الأربعاء 26 يونيو 2024

تعكس التوجه الأمريكي الجديد.. «قمة جدة» تكتسب أهمية خاصة بما تتضمنه من قضايا

قمة جدة

تحقيقات16-7-2022 | 15:45

إسراء خالد

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، في «قمة جدة» في إطار حرص مصر على تطوير الشراكة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية على نحو يلبي تطلعات ومصالح الأجيال الحالية والقادمة من شعوب المنطقة، ويعزز من الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، وكذلك التشاور والتنسيق بشأن مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، فضلاً عن تدعيم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة مع جميع الدول المشاركة بالقمة.

وذكر دبلوماسيون، أن قمة جدة تكتسب أهمية خاصة وتأتي في إطار جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة العربية، إذ تعد المرة الأولى التي يلتقي بها الرئيس الأمريكي بهذا العدد من الزعماء العرب، بالإضافة إلى ما تضمنته القمة من لقاءات ثنائية، ومنها اللقاء الذي يجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي بايدن والتي تعكس قوة العلاقات المصرية الأمريكية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، بصرف النظر عن شخص الرئيس الأمريكي والحزب الذي ينتمي إليه.

قمة جدة تكتسب أهمية خاصة

في هذا السياق، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قمة جدة تكتسب أهمية خاصة وتأتي في إطار جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة العربية، إذ تعد المرة الأولى التي يلتقي بها الرئيس الأمريكي بهذا العدد من الزعماء العرب.

وأوضح بدر الدين، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن قمة جدة تكتسب أهميتها من حيث التوقيت، والقضايا التي تتناولها، إذ تطرح قضايا متعددة ذات الاهتمام الثنائي المشترك بين الدول العربية والأمريكية، وغيرها من القضايا التي تكتسب أهميتها في ظل التغيرات التي شهدها النظام الدولي العالمي، فبدأت تظهر قوى جديدة، ولم يعد النظام الدولي يعبر عن إحادية قطبية فقط وأن تتحكم دولة واحدة في كافة قراراته، بل أصبح يوجد ما يعرف بـ «تعددية الأقطاب».

وأشار إلى أن قمة جدة تمتاز أيضًا بما تتضمنه من لقاءات ثنائية، ومنها اللقاء الذي يجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي بايدن والتي تعكس قوة العلاقات المصرية الأمريكية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، بصرف النظر عن شخص الرئيس الأمريكي والحزب الذي ينتمي إليه، مضيفًا: «العلاقات المصرية الأمريكية قوية مع اختلاف الرؤساء وأحزابهم فكانت العلاقات جيدة في عهد القيادة الأمريكية السابقة والتي كانت تنتمي للحزب الجمهوري، والآن العلاقات أيضًا جيدة في ظل انتماء القيادة الحالية للحزب الديموقراطي ومن المتوقع أن تزداد العلاقات قوة ورساخة».

ونوه إلى إشارة الرئيس الأمريكي بايدن خلال لقاءه مع إسرائيل إلى أمن إسرائيل ودمجها في المنطقة العربية أي أن تحسين علاقات إسرائيل مع الشرق الأوسط بمثابة مزايا تمنحها أمريكا لها، ولكن على الطرف العربي فما المقابل الذي سنحصل عليه من أجل تحسين العلاقات مع إسرائيل؟

وأضاف أستاذ العلوم السياسية: «المقابل أو المزايا التي يمكن أن تُمنح للعرب تتضمن إيجاد حل للقضية الفلسطينية وسد النهضة والمشاكل المتفجرة في المنطقة خاصًة الملف اليمني».

التوجه الأمريكي نحو المنطقة العربية

ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن قمة جدة تعكس ما نشهده الآن من توجه أمريكي جديد نحو المنطقة العربية وهو ما يعد بمثابة تصحيح لمسار العلاقات المصرية الأمريكية.

وأوضح العرابي، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن قمة جدة تضمنت لقاءً ثنائيا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن، والتي تمثل دفعة جيدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية عرضت موقفها تجاه كافة القضايا بالمنطقة وفقًا لمواقفها الثابتة والمعروفة، ومن المنتظر أن تؤتي قمة جدة بثمار إيجابية على العلاقات المصرية الأمريكية في المستقبل القريب.

وفيما يتعلق بإعلان الرئيس الأمريكي رغبته في تحسين علاقات إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط، أكد وزير الخارجية الأسبق أن هذا مجرد عنوان طرحه الرئيس بايدن وليس بالضرورة أن يحظى بالتطبيق العملي خلال تلك الزيارة، فالأمر يتطلب العديد من الإجراءات ووقت طويل وشروط خاصة أهمها إحداث تقدم في القضية الفلسطينية.

قمة جدة

جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قدم في قمة جدة، مقاربة شاملة تتضمن 5 محاور للتحرك في القضايا ذات الأولوية خلال المرحلة المقبلة.

وأشار في كلمته بقمة جدة بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى أن المحور الأول يتعلق بالانطلاق نحو المستقبل استنادًا على الاستفادة من تجارب الماضي خاصة فيما يخص الأزمات الممتدة، مطالبًا بتسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية.

ولفت الرئيس إلى أن المحور الثاني يتعلق ببناء المجتمعات من الداخل على أسس الديمقرطية واحترام حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن المحور الثالث مرتبط بالأمن العربي، كونه جزءا واحدا لا يتجزأ، كما وأضح أن المحور الرابع يتعلق بضرورة مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

فيما يتعلق المحور الخامس بتعزيز التعاون الدولي المشترك من أجل مواجهة الأزمات والتحديات التي يعاني منها العالم بأسره في مقدمتها أزمتي الطاقة والغذاء.