الجمعة 17 مايو 2024

مغامرات ومسدسات نجوم الفن في الصيف

محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم

فن7-7-2022 | 22:42

خليل زيدان

دأبت مجلة الكواكب على رصد أحوال نجوم الفن في كل الفصول، ويعد فصل الصيف من أكثر الفصول أحداثا وطرائف، فبعض النجوم يهرعون إلى المصايف الأوربية وأغلبيتهم يذهبون إلى المصايف المصرية، وإن كانت كوكب الشرق قد لجأت إلى بعض المصايف الأوربية في أول حياتها أو في منتصف الخمسينيات، فقد كان ذلك من أجل العلاج أولا ثم الإستجمام ثانيا، ويحسب لها أنها كانت دائما تقضي أسابيعا في مصيف رأس البر حتى اشتهر ذلك المصيف بأنه مصيف أم كلثوم .

نرصد بعض طرئف نجوم الفن في الصيف حسبما جاء في عدد الكواكب الصادر في 5 يوليو 1955.

مختار باع المسدس

تحت عنوان "ذكريات الصيف في أوربا.. طبيب لأم كلثوم ومسدس لفريد الأطرش" سردت الكواكب تلك الذكريات وبدأتها بطرفة رواها الفنان مختار عثمان عن الفنان يوسف وهبي، فقال أن وهبي كان يحرص على السفر إلى أوروبا لقضاء فصل الصيف رغم الأزمة التي استبدت بالمسرح وانخفاض إيراداته، وكان وهبي أعزبا، أما مختار فقد كان يبحث عن حب قديم، وكان لا يملك إلا عدة جنيهات يدخرها ثمنا لتذكرة الباخرة التي ستعيده إلى مصر، فلما التقى بيوسف وهبي طارت تلك الجنيهات، وأصبح الإثنان على فيض الكريم.

تضايق وهبي من تلك الحالة وغادر الفندق بحثا عن المال، ولما عاد بخفى حنين قرر أن ينتحر ويتخلص من تلك الحياة المملة، ودخل وهبي إلى حجرته بالفندق يبحث عن المسدس، فلم يجده.. وأخيرا عرف أن مختار أخذ المسدس وباعه لأحد الفرنسيين ليسدد بعض النفقات بثمنه.

فريد تحت التهديد

لم يكن فقط ذلك المسدس هو الموجود في الذكريات، بل هناك مسدسا آخر تعامل معه الموسيقار فريد الأطرش بذكاء، فقد كان دائم السفر إلى أوروبا في فصل الصيف ليعرض نفسه كل عام على طبيب كان قد أجرى له عملية جراحية في إحدى عينيه، وفي صيف 1950 كان فريد يقضي كعادته عدة أيام في فندق صغير تحيط به حديقة واسعة ولا ينول به إلا المصطافون الذين ينشدون الراحة والهدوء.

وكانت تدير هذا الفندق فتاة جميلة، وفي الوقت نفسه كانت تتولى التدريس في المدرسة الخاصة بمديري الفنادق في باريس، وأعجب فريد بتلك الفتاة وبأسلوبها في معاملة النزلاء فأغدق عليها بالهدايا التي يعبر بها عن تقديره لها لحسن معاملتها.. ولما حان وقت رحيله فوجئ بتلك الفتاة تقتحم حجرته وقد أمسكت بمسدس في يدها وهددته بأنها ستقتل نفسها لو فكر في الرحيل، فقد وقعت في غرامه ولا تستطيع فراقه.

ارتعد فريد من الخوف وبحسن لباقته بدأ يقنعها بالعدول عن الانتحار، وأقنعها بأنه سيسافر وحده إلى باريس ليقضي بعض الأعمال ويعود إليها بعد ذلك.. وغادر فريد الفندق، بل وغادر فرنسا كلها إلى سويسرا ليقضي بقية الصيف هناك.

ملابس شتوية في الصيف

أما الموسيقار محمد عبد الوهاب فقد كان يقضي بضعة أسابيع في باريس كل عام في الصيف، ويعود بعدها إلى القاهرة ليستأنف نشاطه، وقد حرص في سفرياته الأخيرة على اصطحاب حقيبة مليئة بالملابس الشتوية، وقد لا يفتحها عبد الوهاب، ولكنه يحرص على وجودها دائما معه بعد الذي تعرض له في صيف 1947،  فقد سافر إلى باريس في ذلك العام وعند وصوله شعر ببرودة الجو، فبدأ يبحث عن ملابس ثقيلة ولم يجد، فأرسل إلى أهله يطلب منهم إرسال ملابس ثقيلة له، فجمعوا ملابسه الشتوية وأرسلوها له، وعندما وصلت إليه الحقيبة كان الجو قد اعتدل بعد أن تكلف إرسال الحقيبة أكثر من 40 جنيها آنذاك.

طبيب لأم كلثوم

كانت أم كلثوم دائمة السفر إلى أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية، ثم سافرت ثلاث مرات بعدها طلبا للعلاج والإستشفاء، وقد حدث أن سافرت عام 1937 مع شقيقها الشيخ خالد إلى أوروبا، ومعهما سيدة تجيد اللغة الفرنسية لتتولى الترجمة لأم كلثوم، وكانت وقتها لا تجيد أم كلثوم الفرنسية بقدر ما أجادتها بعد ذلك .. ونزلت ثومة في أفخم فندق في باريس، وذات ليلة جلست في الشرفة الملحقة بحجرتها لتستمتع بالمناطر الخلابة التي يطل عليها الفندق.

تفتحت نفس أم كلثوم للغناء في تلك الليلة مع تلك الطبيعة الساحرة، فأخذت تدندن بصوت منخفض.. ومع اندماجها نسيت نفسها وارتفع صوتها بالغناء، واجتمع تحت شرفتها جميع نزلاء الفندق ينظرون بدهشة إلى تلك السيدة التي تصرخ بكلام غير مفهوم، وفوجئت أم كلثوم بطبيب الفندق يدخل عليها ومعه حقيبته وسألها ماذا بها.

اعتذرت أم كلثوم وأخبرته بأنها كانت تنشد إحدى أغنياتها.. وفي اليوم التالي كان كل أبناء الجالية العربية يعسكرون تحت شرفة حجرة أم كلثوم.

بقي أن نؤكد أن موقف أم كلثوم الذي حدث عام 1937، قد تكرر في صيف عام 1953، عندما ذهبت إلى رحلة العلاج في أمريكا، وحرصت أن تقيم في مبنى ممتلئ بالجاليات العربية، وبعد تلقيها جرعات العلاج كان عليها أن تختبر صوتها وتبدأ في غناء بعض المقاطع لترى هل للعلاج تأثير على حنجرتها أم لا.. وفي إحدى الليالي اترفع صوتها بالغناء، فاعتقد سكان المبنى والمبنى المجاور أن هناك عاشقا لأم كلثوم يدير أسطوانتها بصوت مرتفع.. فلما تجمعوا وذهبوا إلى ذلك الشخص وطرقوا بابه وجدوا أم كلثوم بنفسها أمامهم فهللوا فرحين ولم يصدقوا أنفسهم.