات المتحدة الأمريكية في جدة الشهر المقبل، حيث أكد سياسيون أن العلاقات بين مصر وعمان شديدة الخصوصية والتميز على مر العقود.

وصباح اليوم، التقى الرئيس السيسي في قصر العلم العامر بالعاصمة العمانية مسقط، مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، شهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، خاصة العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية المشتركة، خاصةً في ظل النتائج المنبثقة عن مجلس الأعمال المشترك واللجنة المصرية العمانية المشتركة والتي عقدت بمسقط في يناير ۲۰۲۲.

كما تم تبادل وجهات النظر حول عدد من الملفات الدولية ذات الاهتمام المتبادل، لاسيما الأزمة الروسية الأوكرانية وتبعاتها على المنطقة، وكذا كيفية التعامل العربي مع تداعيات هذه الأزمة، كما تبادل الزعيمان الرؤى بشأن القمة المرتقبة بين الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية، والمقرر عقدها في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وناقشا أيضا تطورات القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

تنسيق المواقف والرؤى العربية

وفي هذا السياق، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان التي بدأت أمس تأتي في إطار تعميق العلاقات وتنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية، موضحا أن التوقيت الحالي يكتسب أهمية كبرى لأن الجولة التي بدأها الرئيس تأتي قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنطقة يوليو المقبل والقمة الخليجية العربية.

وأوضح عبد الفتاح، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن القمة ستعقد في منتصف الشهر المقبل في جدة، ويسعى الرئيس السيسي لتنسيق المواقف والرؤى العربية المشتركة في مختلف القضايا، سواء الدولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية أو الصراع العربي الإسرائيلي أو العلاقات مع دول الجوار مثل إيران وتركيا وكذلك الأزمات العربية وتطوير العلاقات العربية – الأمريكية في الأيام المقبلة.

وأكد أن هذا الأمر يتطلب التنسيق بين الدول العربية وبعضها البعض وتوافق وجهات النظر حتى يكون الصوت العربي قوي ومتماسك أمام الرئيس الأمريكي خلال القمة المقبلة، موضحا أنه على المستوى الثنائي بين مصر وعمان تأتي القمة المصرية العمانية بين زعيمي البلدين في ظل العلاقات الراسخة بينهما على مصر العقود.

وأشار إلى أن عمان كانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تقطع علاقتها مع مصر بعد توقيع اتفاقية السلام عام 1979، مشيرا إلى أن هناك رغبة من جانب البلدين في الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، وكذلك بحث أوضاع الجالية المصرية في عمان وتعزيز الاستثمارات المصرية في مسقط والاستثمارات العمانية في القاهرة، فالجانبان يرغبان في توسيع أفق تلك العلاقات ومجالات التعاون بينهما.

وأوضح أن مملكة البحرين هي المحطة الثانية ضمن جولة الرئيس السيسي بعد انتهاء زيارته إلى عمان، وهي دولة عربية شقيقة، وستعمل الزيارة على تطوير العلاقات وتوحيد المواقف بشأن القضايا الدولية والعربية ومحاولة إيجاد أفق أوسع وأرحب للعلاقات ومجالات التعاون الثنائي وإعادة تفعيل العمل العربي المشترك.

علاقات تاريخية

ومن جانبها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة المصرية العمانية التي استضافتها مسقط اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان تأتي في ظل العلاقات التاريخية التي ربطت بين البلدين، والتي تعد علاقات شديدة الخصوصية والتميز.

وأوضحت في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن عمان لها العديد من المواقف المساندة لمصر على مر العقود وخلال عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد كان هناك مواقف عمانية لا تنسى بالنسبة لمصر، مضيفة أن هذه العلاقات والمواقف الداعمة استمرت حتى الوقت الحالي فدعمت عمان مصر بعد ثورة 30 يونيو وأيدت الإرادة الشعبية في ذلك الوقت.

وأكد نورهان الشيخ أنه من الطبيعي أن يتم تعميق وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين في هذه المرحلة لأن هناك تحديات ضخمة وخاصة التحديات الاقتصادية التي تحتم على كل الدول الاتجاه للتعاون، وهو تعاون الجنوب – الجنوب، مضيفة أنه على الدول العربية أن توسع التعاون فيما بينها لأن ذلك هو السبيل الوحيد لمواجهة الأزمات الحادة في الوقت الحالي.

وأوضحت أن العلاقات المصرية البحرينية على المستوى الثنائي مهمة واستراتيجية وهناك تنسيقا مستمرا بين البلدين، حيث زار ملك البحرين شرم الشيخ الأسبوع المقبل وعقد معه الرئيس السيسي جلسة مباحثات وقمة ثلاثية شارك فيها عاهل الأردن، مضيفة أن هناك علاقات وتنسيق مستمر ودائم وهو جزء من ترتيبات إقليمية أوسع يجري العمل عليها.

وأشارت إلى أن هذه الترتيبات جاء في إطارها زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مصر الأسبوع الماضي وكذلك وزير خارجية الإمارات والأمير تميم أمير قطر قومة شرم الشيخ ثم الجولة الخارجية التي بدأها الرئيس السيسي أمس لعمان والبحرين، مؤكدة أن هناك ترتيبا إقليمية يجري التحضير لها وهو أمر طبيعي في ظل ما يشهده العالم من تغيرات كبرى.

وأكدت أن هذه التغيرات على المستويين الاقتصادي والاستراتيجي ولا بد لدول المنطقة أن تستعد برؤية وأجندات وسياسات لمواجهة تلك التغيرات.

أخبار الساعة