المكان: كافة ميادين مصر.
الزمان: 30 يونيه 2013.
الحدث: خروج ملايين المصريين من منازلهم استعدادًا لإزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من المشهد السياسي بإرادة شعبية قوية، حيث امتلأت الشوارع والميادين بالحشود فى 30 يونيو 2013 للإعلان عن الثورة ضد الإخوان ومرشدهم ورئيسهم الوهمي ، وشعارهم الذى يعلو ولا يُعلى عليه (يسقط يسقط حكم المرشد)، ومن منطلق أن محمد مرسى (الإستبن) لم يكن الرجل الذى يتولى إدارة الدولة كرئيس للجمهورية، ولكنه كان مجرد مندوب أو تابع للجماعة ينفذ أجندتها الخاصة فى مصر لبسط نفوذهم على البلاد ، وتأكيد مسخ شخصيتها الوسطية المتسامحة الرافضة للعنف والغلو والتشدد ، واستبدالها بهويتهم الفاشية المتطرفة .
وتعالى هتاف المصريون بجميع أنحاء القطر المصري مزلزلًا الأرض تحت أقدام المرشد وجماعته الإرهابية بشعارات الثورة المجيدة دون توقف، وذلك حتى يوم الخلاص المشهود فى التاريخ المصري وهو 3 يوليو 2013، الذى انتصرت فيه إرادة الشعب بعزل مندوب جماعة الإخوان الإرهابية المُتخابر/ محمد مرسى ، حيث علت الفرحة وجوه أبناء الوطن وغمرت الفرحة الشعب وارتسمت الضحكات على شفاههم متطلعه إلى مستقبل مشرق يصنعوه عقب زوال دولة الظلم الإخوانية .
30 يونيو لم تكن مجرد ثورة شعبية عظيمة بل كانت لحظة فارقة بالنسبة للشعب المصري نحو تحقيق حلمه الذي سعى إليه بعزل مرسي رسميًا من منصب رئيس الجمهورية، بعد إعلان الجيش المصري تأييد مطالب الشارع والانحياز لها، وبعد مرور مهلة الـ48 ساعة التي منحتها القوات المسلحة له للاستجابة لمطالب القوى السياسية .
فكانت 30 يونيو هي أولى الإرهاصات الأكيدة لزوال دولة الإخوان الفاشية والتي على إثرها استجاب الجيش الباسل لنداء شعبه الرافض للفاشية الإخوانية، فخرج الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك، وحوله لفيف من القوى الوطنية والسياسية، بعد اجتماعه معهم، معلنًا عزل مرسي والإعلان عن خارطة الطريق، ويا لها من لحظة تاريخيه عمت فيها الفرحة ربوع المحروسة، بل غمرت فيها الفرحة قلبي وقلب ملايين المصريين، وتعالت فيها الأصوات بالفرحة والسعادة، وكان الهتاف مزلزل بميادين الحرية تحيا مصر – تحيا مصر – تحيا مصر، لحظة لن أنساها ما حييت ومثلي كل مصري محب لوطنه مؤمن باستقلاليتها ووسطيتها وسماحتها الفطرية، إنها أولي محطات التحرر من الفاشية الإخوانية واستعادة الهوية المصرية .
ومن ثم كانت 30 يونيو 2013 ثورة مصرية خالصة استردت فيها مصر هويتها الوسطية المتسامحة، وكانت صرخة عالية الصدى بالرفض للفاشية في وجه أتباع وقيادات الجماعة الإرهابية الأخطر على مر التاريخ، والتي استهدفت قوات إنفاذ القانون بها من جيش وطني وشرطة مدنية، وأرادت استبدالهم بكتائبهم المسلحة من الأهل والعشيرة والمرتزقة من حماس والجماعات المتطرفة ، وكانت أيضًا انتصار لدولة سيادة القانون بعد أن ظهرت بشائر عدوانهم على الدستور الذي انتهكه مرسي وجماعته في أكثر من موقف، وبعد أن قامت ميليشيات الجماعة الإرهابية بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا في مشهد يؤكد على أن نظام الإخوان لا يعترف بالدستور والقانون بل لا يحترمهما ولا يقيم لهما وزنًا في دولته البربرية الظالمة، ولا يعترف بمبدأ الفصل بين السلطات وهو واحد من أهم مبادئ الدستور التي ترسخ لدولة القانون.
والآن وبعد أن شاهدت آثار تلك الثورة الرائعة والتي لم يكن ليكتب لها النجاح لولا أن حماها واحتواها جيش وشرطة مصر البواسل، استطيع أن أقول بكل ثقة أن 30 يونيو 2013 لم تكن مجرد ثورة شعبية كبرى وعظيمة على الفاشية الإخوانية، ولا حتى رفض لنظام إرهابي أراد هدم أركان الدولة المصرية، وفرض منطق القوة الغاشمة، وهدم دعائم دولة سيادة القانون، بل أنها كانت نقلة نوعية في مستوى الوعى الجمعي لدى المواطن المصري، وتعاطيه الإيجابي مع ما يحيق بالدولة من مخاطر تهدد هويتها، وتهدد الدعائم التي قامت عليها لأكثر من 7 آلاف عام من الحضارة والثقافة والفنون والتاريخ والتدين والوسطية، وسيادة القانون واحترامه من قبل مواطني هذه الدولة التي عرفت نظام التقاضي على درجتين منذ أكثر من ٣٢٠٠ عام قبل الميلاد ، وهو ما يجعلها دولة تدرك قيمة القانون وحتمية سيادته؟، هذه الدولة التي طبقت مبادئ الحرية الشخصية وعملت على صونها وعبرت عنها في مدوناتها وسطرته على جدران معابدها منذ آلاف السنين، وما زالت شاهدة على عظمة حضارتها حتى الآن .
والآن وبعد 9 سنوات من هذه الثورة التي ولدت من رحم الإرادة الشعبية الحرة، واحتضنها جيشها الباسل وشرطتها الوطنية فزادوا عنها ودفعوا من دماء أبنائهم الكثير لتؤتي ثمارها، فتلقت صدورهم طلقات ورصاصات الغدر بدلًا من الشعب الثائر في وجه جماعة الشر الإخوانية، بل وما زالوا يجودون بأنفاسهم وأرواحهم في حربهم المقدسة ضد فلول الجماعات الإرهابية التي ما زالت تريد إعاقة مسيرة النهوض الوطني المصري، وإعاقة ما تقوم به من إصلاحات على كافة الملفات وبخاصة ملف الاقتصاد وملف الصحة والتعليم والتمثيل الدبلوماسي في محيطها العربي والأفريقي والدولي أيضًا، وأكاد أجزم بأنه ستظل 30 يونيو نقطة مضيئة ومحطة مفصلية في تاريخ دولة أراد أعدائها اختطافها، ولكن شعبها وجيشها وشرطتها تصدوا لهم بقوة ونجحوا في الحفاظ على هويتها الوسطية، ولما لا فهو شعب يحترم سيادة القانون ويرفض الإرهاب والعنف .