الجمعة 26 ابريل 2024

حلاوة شمسنا.. رقصة وحدت بها فريدة فهمي المحافظات

فريدة فهمي حلاوة شمسنا

فن29-6-2022 | 17:34

منار بسطاوي

تألقت الفنانة فريدة فهمي في الرقص الشرقي، وأصبح لها جمهورًا كبيرًا سواء في مصر أو خارجها، اختلفت عن غيرها من الراقصات، واستطاعت أن تحفر اسمها في قلوب الجمهور، فنشأتها الفنية ساعدتها كثيرًا على الانخراط في الوسط الفني بسهولة كبيرة عن غيرها، وأيضًا زواجها الذي ساعدها في تأسيس فرقة خاصة بالرقص الشرقي، وهي "فرقة رضا"، والتي أصبحت ضمن أشهر الفرق على مستوى العالم، والتي تميزت بتعبيرها عن الأصالة المصرية، وتمسكها بالثقافة المصرية، واستطاعت الفرقة من خلال استعراضتها نشر الثقافة المصرية، وعرضها بالعديد من دول العالم.

وتحتفل الفنانة فريدة فهمي، اليوم، بعيد ميلادها الـ82، وهي من أب مصري وأم أجنبية، وهي في عمر 10 سنوات، أحضر لها والدها بدلة رقص، وشجعها على الخوض في هذا المجال، حتى أنه ساعدها على الرقص في مدرج كلية الهندسة، والتحقت بكلية الآداب، وفي ثمانينات القرن الماضي حصلت على الدكتوراه في الرقص الشرقي، ولكنها قررت الاعتزال في عمر الـ43، للعديد من الأسباب منها ضم الفرقة لوزارة الثقافة، وتقدم فريدة في السن، وتدهور الرقص الشرقي.

واستطاعت فريدة فهمي في رقصة وحيدة تحقيق التألف، والتناغم بين محافظات مصر، وهو ما نستعرضه في السطور التالية، وتعد هي من أشهر رقصات فرقة "رضا"، وهي رقصة "حلاوة شمسنا"، والتي تقع ضمن أحداث فيلم "غرام بالكرنك"، وتم عرضه عام 1967.

محافظات الصعيد

بدأت الرقصة بدخول فريدة فهمي، وهي ترتدي الجلباب الأسود، وهو ما يرمز إلى الثقافة الصعيدية، حيث إن هذا الجلباب ترتديه النساء والغوازي في الصعيد، وفي الخلفية موسيقى يستخدم بها المزمار، وهو ما يرمز أيضا إلى الثقافة الصعيدية، حيث تستخدمه قرى الصعيد أثناء الاحتفالات الخاصة بهم.

وعلى الجانب الجسدي فتحرك الفنانة فريدة فهمي جسدها في إطار دائري، وتحاول محاكاة طريقة الرقص الذين يتبعونها أهالي الصعيد في احتفالتهم، وبالأخص "الغوازي" وهو الاسم الذي يطلقونه أهل الصعيد على الراقصات.

المدن الساحلية

وبعد ظهور فريدة فهمي يخلفها ظهور ثلاث فتيات يشاركونها في الاستعراض، وهن يرتدين ملابس تشبه الملابس الذي كانت ترتديها المرأة في الساحلية، مثل إسكندرية، وبورسعيد، والتي تمتاز بأنها قصيرة، ومتعددة الألوان، ويقومون بعض الإيماءات الجسدية التي تشير إلى خفة الظل، والرشاقة، وتحاول فريدة فهمي تلاحم نوعين من الرقص بين بعضهما البعض، ونجحت بالفعل في تقارب التفاقات المصرية.

أما الجانب الموسيقى فتستخدم في الخلفية الموسيقية آلة السمسمية، وهي ترمز إلى المدن الساحلية، بالأخص مدن القناة، حيث أنها تعد جزء هام من ثقافتهم، وتراثهم.

الريف المصري

ومن ثم تدخل بعض الفتيات وهن ترتدين الجلباب الفضفاض والطويل، وعلى رأسهن الحجاب الطويلة، وأسفله الجلباب الملون، والذي يرمز لملابس أهالي الريف

أثناء احتفالتهم

تشاركهم فريدة فهمي في هذا الرقص أيضًا، استكمالًا منها لمحاولة التناغم بين تفاقات مصر المتعددة، ويستخدم أيضًا ضمن الأدوات الموسيقية "الطبلة"، وهي أحد الأدوات الموسيقية المرتبطة ارتباطًا وثبقًا بالقرى المصرية، حيث يستخدمونها في احتفالتهم، ومناسبتهم.

وفي نهاية الاستعراض تنجح فريدة فهمي في توحيد الفرقة كلها مع بعضهن البعض، في شكل  متكامل، لتتكون أمامنا لوحة متناسقة تشمل جميع تفاقات الرقص المصري، من المدن الساحلية، والريف، والصعيد، والجميع يتشارك في الحركات ذاتها، وهي على رأس الفرقة.

Dr.Randa
Dr.Radwa