الثلاثاء 14 مايو 2024

بعد واقعة طفلة أسيوط.. كيف نحمي الأطفال من جرائم التحرش والاعتداء عليهم؟

واقعة طفلة أسيوط

تحقيقات18-7-2022 | 15:52

أماني محمد

أثارت واقعة طفلة أسيوط حالة من الغضب لدى الرأي العام المصري خلال الساعات الماضية، حيث تعرضت الطفلة ملك صاحبة الـ5 سنوات لجريمة تعدي بمنطقةٍ لألعاب الأطفال بأسيوط وتبين أن مرتكب تلك الجريمة هو طفل عمره ثلاثة عشر عامًا.

وتولت النيابة العامة التحقيقات، في واقعة طفلة أسيوط، وسألت والدي الطفلة المجني عليها فشهدا بما روته لهما ابنتهما؛ إذ جاءتهما مصابة بمنطقة عفتها وأخبرتهما أنها بعد دخولها دورة المياه بمنطقة الألعاب المذكورة تعدى المتهم على موطن عفتها بيده، فبحثا عن الأخير في تلك المنطقة حتى تعرفت عليه المجني عليها وأشارت إليه، وهو ذات ما قررته الطفلة في التحقيقات، كما سألت النيابة العامة أربعة شهود أكدوا رؤيتهم المجني عليها بعد الواقعة وقد ظهر على جسدها آثار التعدي.

 

أسباب الجريمة

ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ما تعرضت له طفلة أسيوط هو مرض اسمه "البيدوفيليا"، وهو نوعين الأولى يستخدم فيها الجاني أصابعه في هتك عرض الضحية أو الملامسة الخارجية أما النوع الثاني العنيف يقوم على التعدي الكامل على الضحية بشكل عنيف، وهو اضطراب جنسي يبدأ من سن 14 عاما ويظل الإنسان مصابا به طوال العمر.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السبب في هذا الاضطراب هو إما الشعور بالنقصان تجاه الطرف الآخر أو أن مرتكب هذا الفعل قد تعرض لهذه الجريمة من قبل فيحاول تعويض ذلك في ضحية أخرى، مضيفا أن البعض يحاول تصوير ذلك على أنه نتيجة مرض عضوي نتيجة اضطراب في خلايا المخ.

وأكد أن المتهم في جريمة طفلة أسيوط هو طفل قاصر أيضا عمره 13 أو 14 عاما، وهذا الاضطراب بالفعل يبدأ في هذه المرحلة ويستمر مع الإنسان بقية حياته، موضحا أن التأثير النفسي لهذه الجريمة على الضحية يكون مدمرا وخاصة إذا اقترن بإصابات، لكن إذا كان بدون إصابات فيكون أسهل في التعامل معه ومحاولة نسيانه لكن هناك حاجة أيضا للإرشاد النفسي في تلك المرحلة.

 

روشتة لحماية الأطفال من التحرش

وأشار إلى أنه في حالة حدوث إصابات يحتاج الطفل الضحية إلى علاج نفسي مكثف حتى يتمكن من تخطي تبعات تلك الجريمة عليه، مضيفا أن حماية الأطفال من التعرض لحوادث الاغتصاب والتعدي يتطلب أولا التوعية من الوالدين وإرشاد الطفل بضرورة ألا يذهب مع أحد إلى مكان بعيد وألا يسمح لأحد بلمس أنحاء جسده أو يخلع ملابسه أمام أحد.

وطالب أيضا بضرورة توعية الأطفال بألا يذهبوا إلى أي مكان مع أي شخص غريب أو مكان بعيد، وفي حالة محاولة أي شخص الاقتراب من الطفل بشكل مفاجئ يصرخ ويستنجد بمن حوله ويطلب المساعدة في تلك الحالة، وكذلك بناء الثقة والمصارحة بين الآباء وأبنائهم حتى يصارحوهم في حالة تعرضهم لأي اعتداء أو تحرش حتى لا يخضعوا لأي محاولة ابتزاز أو تهديد.

وشدد على أهمية التوعية للأطفال وكذلك الأمهات حتى لا يقع الطفل ضحية للتحرش أو الاعتداء من أي شخص أكثر من مرة، موضحا أن 80% من التحرش بالأطفال يقع من الأهل والأقارب أو المعارف، فالأب والأم يعرفون الجاني ويتركون الطفل معه بأمان دون أن يدركوا ما يرتكبه هذا الشخص من اعتداء على الطفل لذلك ينبغي الحذر.

وأشار إلى أن هناك علامات تكشف تعرض الطفل لاعتداء جنسي أو تحرش من أي شخص منها الخوف الشديد عند رؤية شخص ما ويحاول الابتعاد عنه ويتمسك بها بقوة عند اقتراب هذا الشخص أو رؤيته وكذلك يرفض أن يذهب معه أو يبقى معه على انفراد، وكذلك شحوب الوجه عند رؤيته وحدوث اضطرابات في النوم والأكل لأن الشخص قد يقوم بتخويف الطفل وتهديده إذا أخبر أحدا من أسرته.

وأكد أنه عند ظهور هذه العلامات يجب الحذر عند ظهورها ويجب في تلك الحالة تقصي الأمر وسؤال الطفل لمعرفة ما يحدث وإنقاذ الطفل.

 

قرارات النيابة العامة

وقد انتقلت النيابة العامة إلى محل الحادث فعاينته واطلعت على ما سجلته آلات المراقبة المطلة عليه، وسألت المسئولين عن إدارة المكان فتبنيت تشغيله دون ترخيص، واستجوبت الطفل المتهم فيما نَسب إليه من اتهام فأنكر، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بإيداعه أسبوعًا بإحدى دور الرعاية، وندبت الطبيب الشرعي المختص لتوقيع الكشف الطبي على المجني عليها بيانًا لما بها من إصابات، وكيفية حدوثها، كما قررت تشكيل لجنة لفحص المنشأة محل الواقعة ومدى تشغيلها بترخيص من عدمه، وأمرت بحجز المدير المسئول عن المنشأة وقت الواقعة لحين ورود تحريات الشرطة، وجارٍ استكمال التحقيقات واستدعاء ذوي المتهم لسماع أقوالهم.

Dr.Radwa
Egypt Air