يواصل مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة صلاح فضل (رئيس المجمع) عطاءه العلمي واللغوي والأدبي؛ حيث أصدر المجمع "حرف الصاد - المعجم الكبير- الطبعة الأولى 2022م"، وهذا الجزء نتاج عمل دؤوب للجان للمعجم الكبير الأربع.
وقال صلاح فضل رئيس المجمع، في تصديره لحرف الصاد من المعجم الكبير: "أصبح من الضروري لمعجم عابر للأجيال يُؤلَّف في منتصف القرن العشرين أن يتسع أفقه ليشمل لغة العلم، فضم سجله ما ذاع من المصطلحات العلمية والفنية ومصطلحات العلوم الإنسانية مراعيًّا دقة التعريف الذى يُوكل به دائمًا إلى أهل الاختصاص؛ ضمانًا للدقة والإيجاز معًا، ولأن هذا المعجم أُريد له أن يكون سجلًّا موسوعيًّا يضم كل شاردة من اللغة وواردة، فكان الاتجاه المنهجي إلى عرض ترجمة لأعلام الأشخاص والأماكن، فَيُعَرِّف بها في إيجاز، وينوِّه بسُهْمَة أولئك الأعلام في حقول العلوم والفكر الإنساني، وكذلك التعريف الموجز ببعض المواضع والبقاع والبلدان التي وردت في الشعر العربي، أو كانت مسرحًا للحوادث الفاصلة في تاريخنا العربي. وفي وسعنا أن نقرر أن المجمع قد استقام له منهج واضح يحقق هذه الأهداف المنشودة، وينسجم وطرائق التأليف المعجمي الحديث، ويختلف كل الاختلاف عن مسلك المجمع في معجميه الوسيط والوجيز، اللذين كانا أكثر اختصارًا وانتقاء لموادهم اللغوية واستبعادًا للغريب والحوشي منها؛ الأمر الذي يجعله بحق نواة للمعجم التاريخي الذي نص المرسوم الملكي لإنشاء المجمع عام (1932م) على النهوض به".
وأشار إلى أن المجمع تأخر بعض الشيء في إخراج الأجزاء التالية، فأخرج الجزء الثاني (حرف الباء) عام (1980م)، والجزء الثالث (التاء والثاء) عام (1992م)، والرابع (حرف الجيم) عام (2000م)، وهكذا بمعدل عشر سنوات تقريبًا بين كل جزء وآخر؛ ولذا بادر المجمع في أثناء ولاية رئيسه السابق الأستاذ الدكتور حسن الشافعي إلى تسريع إيقاع العمل، فشكَّل خمس لجان للمعجم، تضم خيرة علماء العربية من أعضاء المجمع وخبرائه، والمجتهدين من باحثيه بدلًا من واحدة، يسابقون الزمن جميعًا لإنجاز هذا المعجم. كما وسَّع نطاق العمل فيه بضم فيلق من شباب الباحثين الذين أُحْسِن إعدادهم وتدريبهم، وتزويدهم بأساليب الصناعة المعجمية إلى كتائب العمل في المعجم الكبير، فَسَرَّع بذلك وتيرة العمل. أما الآن فقد باتت حركة التحرير المعجمي أكثر سرعة، إذ شرع أعضاء اللجان والباحثون يفيدون من التقنيات الحاسوبية المستجدة والمنصات الإلكترونية، والمدونات اللغوية في عمليات التحرير المعجمي والتدقيق والمراجعة، لاسيما بعد اتجاه الدولة المصرية الآن إلى رقمنة مؤسساتها، ودخول المجمع حومة هذا الميدان؛ الأمر الذي انعكس على حصيلة المنجز بالفعل.
وتابع: "كانت النتيجة بحمد الله تعالى أننا نقدم الآن لقراء العربية الجزء الخامس عشر (حرف الصاد) من هذا السفر الجليل، ولن تتوقف مسيرة الإنجاز عند هذا الحد، بل إن الأجزاء التالية ستتوالى بإذن الله تعالى تترى؛ ليكتمل هذا المشروع في أقرب الآجال. ويحدونا الأمل في أن يستمر معدل العمل على هذا النحو من الإنجاز؛ كي يكتمل عقد هذا المعجم الذي يترقب صدوره أبناء العربية في شتى ربوع الوطن العربي".
واختتم: "ولا يسعني إلا أن أسجل تقديري البالغ وشكري الجزيل لهذه الكتائب العلمية المثابرة من أعضاء المجمع الأجلاء وخبرائه وباحثيه ومحرريه أحياء وأمواتًا، الذين أسهموا في إنشاء هذا العمل وإخراجه، سائلًا المولى تعالى أن يجزيهم الجزاء الأوفى".