ذكرت دراسة أمريكية أن 17.2% من النساء الحوامل يعانين الغثيان، و2.7% القيء، وبالتالي فهي ظاهرة شائعة نسبيًا للأمهات في المستقبل، لكنها قد تكون مقلقة عند حدوثها بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مصحوبة بأعراض أخرى تتسبب في فقدان الوزن.
احذري من القيء المصحوب بفقدان وزنك
عادة ما يظهر الغثيان والقيء في وقت مبكر من الحمل، ويختفي في نهاية الثلث الأول من الحمل، لأسباب غير مؤكدة أهمها زيادة في مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG)، المسؤولة عن تكوين المشيمة، والتي يتم تحليل جرعتها مع اختبارات الحمل، حيث تقلل من الحركة الحويصلية والأمعاء وتبطئ عمل المعدة، ما يحافظ على الطعام لفترة أطول، بسبب الحساسية المتزايدة للأمهات اللاتي يعانين من الغثيان، ولكن لا داعي للقلق، طالما أن هذا الغثيان غير مصحوب بأعراض أخرى ولا يحدث في مرحلة متقدمة من الحمل.
ويصبح الغثيان والقيء في بداية الحمل مصدر قلق عندما يتسببان في فقدان الوزن بشكل كبير، أو منع الأكل أو الشرب، أو مقاومة الأدوية المضادة للقيء التي يجب تناولها بعد استشارة أخصائي الرعاية الصحية، وإذا لم يكن هذا الغثيان صباحًا وله عواقب وخيمة على صحة المرأة الحامل، فمن المحتمل أنها تعاني من التقيؤ الحملي، وهو اختلاط يصيب 2 إلى 3٪ من النساء الحوامل ثلاثة أشهر من الحمل ويختفي عادةً بعد ذلك، وفي حالات نادرة قد يستمر لفترة أطول، ويمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في تلف الكبد الشديد، ثم تنكس أنسجة الكبد.
ولكن خذي حذرك عندما يُضعف القيء المرأة الحامل وأفقد وزنك يوصي بدخول المستشفى، لاحتمالية نقص البوتاسيوم بعد فحص الدم، ولاحتمالية أن يكمن العلاج في تمرير محلول ملحي وفيتامين ب 1 والسكر، ما يكفي لترطيب المرأة الحامل التي أضعفتها العاصفة والقيء المتكرر، قبل إعادة إدخال الطعام عن طريق الفم.
التهابات خطيرة وتشوهات
بعد الشهر الرابع من الحمل ليس من الطبيعي أن تعاني من تكرار الغثيان والقيء، والذي لم يعد من الممكن تصنيفه على أنه مجرد عرض من أعراض الحمل، باستثناء الحالات الاستثنائية التي يعاني فيها أقارب المرأة الحامل من التهاب في المعدة والأمعاء، لذا من الضروري التحقق أن القيء في أثناء الحمل ليس علامة على مرض خطير، كضغط الدم المرتفع أو المنخفض، وأمراض تسمم الحمل، حيث ترفض الأم الحامل المشيمة. والحمى، والارتباك، وآلام البطن، والإسهال أو النعاس بمثابة أعلام حمراء للطبيب، يمكن أن تسبب بعض التشوهات، مثل أمراض المشيمة التي يتم اكتشافها من خلال فحص الحوض، فلا تترددي في استشارة الطبيب لتبديد أية مخاوف، فمن المهم التشاور في أقرب وقت ممكن لتحديد السبب والتأكد من أنها ليست بسبب عدوى أو مرض من شأنه أن يعرض صحة الأم والجنين للخطر.