الأربعاء 15 مايو 2024

اليوم.. ذكرى رحيل جرجي زيدان مؤسس «مجلة الهلال»

في ذكرى رحيل مؤسس مجلة الهلال

ثقافة21-7-2022 | 11:35

عبدالله مسعد

في مثل هذا اليوم 21 يوليو من عام 1914 رحل عن عالمنا الأديب، والكاتب، والشاعر، والصحفي، والمدرس والوروائي ومؤسس مجلة الهلال جرجي حبيب زيدان.


ولد جرجي زيدان، في 14 ديسمبر عام 1861، في قرية عين عنب بجبل لبنان، وكان من أسرة فقيرة ، حيث كان والده يملك مطعمًا صغيرًا في تلك القرية، يتردد عليه الأدباء والمثقفين من بيروت، وكان يسعى والده لأن ينال جرجي الصغير قدر بسيط من التعليم، حتى يساعده في إدارة المطعم وحساباته.

هاجر جرجي زيدان إلى مصر والتحق بكلية الطب إلا أن ظروفه المادية وطول الدراسة جعلته يبحث عن عمل، فعمل في تحرير جريدة الزمان التي كان يملكها رجل أرمني الأصل وكانت هذه الجريدة هي الوحيدة في القاهرة بعد أن أوقف الاستعمار الإنجليزي صحافة ذلك العهد.


أصدر جرجي زيدان مجلة الهلال في عام 1892 وكان يقوم بتحريرها بنفسه ثم ساعده إبنه إميل، وقد صدر العدد الأول من مجلة الهلال عام 1892، وبعد أصبحت خمس سنوات من أوسع المجلات انتشارًا، وكان يكتب بها عمالقة الفكر والأدب في مصروالوطن العربي، ورأس تحريرها كبار الأدباء والكتاب مثل أحمد زكي، وحسين مؤنس، وعلي الراعي، والشاعر صالح جوجت وغيرهم  من الأدباء والكتاب الكبار.

عمل زيدان مترجمًا في مكتب المخابرات البريطانية بالقاهرة ورافق الحملة الإنجليزية التي توجهت إلى السودان لإنقاذ القائد الإنجليزي "جوردن" من حصار جيش المهدي، وأنضم للمجمع العلمي الشرقي الذي أُنشئ عام1882 وتعلم اللغة العبرية والسريانية؛ وهذا ما مكنه من تأليف أول كتاب في فلسفة اللغة العربية عام 1886 ثم أصدر منه طبعة جديدة منقحة في عام 1904 بعنوان تاريخ اللغة العربية.

كتب جرجي زيدان العديد من الأعمال الأدبية البارزة في مجالات التاريخ، واللغة، وأدب الرحلات، والرواية، ومن أبرز أعماله كتاب العرب قبل الإسلام، وتاريخ التمدن الإسلامي، وتاريخ مصر الحديث، وتراجم مشاهير الشرق، واللغة العربية كائن حي، ورحلة إلى أوروبا، بالإضافة إلى العديد من الروايات منها رواية فتاة غسان، وعذراء قريش، وغادة كربلاء، وفتح الأندلس، والأمين والمأمون، وشجرة الدر، وترجمت رواياته إلى الفارسية والتركية والأذربيجانية ومع ذلك لم تسلم هذه الروايات من النقد في الشكل والمضمون.

وتوفي جرجي زيدان بين كتبه مساء يوم الثلاثاء 21 من يوليو عام 1914، وترك لنا العديد من الأعمال الأدبية المتميزة، ورثاه في وقت وفاته شعراء كبار منهم حافظ إبراهيم، وأحمد شوقي، وخليل مطران.