السبت 27 ابريل 2024

تحالف القيصر وآية الله يقود العالم لـ "شتاء غاضب"

مقالات21-7-2022 | 09:55

من غير المنتظر أن تضع المواجهة بين روسيا والغرب أوزارها في المستقبل القريب، لكن المواجهة تعيد رسم خريطة العالم من جديد، وتلقي بظلالها بشكل واضح على أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، على المستوي الاقتصادي، فإن استمرار العقوبات الاقتصادية على روسيا يدفعها لغلق محبس الغاز على دول الاتحاد الأوروبي خاصة خلال الشتاء المقبل، الذي وصفته مجلة "إيكونوميست" بـ "الشتاء الغاضب"، نظرا للنتائج المترتبة على إيقاف إمدادات الطاقة من الغاز الروسي. 


كما أن أسعار الطاقة ترتفع حاليا بشكل غير مسبوق متأثرة بحالة الحرب، فقد وصلت أسعار الغاز الطبيعي في العقود الآجلة تسليم أشهر الشتاء إلى 184 دولاراً للميجاوات في الساعة، يعني ذلك انهيار المصانع وزيادة كبيرة في فواتير الاستهلاك المنزلي للغاز والكهرباء، وغضب المواطن الأوروبي والأمريكي من حكوماتهم.


وعلي المستوي السياسي والدبلوماسي، بدأ كلا الطرفين في الاتجاه نحو منطقة الشرق الأوسط، فالغرب يرغب في تأمين منابع الطاقة وخفض أسعار البترول بهدف تخفيف حدة الأعباء الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم، والجانب الروسي يتجه نحو التحالف مع "امبراطورية آية الله" في إيران، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من اتمام المشروع النووي، الكارت الرابح في مواجهة الغرب وفق خططها الاستراتيجية، ويعد الكارت الأهم في مفاوضتها مع الولايات المتحدة.

 
 التليفزيون الرسمي الإيراني، أعلن الثلاثاء الماضي، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصل إلى إيران، في أول زيارة له خارج الاتحاد السوفيتي السابق منذ حرب أوكرانيا، لعقد قمة مع نظيريه الإيراني والتركي بخصوص الصراع السوري، بينما أكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك سوليفان، قبل زيارة بوتين بأسبوع على الأقل، أن هناك وفدًا روسيًا زار إيران مرتين على الأقل خلال الصيف، موضحا أن ذلك بهدف معاينة الطائرات المسيرة، لافتا إلى استمرار الاهتمام الروسي بامتلاك طائرات مسيرة إيرانية مقاتلة. 


وهو ما يؤشر في رأيي إلى أن زيارة بوتين قد تحمل بطياتها بحث تحالف عسكري غير معلن بين موسكو وطهران، كما تكشف تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض عن أن طهران تمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها، بدليل استعانة الجانب الروسي بها، إضافة إلى ذلك إعلان "بيني جانتس" وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي، من تعرضهم لتحدٍ أمني فيما يتعلق بالطائرات المسيرة التي تصنعها إيران وتهدد حقول الغاز، وهو ما يعني أيضا أنها تعد فارقا مهمًا في المواجهة بين الغرب وروسيا. 

الرئيس الأمريكي جو بايدن كتب خلال الشهر الماضي مقالا نشرته صحيفة نيويورك تايمز أشار فيه إلى أن بلاده "ستزود الأوكرانيين بأنظمة صاروخية وذخائر أكثر تطورًا، مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقّة أكثر أهدافاً أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا"، بينما ألمح نائب وزير الخارجية الروسي "سيرجي ريابكوف" إلى أنّ تلك الشحنات قد تزيد من خطر حدوث مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو. 


المراقب لتلك التحركات على الساحة الدولية، يمكنه أن يدرك ما يعيشه العالم من حالة حرب باردة بين عدة كتل، ربما تدفعها نحو حرب عالمية ثالثة في حالة استمرار حدة النتائج الاقتصادية التي أصبحت تطول العديد من دول العالم، وقد تؤدي إلى أزمة غذاء عالمية، ناهيك عن ما يحدث حاليا من تجاذب سياسي، بين الصين و الولايات المتحدة علي خلفية تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها. 


كل ما يحدث حاليا يؤشر إلى نظام عالمي جديد، خاصة في حالة بلورة تحالف ثلاثي يضم" القيصر الروسي والتنين الصيني ونظام آية الله الإيراني". 


وفي اعتقادي أن العديد من دول العالم تدفع ثمن صراع تلك المواجهات، من تزايد حجم التضخم، أسعار الغاز والبترول، الذي يهدد بانهيار الشركات والمصانع الكبرى، وبالتالي الدخول لأزمة اقتصادية عالمية ربما تكون الأكبر على مدار التاريخ الانساني، والدخول لمعترك حرب عالمية لا يعرف مداها إلا الله. 


أوروبا ستواجه شتاء غاضبًا من المحتمل أن يلقي ببرده القارس على قرارتها تحت ضغط حالة الاقتصاد وفقدان الوظائف لمواطنيها، فالتحالفات القادمة وتبادل الخبرات العسكرية بين أطرافها الذين يرزحون تحت ضغط العقوبات الاقتصادية قد يؤدي لمغامرات عسكرية أكثر وطأة من الأزمة الحالية التي تجتاح العالم، لديّ اعتقاد أن الأيام المقبلة سوف تكشف النقاب عن خطوات أكثر شراسة من جانب "القيصر وآية الله " على رقعة الشطرنج تستهدف تخفيف العقوبات الاقتصادية ورفع أسماء المنظمات الإيرانية من قائمة الإرهاب، لتصبح الكرة في ملعب الولايات المتحدة الأمريكية. 
 

Dr.Randa
Dr.Radwa