الأحد 30 يونيو 2024

من الأمية لزعيمة سياسية.. امرأة صومالية هزمت ثالوث الفقر والجهل والحرب

9-2-2017 | 19:05

لا تهاب التهديدات التى تعرضت لها، ولم يقصم ظهرها ثالوث الفقر والجهل والحرب، فأصبح نموذجًا يقتدى به بين بنى جلدها، ليس فقط على مستوى بلدها بل على مستوى قارتها السمراء التى تعانى الأمرّين، هى فاطمة قاسم طيب، السياسية الصومالية التى نافست على مقعد رئيس جمهورية الصومال فى الانتخابات الرئاسية، وفاز فيها محمد عبد الله فرماجو، أمس الأربعاء.
فاطمة طيب وُلدت فى منتصف السبعينيات بكينيا لأبوين أميين، وقد قاست فى حياتها كثيرا، طوال فترة طفولتها تتحرك باستمرار بين كينيا والصومال، ونشأت بين أحضان أسرة تعانى ماديًا فضلًا إلى قسوة التشتت واللجوء.
كانت تتحرك باستمرار ذهابًا وإيابًا بين كينيا والصومال، حيث تم ترحيلها مع أسرتها من كينيا عام 1980، وعادت فاطمة وأسرتها إلى موطنها "الصومال"، و كان يرافقها الأمية والجهل والفقر فى كل تحرك، وبعدما قضت فترة كبيرة من طفولتها بالصومال نشبت الصراعات القبلية والحروب الأهلية فى مطلع التسعينات إلى أن هاجرت مع أسرتها إلى فنلندا.
لم تجيد فاطمة القراءة والكتابة حتى الرابعة عشرة من عمرها، وبعدها ضاعفت جهدها فى التعليم حتى التحقت بكلية التمريض جامعة فنلندا، وحصلت منها على الماجستير فى علوم الرعاية الصحة، على شهادة الماجستير فى علوم الإدارة من جامعة "يوفاسكولا" الفنلندية، وحصلت على منحة للدراسة بالولايات المتحدة، فالتحقت بجامعة هارفارد وحصلت على ماجستير فى الإدارة العامة، إضافة إلى برامج الترشح لمنصب وإدارة الحملات، وأيضا مرشحة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة هيلسنكى فى شئون المرأة والسلام والأمن.
فاطمة زوجة وأم لأربع أولاد، وعلى الرغم من الصعوبات التى واجهتها فى البداية، إلا أنها تعد الآن واحدة من السيدات النشطة فى مجال العمل الإنسانى والسياسى، وفى أثناء دراستها بالكلية كانت تعمل فى أحد المستشفيات إلى جانب تطوعها فى مساعدة اللاجئين الصومالين فى الترجمة وتعلم اللغة، بالإضافة إلى ذلك فهى عملت مع الأمم المتحدة فى مجموعة من المشاريع الموجهة نحو الصومال .
تعرضت فاطمة لتهديدات من جماعة الشباب الصومالية، لكونها امرأة مرشحة لرئاسة دولة الصومال، واختار أعضاء مجلسى النواب والأعيان محمد عبد الله فرماجو رئيسا للبلاد من بين 23 مرشحًا يتنافسون على المنصب.