الجمعة 27 سبتمبر 2024

«ناسا» تنشر المجموعة الصور الكاملة| ماذا بعد ظهور أول أعمق وأدق صورة للكون؟.. اليوم

أعمق صورة للكون

تحقيقات12-7-2022 | 13:17

أماني محمد

نشرت وكالة ناسا الفضائية الدولية، الصورة الأولى من تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا هي أعمق وأدق صورة بالأشعة تحت الحمراء للكون البعيد حتى الآن، حيث تُعرف هذه الصورة لمجموعة المجرات SMACS 0723، المعروفة باسم الحقل العميق الأول للتلسكون Webb، بالتفاصيل وهي الصور الأولى لتلسكوب جيمس ويب الفضائي.

وقد أظهرت الصورة آلاف المجرات بما في ذلك أضعف الأجسام التي لوحظت في الأشعة تحت الحمراء في عرض ويب لأول مرة، موضحة أنه تغطي هذه القطعة من الكون الشاسع رقعة من السماء بحجم حبة الرمل التي يحملها شخص ما على الأرض بطول ذراع.

وفي الصورة تظهر المجرات البعيدة كبقع متوهجة لامعة في صورة تلسكوب "ويب" هذه، وبعضها ملطخ بعدسة الجاذبية؛ تبدو النجوم الأمامية ساطعة مع طفرات حيود سداسية الرؤوس، بسبب شكل مرايا ويب، موضحة أنه تم إصدار الصور الأولى من أكبر وأقوى تلسكوب فضائي في العالم واحدة تلو الأخرى، وستُظهر التلسكوب Webb بكامل قوته.

صور جديدة اليوم

ومن المتوقع أن تصدر وكالة ناسا، بالشراكة مع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة الفضاء الكندية (CSA)، المجموعة الكاملة من أول صور ويب كاملة الألوان وبيانات التحليل الطيفي خلال بث متلفز يبدأ في الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:30 بالتوقيت العالمي المنسق) ) اليوم الثلاثاء 12 يوليو من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيلت بولاية ماريلاند.

ومن المرتقب أن يجري العلماء باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي أبحاثًا لتغيير المفاهيم السابقة من خلال النظر بعمق في عالم الأشعة تحت الحمراء غير المرئي بمزيد من التفاصيل أكثر من أي وقت مضى.

وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن هذه الخطوة ستحدث ثورة في فهمنا لكل فرع من فروع الفيزياء الفلكية تقريبًا وذلك بدراسة جيراننا الكواكب إلى الكشف عن الضوء من النجوم الأولى، المنبعثة منذ أكثر من 13 مليار سنة، ومع ذلك، حتى مع الجدولة الأكثر حرصًا، فمن المستحيل ببساطة تنفيذ كل ما يحلم به علماء الفلك إلا أنها ستشكل مستقبل الفيزياء الفلكية لعقود قادمة.

لقد تم تخصيص برنامجين يستخدمان تلسكوب جيمس ويب لرصد  حقل هابل شديد العمق (Hubble Ultra-Deep Field)، وهي بقعة صغيرة من السماء تبدو فارغة وقد كشف تلسكوب هابل الفضائي أنها مليئة بآلاف المجرات، بعضها يبلغ عمره 13 مليار سنة، يامل العلماء في اكتشاف العشرات من المجرات النادرة التي كانت مخبأة سابقًا مع وجود ثقوب سوداء نشطة في مراكزها، وهي إضافات مثيرة للحقل الذي أثر بالفعل بشكل كبير فهمنا لتطور المجرات.

 

تلسكوب جيمس ويب

ووفقا للجمعية الفلكية بجدية، فإنه يتمتع تلسكوب جيمس ويب بقدرة استثنائية على دراسة الغلاف الجوي للكواكب الصخرية الصغيرة العابرة بالتفصيل، مما سيمكّن العلماء من معرفة تكوينها ودرجة حرارتها وما يعنيه هذا بالنسبة لإمكانية وجود الحياة.

وأضافت سيقوم العلماء بدراسة الكواكب b و e من نظام (ترابست -1 )، ضمن سبعة كواكب صخرية تدور حول نجم قزم أحمر صغير بارد على بعد 40 سنة ضوئية فقط في كوكبة الدلو، موضحة أنه يعتبر الكوكب (ترابست -1 e) هدفًا مهما، حيث يوجد في المنطقة الصالحة للسكن حول النجم، حيث تكون درجات الحرارة مناسبة لوجود الماء السائل على سطحه.

أما بالنسبة للعوالم في نظامنا الشمسي، سيستخدم تلسكوب ويب لاستكشاف الأقمار الجليدية (يوروبا) أحد أقمار المشتري و(إنسيلادوس) أحد أقمار زحل، حيث سيتم البحث عن أدلة حول ما يكمن تحت قشورها المتجمدة، بما في ذلك علامات الفتحات الحرارية المائية المغمورة، والتي لها آثار مثيرة للاهتمام على الحياة.

إضافة لذلك يوجد مشروعات استكشافية ذات أولوية عالية مصممة لمساعدة العلماء على تعلم كيفية استخدام أجهزة تلسكوب جيمس ويب، بالإمكانات الكاملة للتلسكوب، ستختبر هذه المشاريع أجهزة وتكوينات وأنماط تلسكوب جيمس ويب المختلفة من خلال مراقبة مجموعة من الظواهر الفيزيائية الفلكية.

سيفحص العلماء الغلاف الجوي لـ 11 كوكبًا صخرية عملاقة (كواكب أكبر من الأرض وعلى عكس أي شيء في نظامنا الشمسي) لفهم أصل غلافها الجوي وكيفية مقارنتها بالكواكب الصخرية في مجموعتنا الشمسية، وسيتم التركيز على الكواكب الصخرية حول النجوم القزمة الحمراء الصغيرة، كما سيقوم العلماء كذلك بإجراء ثلاثة عمليات مسح عميقة للكون لإحداث ثورة في فهمنا لكيفية تشكل المجرات الأولى وتطورها إلى مجرات عملاقة نراه اليوم.

وأكدت الجمعية أنه بشكل عام كل هذه البرامج التي سوف يستهدفها تلسكوب جيمس ويب هي لمناطق من السماء تمت دراستها بالفعل بواسطة التلسكوبات التي تعمل على أطوال موجية أخرى من الضوء، من الأشعة السينية إلى موجات الراديو.

وسيرصد تلسكوب جيمس ويب جميع الكواكب الخارجية (المريخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون) وعشرات من الكويكبات والمذنبات، مما يحسن بشكل كبير فهمنا لكيفية تشكل النظام الشمسي، وكذلك إذا سنحت الفرصة سيدرس أيضا الأجسام التي جاءت إلينا من بين النجوم، مثل أومواموا أو المذنب بوريسوف، مما يوفر للعلماء نظرة جديدة للظروف في الأنظمة النجمية الأخرى.