الأحد 5 مايو 2024

في ذكرى رحيله.. الوصية الأخيرة للفنان حسين رياض

الفنان حسين رياض

فن17-7-2022 | 21:50

خليل زيدان

رغم أنه من الرعيل الأول في المسرح والسينما، وامتازت رحلته الفنية بالإبداع، وكانت أفلامه علامات مضيئة في تاريخ السينما إلا أن الفنان القدير حسين رياض بنفسه اعترف بظلم المخرجين له، ورغم استياؤه منهم إلا أن القدر أنصفه، فأدواره الجميلة راسخة قلوب محبيه.. في الذكرى السابعة والخمسين لرحيله نكشف الأسرار ومنها وصيته قبل مماته ونرصد اللحظات الأخيرة في حياته.

أدوار بلا سيناريو

في حوار باسم له بمجلة الكواكب عدد 4 فبراير 1964، أكد حسين رياض أنه بصدد نشر مذكراته في كتاب قريبا، فقد كتبها منذ 18 عاما، ورغم روعة أدواره التي نستمتع بها كلما رأينا فيلما له، إلا أنه صرح في حواره أنه غير راضِ عن معظم أعماله، لأنه وصل إلى مرحلة الإستياء من المخرجين بعد هذا العمر والمشوار الطويل، فالمخرج يتصل به ليطلبه للمشاركة في فيلم ما، فيطلب رياض السيناريو ليعرف أبعاد دوره، فيقول له المخرج بعد يومين، ثم يخلف وعده، وإذا أصر رياض على قراءة السيناريو يسند المخرج الدور إلى ممثل غيره بربع أجر حسين رياض.

ثلث أجر تلاميذه

لم يتوقف استياء حسين رياض في حواره مع الكواكب عند ذلك الحد، بل أكد أن المنتج يبيع الفيلم بإسم البطل والبطلة، اللذان هما من تلاميذ حسين رياض، وأن البطل الشاب يتقاضى 3 آلاف جنيه عن الفيلم، لكن المنتج يتفق مع رياض على ألف جنيه وعند القبض يجده ينقص مائة أو مائتان، وهذا المبلغ لا يفي بالتزاماته المادية، لأنه حسب قوله يشارك أحيانا في عام واحد في عشرة أفلام وعام آخر يشارك فقط في فيلمين.

عقدة نقص المياه

وصرح رياض في حوراه بأنه لا يمكنه أداء دوره بارتياح وبراعة على المسرح دون أن يكون هناك كوب من الماء يخفيه عن أعين الجمهور، ووجود الماء أمامه يجعله يشعر بالإطمئنان، أما في عدم وجوده فإنه يتلجلج ويضطرب، وعادة هو لا يشرب كوب الماء المخفي، بل فقط بمجرد إلقاء نظرة عليه بين الحين والحين يمكنه التمثيل بارتياح، والسبب في ذلك موقف تعرض له أثناء سفره عبر الطريق الصحرواي بين دمشق وحلب وكان معه أحمد علام وحلمي رفله، وكانت الرحلة تستغرق سبع ساعات، وتعطلت السيارة فعاد السائق إلى دمشق ليحضر سيارة أخرى، واكتشفوا عدم وجود الماء معهم في تلك الصحراء وجوها الحار، فاضطر حسين رياض إلى أن يزيل الرمال من بعض الظلط ويلحسه من شدة العطش.

سقطة مفاجئة

ظل الفنان حسين رياض يثري السينما والمسرح والتليفزيون بروائع أدواره حتى أيامه الأخير، فقبل أن يرحل بستة أيام كان يتحرك على خشبة مسرح الأزبكية بحيوية إبن العشرين، وهو يؤدي بروفات إحدى المسرحيات، وفجأة خانته قدماه فسقط فاقدا الوعي، وعلى الفور تم استدعاء الطبيب مصطفى نيازي الذي شخص الحالة بأنها أزمة قلبية، وكانت أول مرة تداهم حسين رياض صاحب الـ 65 عاما، فقد أكد للكواكب أنه مواليد 13 يناير عام 1900، ونصحه الطبيب بعدم الحركة وزوده بتنفس صناعي بالأكسجين.

الوصية الأخيرة

أمضى حسين رياض أيام قليلة في الفراش، عبر فيها عن استياؤه من رقدته، فهو لا يحب الراحة كما أوصاه الطبيب، ويبدو أنه شعر بدنو أجله، ففي السابعة و28 دقيقة من صباح يوم 17 يوليو 1965، أبلغ إبنه النقيب رجاء وزوج إبنته الكبرى ممدوح بوصيته الأخيرة، وهي أن يشيع جثمانه بعد الصلاة عليه في جامع عمر مكرم بميدان التحرير بعد 24 ساعة من وفاته .. ثم أسلم الروح في السابعة والنصف، أي بعد دقيقتين من وصيته.

وبالفعل شيعت جنازة عملاق المسرح والسينما الفنان حسين رياض من مسجد عمر مكرم في جنازة مهيبة كان على رأس الحضور فيها الفنان يوسف وهبي وشقيقه الفنان فؤاد شفيق .. أما عن آخر أدواره في السينما فكان فيلم "ليلة الزفاف" الذي عرض بعد 10 أشهر من رحيل حسين رياض، والفيلم الأخير الذي عرض له على الشاشة في حياته كان فيلم "أغلى من حياتي" مع شادية وصلاح ذو الفقار.  

  

حسين رياض وعقيلة راتب في لقطة من فيلم دايما في قلبي

دوره الأخير الذي عرض في السينما قبل رحيله فيلم أغلى من حياتي