شهد وزير النقل المهندس كامل الوزير، ووزيري خارجية وداخلية النمسا ألكسندر شالنبيرج، وجيرهارد كارنير، توقيع عقد إنشاء شركة مشتركة بين سكك حديد مصر، وشركة "فويست البين" النمساوية، لإدارة وتشغيل ورشة العباسية الخاصة بإنتاج مفاتيح السكك الحديدية، وذلك بحضور سفير النمسا بالقاهرة جورج شتيلفريد.
قام بتوقيع العقد كل من المهندس مصطفى أبو المكارم رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، ممثلاً عن وزارة النقل المصرية، ومن الجانب النمساوى السيد فرانز كينرزدورفر رئيس مجلس إدارة شركة "فويست ألبين" وتوماس ستوكر الرئيس المالي للشركة.
وقال وزير النقل، إن العقد يشمل رفع كفاءة خط الإنتاج الحالي بورشة العباسية لتحويله لخط إنتاج حديث مدعم بأحدث الماكينات ذات التكنولوجيا العالية لضمان جودة المنتج وللوصول إلى إنتاج 300 مفتاح سنويا، بالإضافة إلى إنشاء خط جديد حديث مزود بأحدث الماكينات ذات التكنولوجيا العالية للوصول إلى إنتاج 600 مفتاح سنويا، وكذلك نقل التكنولوجيا الحديثة للتصنيع وتدريب العاملين المصريين عليها تحت إشراف خبراء من الشركة النمساوية بالإضافة إلى التدرج خلال عمليات التصنيع في استخدام المكونات المحلية لتصل نسبة التصنيع المحلي بنهاية التحديث للورشة إلى 95%، وذلك كإحدى الخطوات الهامة في مجال توطين صناعة النقل في مصر والتي وجهت بها القيادة السياسية.
وأضاف وزير النقل، أن خطة إنشاء الشركة المشتركة بين الجانبين تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلية من المفاتيح، خاصة مع زيادة حجم الطلب عليها بالتوازي مع التوسع في المشروعات التي تنفذها وزارة النقل سواء لتحديث الـ10 آلاف كيلومتر سكة حديد الحالية أو لشبكة القطارات الكهربائية السريعة ومشروعات مترو الأنفاق الجاري تنفيذها، بالإضافة إلى الانطلاق لتصدير تلك المنتجات إلى الدول الأفريقية والشرق أوسطية من فائض الإنتاج، مشيرا إلى أن هذا العقد يعد نموذجا ناجحا للتعاون مع مشغلين قطاع خاص دوليين، ضمن خطة الوزارة للتعاون مع القطاع الخاص لإدارة وتشغيل عدد من ورش وقطاعات السكك الحديدية وصولا لتقديم خدمة متميزة للجمهور والارتقاء بهذا المرفق الحيوي الهام الذي ينقل الملايين من الركاب سنويا والحفاظ على ممتلكات وأصول المرفق وتعظيم موارده.
وتباحث وزير النقل مع كل من وزيري الخارجية والداخلية بدولة النمسا حول تدعيم التعاون المشترك في مجالات النقل المختلفة، حيث أشاد الوزير بالتعاون القائم في مجال السكك الحديدية والمتمثل في ماكينات دك وفج وصيانة خطوط شبكه السكك الحديدية والتعاون في منظومة النقل النهري والمتمثل في تنفيذ مشروع RIS، مشيرا إلى التطلع لمزيد من التعاون المشترك في كافة مجالات النقل وخاصة في مجال السكك الحديدية، وذلك مع التقدم الكبير للجانب النمساوي في هذا المجال.
وأشار وزير النقل، خلال المباحثات، إلى تنفيذ مشروعات عملاقة في مجال النقل تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مثل شبكة القطار الكهربائي السريع بإجمالي أطوال 2000 كم، بالإضافة إلى تطوير كافة الموانئ المصرية لجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجيستيات تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، وهي مشروعات سيكون لها مردود إيجابي كبير، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات أخرى في كافة مجالات النقل مثل مشروعات محاور وكباري النيل.
وأوضح أن القيادة السياسية وجهت بتقليل المسافات البينية بين محاور النيل إلى 25 كم بدلا من 100 كم للربط بين شبكة الطرق شرق وغرب النيل وتسهيل حركة تنقل المواطنين وخدمة حركة التجارة والصناعة والسياحة والزراعة.
ولفت إلى التعاون القائم مع العديد من الشركات العالمية في مجالات النقل مثل مجال النقل البحري الذي يتم التعاون فيها مع العديد من الشركات العالمية مثل هاتسيون الصينية العالمية وCMA الفرنسة ويوروجيت وكونتشيب وهاباج لويد، مضيفا أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية في مجال النقل التي يمكن أن تشكل نماذج ناجحة للتعاون المشترك خاصة وأن المناخ الاستثماري في مصر مناخ واعد.
من جانبه، أكد وزير خارجية النمسا أن زيارته لوزارة النقل المصرية مع وزير الداخلية بالنمسا هو تجسيد للعلاقة القوية بين القيادة السياسية والشعبين الصديقين، وتجسيد لمكانة مصر الكبيرة التي تعتبر صمام أمان المنطقة وصاحبة الثقل والدور الكبير على المستوى الدولي، وبها نهضة كبيرة في كافة المجالات ومنها قطاع النقل، منوها بالاهتمام الكبير من الشركات النمساوية لزيادة حجم التعاون المشترك.
وتم الاتفاق على تنفيذ خطة لتدريب مجموعات من المهندسين المصريين في مصر على أيدي خبراء متخصصين من النمسا للعمل في السوق المصري والأفريقي والشرق أوسطي، وتكثيف اللقاءات بين الجانبين خلال الفترة القادمة لزيادة مشاركة الشركات النمساوية في مشروعات وزارة النقل.