الثلاثاء 14 مايو 2024

إنجازات ثورة 30 يونيو.. 9 سنوات من المشروعات والعمل لبناء الإنسان

ثورة 30 يونيو

تحقيقات29-6-2022 | 15:51

أماني محمد

كان محور بناء الإنسان هو أحد أهم المحاور التي أولتها القيادة السياسية بعد ثورة 30 يونيو 2013 أهمية كبرى، فمع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، أكد في خطاباته أن بناء الإنسان المصري على رأس أولوياته، حيث أولى اهتماما كبيرا بالقطاعات التي تمس حياة المواطن لضمان جودة حياته، وخاصة قطاعي الصحة والتعليم.

وقد استهدفت مشروعات الدولة طوال السنوات الماضية النهوض بمستوى معيشة المواطنين، من خلال السكن الكريم والآمن والحياة الكريمة، والرعاية اللازمة لهم، فقد أطلق الرئيس السيسي عددا من المبادرات كان عنوانها الرئيسي تحسين مستوى جودة المواطن، منها مبادرة 100 مليون صحة والتي ساهمت ف القضاء على فيروس سي بعدما كانت مصر هي الأولى عالميا في الإصابات به، حتى أصبحت خالية منه بشهادة منظمة الصحة العالمية.

ولم تقتصر مبادرات الصحة على الكشف عن فيروس سي، بل شملت الأمراض غير السارية مثل السكر والضغط وكذلك السمنة، ولم تغفل صحة الأطفال في المراحل التعليمية حيث أطلقت الحملة للكشف عن أمراض السمنة والتقزم والأنيميا لدى الأطفال في مراحل التعليم الأساسي، فضلا عن حملة صحة المرأة التي استهدفت الكشف المبكر على سرطان الثدي والأمراض التي تهدد صحة المرأة.

 

100 مليون صحة

أطلق الرئيس السيسي حملة 100 مليون صحة بهدف القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية من خلال تكليف كافة قطاعات الدولة بالمشاركة وفي مقدمتها وزارة الصحة والسكان بتقديم الدعم الكامل لتلك المبادرة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس سي والأمراض غير السارية لأكثر من 50 مليون مواطن مصري.

 

وفي حالة ما إذا كان المواطن إيجابيَا لكواشف فيروس سي، يتم تحويله من خلال قاعدة البيانات للتقييم لأقرب مركز علاج وتحديد موعد التقييم والعلاج، وقد قدمت الحملة خدماتها للمصريين وساهمت الحملة منذ انطلاقها في مواجهة فيروس سي بشكل شبه تام، حيث أصبحت مصر تصبح خالية من هذا المرض، وقد كانت لتلك المبادرة أثر عظيم في تعزيز قدرات الدولة في مواجهة جائحة كورونا والسيطرة على الإصابات وتقليل أعداد الوفيات.

 

حملة صحة المرأة

واستمرارا لاهتمام الرئيس السيسي بتمكين المرأة وتحسين أوضاعها، أطلقت الدولة المصرية مبادرة صحة المرأة للكشف على سرطان الثدي والصحة الإنجابية، حيث رفعت الحملة شعار الست المصرية هي صحة مصر، والتي استهدفت الكشف عن 28 مليون سيدة على مستوى محافظات الجمهورية.

وكان على رأس محاور الحملة الكشف المبكر عن الأورام «سرطان الثدي»، بالإضافة إلى الكشف عن الأمراض غير السارية (السكر والضغط والسمنة)، وأمراض القلب وهشاشة العظام، حيث تم وضع خطة تنسيقية بين المستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة بمختلف المحافظات، ونُفذت على ثلاثة مراحل.

حيث تم ربط البرنامج في جميع المنشآت التي تقدم خدمات فحص أورام السيدات، سواءً بوزارة الصحة أو الجامعات أو جهات المجتمع المدني مثل مستشفى بهية وشفاء الأورمان، في شبكة معلومات واحدة؛ لضمان تقديم أفضل خدمة علاجية، وقد نجحت المبادرة في تقديم الخدمات الصحية لأكثر من 16 مليون سيدة أقبلن على المبادرة خلال عامين، وعلاج كل السيدات التي أثبت إصابتهن بأورام فى مراكز معالجة الأورام التابعة لوزارة الصحة بالمجان.

 

حياة كريمة

ومن أهم وأبرز المبادرات في مجال بناء الإنسان كانت مبادرة حياة كريمة، وهي مبادرة متعددة في أركانِها ومتكاملة في ملامِحِها، بهدف تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري، بعدما تحمل المواطن المصري فاتورة الإصلاح الاقتصادي والذي كان خير مساند للدولة المصرية في معركتها نحو البناء والتنمية، وخصصت المبادرة استثمارات بقيمة تتجاوز الـ700 مليار جنيها لتحسين حياة نحو 60 مليون مواطن مصري في شتى أنحاء الجمهورية.

وتنفذ المبادرة على ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى من المبادرة تشمل القرى ذات نسب الفقر من 7٠ % فيما أكثر استهدفت القرى الأكثر احتياجاً وتحتاج إلى تدخلات عاجلة، أما المرحلة الثانية استهدفت القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى ٧٠ %: القرى الفقيرة التي تحتاج لتدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى، والمرحلة الثالثة من المبادرة استهدفت القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%: تحديات أقل لتجاوز الفقر.

حيث استهدفت المرحلة الأولى عدد 377 قرية الأكثر احتياجاً والأكثر تعرضا للتطرف والإرهاب الفكري، والتي تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، بإجمالي عدد أسر 756 ألف أسرة (3 مليون فرد)، في 11 محافظة.

وتعمل المبادرة على توفير سكن كريم ورفع كفاءة المنازل من خلال بناء الأسقف، وبناء مجمعات سكنية في القري الأكثر احتياجًا، ومد وصلات مياه وصرف صحي وغاز وكهرباء داخل المنازل، وكذلك تعمل على تطوير البنية التحتية وتقديم خدمات طبية بناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها من معدات وتشغيلها بالكوادر طبية، فضلا عن خدمات تعليمية بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية، وكذلك التمكين الاقتصادي والتدخلات الاجتماعية لبناء وتأهيل الإنسان تشمل وتستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوي الهمم وكبار السن ومبادرات توعوية.

تطوير التعليم

كان محور التعليم من أهم وأبرز محاور بناء الإنسان خلال السبع سنوات الماضية، فأطلقت الدولة مشروعا لتطوير التعليم من خلال منظومة التعليم الجديدة التي بدأ تطبيقها في قبل أربعة سنوات، وكذلك تطوير التعليم الثانوي وإدخال النظام الإلكتروني في الامتحانات والذي كان له دورا بارزا في مواجهة تداعيات جائحة كورونا لاستكمال التعليم عن بُعد.

 

حيث أطلقت وزارة التربية والتعليم، نظام التعليم المصرى الجديد، وعددا من المنصات الإلكترونية لتقديم المحتوى الرقمي للمناهج التعليمية وإتاحته للطلاب من خلال منصة إدارة التعليم ببنك المعرفة المصرى، حيث ربطت الوزارة منظومة المناهج بمنصة بنك المعرفة، والتي ساهمت في تقديم المحتوى المعرفي للطلاب وتجلى هذا الدور خلال جائحة كورونا.

أما بالنسبة للثانوية العامة، فقد تم إدخال النظام الإلكتروني وتسلم الطلاب جهاز تابلت بتكنولوجيا الـG4، مع ربط منظومة المناهج ببنك المعرفة، مع تطبيق منظومة الامتحانات الإلكترونية وبنظام الكتاب المفتوح فى المرحلة الثانوية، فضلا عن التوسع في إنشاء فصول دراسية جديدة.

ومن أهم نجاحات الدولة في قطاع التعليم كان نظام المدارس اليابانية التي قدمت للطلاب محتوى معرفي ونظام تعليم يوافق الذي يُدرس في اليابان، وكذلك التوسع في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية والتي تعمل على خلق جيل جديد من الطلاب يجمع بين العلم ومهارات سوق العمل للنهوض بالتعليم الفني.

 الحماية الاجتماعية للمواطنين

وقد عملت الدولة أيضا على توسيع مظلة الحماية الاجتماعية للمواطنين، طوال السنوات الماضية حيث ارتفعت نسبة مخصصات الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية لتبلغ 263.9 مليار جنيه، ومنها ارتفاع الموازنة المخصصة للدعم النقدي بعد تنفيذ برنامج المساعدات النقدية المشروطة تكافل و كرامة، من 3.7 إلى 22 مليار جنيه، وذلك نتيجة ارتفاع عدد الأسر في نفس الفترة من 1.7 مليون أسرة تضم 6.4 مليون فرد إلى 4.100 مليون أسرة تضم 17 مليون فرد.

كما زاد عدد المستفيدين من المعاشات التأمينية من 8.7 إلى 10.7 مليون صاحب معاش ومستحق عنه.

وكذلك استفاد 1.1 مليون مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة من تقديم خدمات دعم نقدي لهم بقيمة 5 مليارات جنيه سنويا، ويتم تقديم خدمات التأهيل لحوالي 300 ألف فرد سنويا في مراكز التأهيل الشامل ومراكز التخاطب ومؤسسات الرعاية الاجتماعية للتأهيل، وذلك نتاج تنسيق وزارة التضامن مع 4500 جمعية لتنظيم جهودها لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينهم اقتصاديا.

إلى جانب إصدار 845 ألف بطاقة خدمات متكاملة منذ بداية عمل منظومة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودمج 440 طالبا وطالبة من الصم وضعاف السمع بكليات التربية النوعية في 10 جامعات، كما تم توفير 480 ألف طرف صناعي وجهاز تعويضي منذ عام 2016، بمتوسط 70 ألف جهاز في العام الواحد من التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية، كما تم توفير 7000 حاسب آلي مجهز (ناطق) للطلاب ذوي الإعاقة البصرية بالشراكة مع الجمعيات الأهلية.

 

تطوير العشوائيات

وكان القضاء على العشوائيات هو هدف الدولة بقيادة الرئيس السيسي خلال السنوات الماضية، حيث طالت أيدي البناء والتعمير كل ربوع الجمهورية وعملت على إزالة المناطق الخطرة والتي كانت في وقت من الأوقات أوكارا للجريمة والمخدرات وتهدد قاطنيها، حتى أصبحت نموذجا حضاريا وسكنا كريما لأهلها.

ومن أبرز هذه المناطق كانت منطقة تل العقارب والتي كان يقطن سكانها في منازل مهدمة وبلا أسقف وبعضها مبني من الخشب ولا تليق بالسكن الآدمي، حتى تم تطويرها بهدمها وإعادة بناء مساكن كريمة للمواطنين وأصبحت الآن نموذجا للقضاء على العشوائيات وأصبحت "روضة السيدة".

كما تم خلال السنوات السبع الماضية افتتاح مناطق كثيرة لتوفير سكن كريم للمواطنين بدلا من العشوائيات وعلى رأسها الأسمرات ومشروعي المحروسة وأهالينا وكذلك مشروع بشائر الخير في الإسكندرية، ومناطق أخرى في كل محافظات مصر، وقد أدت هذه الجهود إلى نجاح القضاء على العشوائيات في بورسعيد لتصبح أول مدينة بلا عشوائيات، وتقترب من هذا الهدف أيضا محافظات أخرى مثل السويس والقاهرة.

Dr.Radwa
Egypt Air