صدرت حديثًا عن الدار العربية للعلوم، مجموعة قصصية لعدد من الكتاب الصينين، ترجمها إلى العربية عبد الرحمن النجار، بعنوان "أضواء شارع الجاد" وقصص أخرى عن لونغينغ الصينية، وتركز القصص في هذه المجموعة على الحب والشوق في بيئات حضرية، وتميط اللثام عن الأسرار الدفينة الخاصة بعائلات الطبقة الوسطى الجديدة في الصين، وتعكس الحياة اليومية التي تشمل علاقات حب خفية. فالمشاعر الحضرية خاضعة تقريباً لهيمنة القيم الخاصة بهذه الطبقة الوسطى.
تحتوي المجموعة على ثماني قصص لأدباء صينيين كتبوها بطرق متفردة تعكس التحول في العلاقات الاجتماعية والأسرية لهذا العصر الشديد التقلب، فمقولة «الزواج هو مقبرة الحب»، أو «إذا كرهت شخصًا، تزوج منه/ منها»، أصبحت واردة كرأي معاصر شائع لسكان المدن حول الزواج.
وتؤيد قصة بان جون «عقد زواج» هذه المقولة، إذ إن المشكلة التي أثارتها هذه القصة هي واقع مألوف في المدن الصينية اليوم.
اختار كل من سو تشين ولي تشيادونغ الطلاق كسبيل للخروج من حياتهما الأساسية الروتينية في شكل لا يطاق، وبدء حياتهما الخاصة. في حالتهما الميؤوس منها، لا يمكن لمشروع زواج مثالي أن يوجد.
لكن والدة سوتشين تقول: «في نهاية المطاف، ما المغزى من استبدال الأزواج؟» وبعد أن أصبح الزواج مأزقاً لا مفر منه لسكان المناطق الحضرية الحديثة، صعد نجم الاختراع التاريخي «العظيم» المعروف باسم «عقد الزواج»، وأصبح الطرفان يتمتعان بحرية نسبية لمواصلة الزواج أو الانسحاب منه، وبات من المرجح أن يحظوا ببدايات سعيدة ونهايات مرضية، أما قصة تشو هاودونغ «العيش معاً بعد الطلاق» فهي عن الزواج والطلاق.