ضمن احتفالات الشعب المصري بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو 2013، نتذكر انتفاضة المثقفون المصريون ودورهم البارز في إشعال فتيل الثورة وانطلاق الشرارة الأولى لها بعد أن شهدت الثقافة المصرية محاولات عديدة لطمسها وازدراء رموزها، من قِبل أجندات ومخططات واضحة عمل على تنفيذها وزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز، تحت قيادة جماعة الإخوان في ذلك الوقت لأخونة جميع مؤسسات الدولة الثقافية، وإحلال جميع المسئولين فيها واستبدال قيادات بارزة أمثال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب السابق، والفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم (وزيرة الثقافة حاليًا) ورئيس دار الأوبرا وقتها، واختيار بدلاء لهم منتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد مرور أقل من شهر على اختياره وزيرًا للثقافة.
كما شملت مخططات الإخوان محاولات السيطرة التامة على كل ما يتعلق بالثقافة المصرية، بالإضافة إلى محاولاتهم السيطرة على دار الأوبرا ومسارح الدولة والتحكم فيما يُعرض فيها، وكذلك تخريب وإهانة تماثيل كبار الأدباء والفنانين أمثال عميد الأدب العربي طه حسين وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم وغيرهم.
وتحت شعار «لا لأخونة وزارة الثقافة»، بدأ الاعتصام في 4 يونيو 2013 في مبنى وزارة الثقافة، بعد أن قرر أدباء ومثقفي مصر، الاتحاد معًا في مواجهة تيار الإخوان في السيطرة على وزارة الثقافة، عقب إسنادها للوزير الإخواني علاء عبدالعزيز، ما أثار هذا القرار غضب المثقفين بعد أن اتضحت سياساته وتوجهاته، وتبين أنه جاء لتنفيذ أجندة إخوانية ممنهجة، هدفها الأول الإطاحة بكوادر الوزارة وتشويه سمعة المثقفين وتقليص الفعاليات في دار الأوبرا المصرية وتحجيم الكتاب وتقييد الإبداع.
وأصدر وزير الثقافة الإخواني فور الاعتصام تصريحًا غريبًا يقول فيه «المعتصمين بالوزارة لا يمثلون مثقفي مصر»، بالرغم من أن الاعتصام ضم وقتها أسماء كبيرة من نخبة الأدباء والمثقفين الذين كان لهم دور وباع كبير في تشكيل الهوية الثقافية المصرية في العقود الأخيرة أمثال الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، والأديبة الكبيرة فتحية العسال، الروائي الكبير صنع الله إبراهيم، والأديب جمال الغيطاني، والأديب الكبير بهاء طاهر، وكان هذا التصريح العجيب هو ما إلا محاولة خائبة لتجاهل قيمة المثقفين المصريين وقدرتهم على التغيير.
وظل اعتصام وزارة الثقافة مستمرا حتى 30 يونيو 2013، وتحول أكثر من كونه اعتصام لإقالة وزير إخواني إلى ثورة ضد حكم الإخوان، بمشاركة جميع أبناء الشعب المخلصون والمحبون لوطنهم، حتى استطاع الأدباء والمثقفين أن ينيروا مشاعل الإضاءة أمام الشعب المصري، لمعرفة طريقه والاتحاد يدًا واحدة لمواجهة الجماعة الإرهابية المتطرفة.