الجمعة 26 ابريل 2024

احترم نفسك يا نجيب «ساويرس»

مقالات30-6-2022 | 09:52

كشف نجيب ساويرس عن وجهه الحقيقي القبيح الداعي إلى وأد فن الغناء المصري وفتح المجال أمام سفراء تشويهه وإحلال أغاني "الهلس" مكانه.

فلم يخف سعادته باستقالة أمير الغناء العربي هاني شاكر من رئاسة نقابة الموسيقيين، بل سارع بنشر تغريدة أشبه بـ"من يسكر طينة"، ثم يفاجئ الجميع بقوله "أنا جدع"، دون أن يحترم مكانه ومكانته.

تغريدة يتمنى فيها عدم عودة النقيب للنقابة حتى لو كلفه ذلك شراء أرخص القلل، والمعنى المقصود بالطبع لا يخفى على أحد.

ما جعل متابعيه يتساءلون عن علاقة "تاجر القلل" بالفن والغناء والثقافة ومدى استفادته من استقالة النقيب؟ وكلها أسئلة تكشف المستور، فليس خفيًا على أحد أن ساويرس شريك في شركة ترويج المحتوى المرئي على الإنترنت في الشرق الأوسط، ويجني أرباحًا طائلة من مشاهدات الفيديوهات، والتي تحقق فيها أغاني المهرجانات أعلى نسبة مشاهدات.

لذلك يتمنى أن يكون الغناء كله مهرجانات وكادت تنجح خطته لولا وجود هاني شاكر، ووقوفه حجر عثرة أمام خطة التدمير.

بل يمكن أن نقول إن هاني شاكر استطاع بإدارته لنقابة الموسيقيين ورؤيته وصوته الصادق مع نفسه أن يصرخ في وجوه أنصاف الموهوبين ودعاة الإسفاف، رافضًا أسلوبهم وعبثهم محققًا التوازن المطلوب.

هاني شاكر يمثل القيمة والموهبة والفنان الأصيل المحبوب، وهو يحمل كل مفردات تقدير المصريين له.

أما ساويرس ماذا سيبقى له إذا فقد المال؟ لا قيمة يمكن أن تشفع لمحاولاته الدؤوبة للنيل من تراث الغناء المصري وهدمه وإقامة إمبراطورية "الإسفاف" على أنقاضه.

ولما لا.. ألم يعمل على شراء قناة فضائية ليهاجم بها الدولة ورموزها قبل 25 يناير 2011، بشكل مستفز وبواسطة مذيعين معروفين لا يتسع لهم المقام الآن.

ماذا يريد ساويرس من وراء تخريب الفن المصري؟، ولماذا نتحمل سخافاته وظرفه؟، وهو يردد كلامًا غير مسؤول ويتحفنا بآرائه الفذة، التي لا حساب فيها للتاريخ والهوية والواقع الحضاري والاجتماعي والسياسي.

وعلى الجانب الآخر، وعلى العكس تمامًا صاغ هاني شاكر رؤيته من وعي عميق بواقع الفن المصري ومجتمعه، ولم يكن من دعاة سوء الخلق باسم الفن ولا من هواة الفوضى تحت شعار التجديد، بل شكل نوعًا من أنواع الرفض لرؤية ساويرس ومرتزقته تلك الرؤية غير المتوازنة للفن.

صحيح أن هاني شاكر قدم استقالته، لكنه فضل أن ينأى بنفسه عن أي مهاترات، مكتفيًا بما حققه من احترام للفن المصري داخليًا وخارجيًا.

وبدلًا من توجيه التحية له على إخلاصه، توجه له يا "راجل يا "قلة" هذا الكلام العبيط" صحيح.. "العقول الخلل في أجسام القلل".

Dr.Randa
Dr.Radwa