الأحد 5 مايو 2024

يفتتحه الرئيس بعد تطويره.. متحف البريد يوثق تاريخ أعرق مؤسسات «البوستة» بالعالم

متحف البريد المصري

تحقيقات6-7-2022 | 10:34

أماني محمد

يشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، افتتاح عدد من مشروعات مصر الرقمية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من بينها مشروع تطوير متحف البريد المصري، الذي يوثق تاريخ البريد في مصر منذ إنشائه عام 1886 حتى الآن حيث يضم الكثير من المقتنيات المتعلقة بتاريخ البريد المصري وتطوره عبر العقود.

وتم تطوير المتحف خلال الفترة الماضية وتطوير سبل العرض فيه ليعد إضافة جديدة لقطاع المتاحف في مصر يوثق تاريخ واحدة من أعرق مؤسسات البريد في العالم وهو البريد المصري، الذي شهد عبر السنوات تطورا كبيرا وتوسع في خدماته، ويصبح المتحف توثيقا لكل تلك التطورات عبر العقود.

تاريخ متحف البريد المصري

وتعد هيئة البريد من أعرق المؤسسات المصرية، حيث كانت مصر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تنشئ مصلحة خاصة بالبريد، وتصدر طوابع بريدية خاصة بها، وذلك عندما انتقلت ملكية البوسطة الأوروبية الخاصة إلى الحكومة المصرية في الثاني من يناير عام 1865 بقرار من الخديوي إسماعيل لإنشاء "البوسطة الخديوية المصرية".

ثم في عام 1931 أمر الملك فؤاد الأول بنقل مصلحة البريد من الإسكندرية إلى القاهرة، وتم اختيار هذا المبنى بالعتبة لكي يكون المقر الرئيس للبريد في القاهرة؛ نظرا لموقعه الفريد بجانب الأوبرا، وحديقة الأزبكية، وتم إضافة طابقين للمبنى وقبة في الواجهة الرئيسية.

كما أمر بإنشاء متحف للبريد يشغل قاعتين، وبهو لكي يكون جاهزاً للافتتاح بمناسبة استضافة المؤتمر العاشر لاتحاد البريد الدولي في مصر عام 1934، ليحكي من خلال قاعاته تاريخ البريد في مصر، وإصدارات الطوابع البريدية ومجموعات الطوابع الخاصة بالملك.

وجمع المتحف كل مكونات وأعمال وتاريخ البريد منذ إنشائه ليكون عنوانا على تقدمها ورقيا، وبالفعل بدأت مصلحة البريد في إنشاء متحفها فأعدت له جناحًا في الطابق الأول من إدارتها العامة بميدان العتبة الخضراء بالقاهرة سجلت محتوياته بدليل طُبع بالمطابع الأميرية عام 1934 باللغتين العربية والفرنسية، وسار في تنسيقه على هدي متاحف البريد الأوروبية.

كما اهتمت المصلحة بافتتاح المتحف قبل انعقاد مؤتمر البريد العالمي العاشر بمدينة القاهرة في فبراير عام 1934 حتى يستطيع مندوبو البلدان المشاركة مشاهدته فيكون خير دعوة للبريد المصري، وقد تم افتتاحه رسميًا للجمهور في 2 يناير 1940 بعد استكمال أدواته ومعروضاته، وقد تم تجديده في 7 فبراير 1989.

مقتنيات متحف البريد المصري

يضم متحف البريد المصري العديد المقتنيات المتعلقة بتاريخه، قُسمت إلى أقسام، وهي القسم التاريخي الذي يضم النماذج الخاصة بتطور الكتابة والرسالة والأغلفة في مختلف العصور القديمة والحديثة  مثل لوحة نارمر ومحابر من العهد الفرعوني والروماني والقبطي، وأوراق بردي وتمثال للكاتب في عهد الدولة القديمة والحديثة، ونماذج من بعض الرسائل والخطابات في عصور مختلفة كرسالة العصا ورأس الجندي، كما يضم وثائق كثيرة كعقد امتياز شركة البوستة الأوربية وأول منشور لمصلحة البريد في عهدها الحكومي.

وكذلك قسم المؤتمرات: يضم صورًا فوتوغرافية للدكتور ستيفن مؤسس اتحاد البريد العام، وصورًا لأعضاء مؤتمرات البريد الدولي في برن عام 1874 حتى مؤتمر استوكهلم عام 1924، ومعاهدة البريد العامة والاتفاقيات الملحقة بها لكل مؤتمر، أما قسم أدوات البريد يشتمل على مجموعات متنوعة من السنج والموازين والحقائب البريدية ومحافظ الطوابع والحوالات وضواغط الرصاص والأختام القديمة والحديثة وصناديق خطابات ميكانيكية وعادية.

وقسم الملابس الذي يشتمل على أنواع مختلفة من الملابس لكبار الموظفين ولرؤساء الأقسام والموزعين وشارات مختلفة قماشية ونحاسية وعلامات للطوافة، وقسم المباني يشمل نماذج مصغرة لبعض المباني البريدية كمصلحة البريد بالقاهرة ومكتب بريد بورسعيد وبورفؤاد ونموذج لمكتب بريد قروي ونموذج مصغر لقلم توزيع لمراقبة بريد القاهرة.

وقسم الخرائط والإحصاء ويشتمل على خرائط ورسومات بيانية وإحصائية تظهر تطور أعمال المصلحة من مراسلات مسجلة وعادية وحوالات داخلية وخارجية وطرود، وكذلك قسم النقل الذي يشتمل على نماذج متعددة لوسائل نقل البريد قديمة وحديثة من عربات خشبية وحديدية وموتوسيكلات وسكة حديد وبواخر لنقل البريد.

أما قسم الطوابع يشتمل على مجموعات من الطوابع المصرية والأجنبية وإكليشهات وقوالب وألواح لصنع طوابع، وكذلك مجموعة من نماذج خطوات العمل في صنع طوابع البريد بمصلحة المساحة .. كما يضم تصنيفا فريدا لمجموعات الطوابع لكل من البريد الأوروبي والبريد الأفريقي والبريد الأسيوي والبريد الأمريكي والبريد الأسترالي.

وقسم البريد الجوي يشتمل على نماذج مختلفة من الحمام الزاجل ونماذج لبعض الطائرات مهداة من شركة الطرق الجوية الإمبراطورية وشركة خطوط الطيران الهولندية، ونموذج لأول خطاب ورد إلي الإسكندرية من لندن في 17 أغسطس عام 1929، وأول خطاب بالبريد الجوي أرسل إلى كراتشي من البريد المصري بالخط الجوي بين القطر المصري والهند.

أما القسم الأجنبي يشتمل على مجموعة صور لمباني ومتاحف بعض الإدارات البريدية الأجنبية، وبعض الأدوات المستخدمة بتلك الإدارات.