الثقافة الغذاء المطلوب دوما لأي كائن حي، فهي تعطي للحياة مذاقا كبيرا، وهي ما يجعل أي إنسان له كينونته، وله القدرة على استيعاب مجريات الحياة، وبإمكانك أن تتعرف على موضع قدم الشعوب من خلال ثقافتها فهي المؤشر الحقيقي على رقي وتحضر الدول والشعوب.
ومن هنا أجرينا حوارا مع أستاذ جامعي أكاديمي، شاعر، ناقد، وقبل كل هذا موسوعي الثقافة، حواري امتد مع الكاتب المثقف، ووضعت كلمة " مثقف" تحت مئات الخطوط لأحقيته في اللقب والوصف، إنه الجزائري يوسف بديدة .. وإلى نص الحوار.
ـ إن أردنا أن نفتح النوافذ، وندخل إلى عالمك الإنساني والإبداعي.. ماذا لديك بهذا الصدد؟
بين المبدع وبين الإنسان العادي قشرة شفافة وغلالة رقيقة.. المكون الإنساني قيمة جوهرية في أي تكوين علمي أو معرفي أو ثقافي، والمبدع العظيم إنسان عظيم قبل كل شيء.
وحين يحدث الانفصام بين هذين الخطين المتلازمين فأبشر بالخراب.. الخراب الناتج عن عدم الاتساق بين البنيات الكتابية الأفقية وبين التكوين العاطفي الإنساني المحفور في البنى الفكرية التي تصنع فرادة الإنسان وتميزه عن بقية الكائنات من حيث هو طاقة إنتاجية إيجابية، لا مجرد أداة استهلاكية ترويجية للمتهافت والوضيع أحيانا.
والعالم الإبداعي من هذا المنظور يكاد يضاهي آلية عمل ضغط الملفات (وينرار) من حيث إيجازها لعالم الحياة في عالم تخييلي مواز.. إنه رؤية للأشياء على أساس ما ينبغي أن تكون عليه، لا كما هي موجودة فعلا في عالم الناس المادي.
ـ مؤكد أن للبيئة والمناخ الأسري سببًا رئيسيًا في ري بذور الإبداع داخلكم .. كيف كانت النشأة؟
كثيرا ما يحدث العكس، وخصوصا إذا كانت البيئة صحراوية مجدبة كحالها معي ومع لفيف من أترابي. غير أن العامل المثبط قد يغيّر من طبيعة أدائه أحيانا ليتحول إلى موقع الحافز التعويضي، ولا يمكن أن يتم ذلك دون وجود إيمان راسخ بالوجود الذاتي على طريقة " أنا أتألم، إذن أنا موجود".
الحياة في البيئة الصحراوية أمر قاهر جدا، وبخاصة عند افتقار هذه البيئة إلى الحد الأدنى الذي تتطلبه حياة أطفال صغار يعانون العوز الترفيهي والفاقة الاستجمامية.. لم نكن نملك شيئا، ولم تكن تتاح لنا فرص الشعور بآدميتنا في وسط جاف مجدب، إلا بقية أمل في مستقبل مشرق شيئا ما، قد يأتي وقد لا يأتي.
وهكذا كانت حياتنا تمتد إلى المسافة الموجودة بين الكُتّاب وغيطان النخيل، ولا شيء آخر، وهي اليوميات التي حوّلت شحنة الشعور بالمرارة إلى شحنة أمل في مستقبل موعود، سيأتي ولو بعد حين.
ـ متى أحسست بانتفاضة الكاتب داخلك؟
لا أعتقد بهذا التوصيف، إنما هو حدس بالرغبة والرهبة والقدرة على فعل ذلك في آن واحد، وأعتقد أن للقائمين على إعداد شؤون الهم المدرسي الفضل الأكبر في ذلك، ولقد كان للانتقائية الدقيقة والذائقة الفنية الرفيعة الأهمية الكبرى في الشعور بوجود هذه الملَكة.. في بيئتنا البسيطة كان مجرد الانتباه إلى أنك تتميّز عن أقرانك بالميل إلى المطالعة أمرا يمنحك شعورا بالتفرد وبالمسؤولية الأخلاقية الناتجة عن هذه التبعات العلمية.
ـ ما الذي يستفزك للكتابة؟
ليس هناك قانون جامع؛ فقد يكون العامل الذي يدفع خلجات النفس للتعبير عن الذات الفردية أو الذات الجماعية هو نفسه العامل المثبط في أحايين أخرى. للكتابة قانونها الخاص الذي قد يتصل بانتفاء هذا القوانين أصلا، ذلك أن اللحظة الراهنة ـ بكل محمولاتها النفسية والمعرفية والمزاجية والثقافية ـ هي التي تحدد ما يجب أن يظهر للعلن وما لا يجب. غير أنه من المعلوم من الكتابة بالضرورة أن الأدب العظيم لا يكون إلا نتيجة للألم العظيم.
ـ ما الأهداف التي تضعها نصب عينيك حال الكتابة؟
أن أتصالح مع نفسي أولا، ومن ثم أتصالح مع القارئ الذي يمثل لي الشريك الأول في العملية الحياتية. إنني أؤيد إلى حد كبير طرح محمد عابد الجابري الذي يرى أننا نمارس النقد من خلال الكتابة، لا من أجل ممارسة النقد في حد ذاته، وإنما من أجل خلخلة السواكن فينا، تلك السواكن التي تجعلنا لا نرى العالم مثلما هو عليه فعلا، حيث أكبر الهزائم الفكرية تتصل بما استقر في وعينا المشوب بالردة والاستلاب والقنوط.
ـ تأثيرات الزمان والمكان بكتاباتك؟
لا يكاد الزمان ينفصل عن المكان. بل إن المكان قد يكون صانعا للزمان، وبتضافرهما تتشكل بنية الوعي فينا، مثلما تتشكل الملامح الشكلية للعمل الموعود بالخروج إلى عالم العلن.. وهذه قيمة وجودية لا تتوقف عند حدود الكتابة الأدبية، وإنما قد تتصل بالجانب العلمي في حياتنا أيضا.
وعلى سبيل المثال الذي لا يخلو من ملامح طريفة، أذكر أنني سجلت في السنة الأولى دكتوراه بجامعة باتنة سنة 2009، وكان موضوع الرسالة: جمالية التوازي في شعر نزار قباني.. لم أفعل شيئا خلال السنوات 2009، 2010، 2011 غير التنقل المستمر من خطة بحث إلى أخرى.. وكانت نقطة الانعطاف إقامتي بمدينة جيجل خلال شهر رمضان، وصادف ذلك شهري أواخر شهر جويلية وبداية شهر أوت من سنة 2012.. كان للبحر تأثير عجيب؛ إذ كنت أحمل معي أوراقي وبعض الكتب وأتنقل على شاطئ تاسوست بجيجل رفقة الأولاد وأمهم، وأتركهم على سجيتهم وأنغمس في دوامة استنطاق النصوص الشعرية بوحي من الكاهن الأكبر: البحر، والنتيجة كانت مبهرة جدا.. فخلال ال 19 يوما التي قضيتها هناك تمكنت من إنجاز تشريح نقدي مسح ربع المدونة الشعرية التي تتصل بموضوع رسالة الدكتوراه، وأعني هنا ما تعلق بمسودة البحث تحديدا، لا صيغته النهائية.
ـ لقاؤك الأول مع القارئ بشكل مباشر، كيف كان؟ وهل زاد من مساحة التحفيز لديك؟
لعلك تقصد المتلقي المباشر خلال الندوات الشعرية.. أحسب أنه لم يكن عاديا جدا.. على الأقل بالنسبة إلي... وما الذي يمكن أن يُظَنّ في شاب على أعتاب العشرين غير الشعور بالدهشة مما حوله والرغبة في أن يتم نقل هذا الشعور إلى جمهور المتلقين الذين كان يعتقد أنهم يقاسمونه هذا الانطباع البريء، غير أن الأمر الذي شعرت به آنذاك، واكتشفت لاحقا أنه ينسحب على أغلب الفضاءات الأدبية باختلاف الزمان والمكان هو نخبوية جمهور الأدب وانحصاره في شريحة ثقافية ضيقة جدا، تمارس رغبتها في البقاء على قيد مقاومة الشعور بالاغتراب في وسط يعجّ بملامح التفاهة والتبلّد والتفلّت من المسؤوليات التاريخية والإنسانية التي تفرض نفسها علينا.
ـ كيف استقبل الوسط الثقافي مولودك الإبداعي الأول؟
أظن أن جزءا من الإجابة تتضمنه الإجابة على السؤال السابق، والوسط الثقافي النخبوي مخلص جدا لحاجاته العاطفية التي يتكفل بقضائها ظهور بواكير أعمال أدبية لدى هذا الكاتب أو ذاك. ومن حسن حظ مجموعتي الشعرية الأولى الموسومة بـ "حروف وحروق" أن كانت موضوعا اشتغل عليه عدد من المشتغلين بالبحث العلمي على مستوى الجامعات المحلية بالجزائر، وأعني تحديدا طلبة الليسانس والماستر.
ولعل الوجه الآخر للسؤال يتمثل في الإشارة إلى كيفية استقبالي أنا شخصيا لهذا المولود الأدبي، وهو السؤال الذي يتصل بالرؤية التي تحكم طريقة إنتاج الأعمال الشعرية اللاحقة، حيث التجريب المستمر أهم سمة من سماته.
ـ الكثير من الكتاب يمرون على الشعر كمدخل للاتصال بالأجناس الأخرى.. ماذا لديك من تفسيرات؟
لعل استعراض تاريخ الفنون قد يتضمن شيئا من الإجابة عن هذا السؤال، ومن جانب آخر يمكن أن نجد في ماهية الشعر ما يشير إلى الطفولة بمعناها الكتابي؛ طفولة الكلمة وبراءتها وعفويتها.
ومن هذا المنطلق قد يشعر بعض المنتسبين إلى عالم الكتابة بضرورة أن يتم (تعميدهم) في (نهر أردن) الشعر للدخول إلى عالم الأبدية والخلود، غير أن هذا التخريج لا يُغفل أمرا حقيقا بالإشارة إليه، وهو أن بعض المشتغلين بالشعر يتم استنفاد طاقاتهم الشعرية مبكرا مما يحتم عليهم البحث عن نوافذ جديدة تتيح لهم العودة من جديد إلى دوحة الأدب الغنّاء.
ـ المشهد الثقافي الجزائري، العربي، العالمي.. هل من أوجه تشابه؟ وهل الخط البياني للثقافة بحالة صعود أم تراجع؟ وما الأسباب من وجهة نظركم كأكاديمي ثم كممتهن للكتابة؟
أظن أن هذا السؤال يحمل ضمنا شيئا من الحقيقة القائلة بهذا التشابه.. التشابه في درجة تقبل المتلقي العام أولا..وبالمناسبة، هذه سُنّة قديمة لا يكاد ينكرها المتتبع المتأني لهذا المشهد الذي يقترب من درجة البؤس... ولعل القصة المتداولة التي تحمل حوارا سريعا بين نجيب محفوظ وفيفي عبده فيما يتعلق بكساد بضاعة الأدب ورواج بضاعة قلة الأدب من أهم الشواهد على ما أزعم..
وأشار الدكتور وهب أحمد رومية في كتابة " شعرنا القديم والنقد الجديد" إلى أن ثقافتنا العربية مأزومة، ولا أقصد بالأمة تحديدا ما أشرت إليه قبل قليل، وإنما أردت أن أقول إن الأزمة تمتد إلى داخل الكيان الذي يزعم أنه نخبوي، حيث التسطيح والمصادرة على المطلوب وغمط حق الآخر في إبداء وجهة نظره، مع ادعاء عكس ذلك في الأوساط العلنية، ولا أدل على ذلك من وجود تكتلات ثقافية ولوبيات تنتصر لاتجاه على حساب الآخر، والمعيار الثقافي آخر ما يُحْتَكَمُ إليه.
ـ ما المشروع الإبداعي أو الثقافي الذي تطمح لتحقيقه؟
لا أعرف كيف تذكرت صلاح عبد الصبور حينما قال: أنا رجل من غِمار الموالي... أعتقد أن هذا الوصف ينسحب عليّ.. غير أن الحلم مشروع دائما.. أحلم بتحريك السواكن مثلما أحلم بإزالة الصدأ عن المفاصل التي تحرك دواليب حياتنا بمختلف مناحيها ومستوياتها.
منجزاتنا الثقافية في عمومها محصلة لجهود فردية لا تنتظمها مدرسة ثقافية أو نقدية.. الأوركسترا حاضرة بأشكال منفردة حيث المايسترو غائب.. نحتاج عملا مؤسساتيا يُفعّل الجهود الفردية الضعيفة التي لا يُكتَبُ لها النجاح في أغلب المحاولات.. وفي الوقت نفسه أرجو أن يمتد بنا العمر لنرى تحقق ملامح اتجاهات نهضوية فكرية وأدبية عربية مستقلة عن الكيان الغربي، ذلك أن لنا خصوصياتنا المحلية التي تؤهلنا لنصنع فرادتنا التي فقدناها.
ـ هل لكم طقوس خاصة بالكتابة؟
مطلقا.. كل ما هنالك حاجتنا الدائمة إلى الهدوء.. الهدوء الفيزيائي قبل الهدوء الفكري المحمول عليه، وهو الهدوء الذي يسبق العاصفة في أغلب الحالات.
ـ من يقرؤك أولا.. وهل تعرض كتاباتك على مقربين منك قبل النشر؟
لماذا؟ لِمَ أفعل ذلك؟! قد يصدق هذا على الأعمال العلمية.. أما المنجز الأدبي فمخاض شخصي ومعاناة فردية لا تعني أحدا غيري.
ـ هل غاب دور لجان النشر، وبالتالي أصبح هناك كتابة هشة، لا تترك أي بصمات؟
العملية صارت تجارية إلى حد كبير.. أتذكر أن الموسيقار الكبير كمال الطويل قد قال ذات لقاء صحفي: سعدت حينما رفضت الرقابة الفنية 2800 أغنية من بين 3000 أغنية تقدمت للاعتماد.. وهكذا كانت نسبة ما تم قبوله لا تتجاوز 6.66 %... لو توفر مثل هذا الإحساس الراقي لدى القائمين على مراقبة الأعمال الأدبية: الشعرية والسردية، لكان لفن الكتابة شأن، وأي شأن!
ـ من الكتاب الأوائل كان أكثر تأثيرا عليك وعلى كتاباتك؟
نزار قباني دون شك.. وبعد أن نضجت اكتشفت أمل دنقل ومحمود درويش وعلي جعفر العلاق وصلاح غبد الصبور ومحمد عبد المعطي حجازي.. لقد كنت محظوظا جدا بهذا الاكتشاف.
أما على صعيد الكتابة العلمية فالقائمة طويلة.. غير أن الصرامة العلمية والثقافة الموسوعية لدى جيل من الباحثين الرواد تفرض نفسها علينا، وأذكر منهم: مصطفى ناصف، محمد عبد المطلب، صلاح فضل، حسين الواد، عبد الله العشي، علي جعفر العلاق، عبد العزيز المقالح، عز الدين إسماعيل، إحسان عباس.
ـ لو أنيط إليك مهمة تولي حقيبة وزارة الثقافة ما خطة العمل التي ستنتهجها؟
هذا شرف لا أرجوه ولا أتمناه ولم أفكر فيه يوما ولا أريد.. بلداننا حبلى بالرجال الأكْفاء والطاقات الخلاقة التي تستطيع أخذ زمام المبادرة للوصول إلى الغد المرجو.
ـ كتاب أو مخطوط تمنيت أن تكون أنت من كتبه؟
" كزهر اللوز أو أبعد" لمحمود درويش وكذا عدد كبير من قصائد "أثر الفراشة" لدرويش مرة أخرى.. وفي عالم السرد: " المهاجرون" لسليم اللوزي. هذه الإضافات الفكرية الأدبية ـ وغيرها مما سقط من ذاكرتي ـ تشكل تجاوزا شكليا وموضوعاتيا لما اطمأنت إليه الذائقة العامة. إنها تشكّل خلخلة لسكون القناعات الباردة التي استقرت في الذاكرة العامة منذ بدايات القرن العشرين.
ـ ما مشروعك الفكري المنشغل به حاليا؟
أحاول التفرغ حاليا لعمل علمي تطبيقي يشغل بالي منذ سنوات، وهو إنجاز مقاربات بنيوية لأعمال الشاعر العربي الكبير محمود درويش، انطلاقا من رصد بعض الظواهر الأدائية الخاصة في شعره، وبخاصة ما رأيناه في أعماله الشعرية الأخيرة، حيث تشكّل شعرية السرد أبرز هذه الملامح، ولا أنسى عملا علميا يلح عليّ منذ زمن: شعرية الصورة الفنية في أعمال فؤاد نجم.
ـ رسالتك لمجتمع المثقفين؟
لا مناص من الاصطفاف خلف ثقافة جامعة.. في زمن العولمة، صار التموقع والتمترس وممارسة المثاقفة الإيجابية ضرورة وجودية قبل أن يكون أداة ترف فكري، مع أني أعرف جيدا أن أوبئة الطائفية قد انتقلت عدواها إلى هذا المجتمع الذي يُفرض فيه أن يكون قاطرة لا مجرد عربة نقل عادية في "قطار الصِّعيد" مع الاعتذار من الكاتب الكبير الأستاذ يوسف القعيد على هذا التناص المحمول على محمل التمثيل فحسب.
ـ هل للكاتب عمر افتراضي للتوقف عن الكتابة؟
أظن أنها مسألة تتعلق بالمزاج الخاص مثلما تتصل بالمناخ الثقافي العام، وإلا فإن خبرات الكاتب المتراكمة عبر السنين أكبر دال على تهافت هذا الاتجاه السلبي.. فهل توقف نزار عن الكتابة في سنواته الأخيرة قبل رحيله؟! وهل فعل ذلك غابرييل غارسيا ماركيز الذي قدّم في عام 2002 الجزء الأول من سيرته الذاتية المكونة من ثلاثة أجزاء؟! وهل فعل ذلك نجيب محفوظ الذي كتب " أحلام فترة النقاهة" قبل رحيله بعامين؟!.
ـ ما الكاتب الذي تبحث عنه دائما، وما الكتاب الذي تعاود قراءته لمرات عديدة؟
إنه الكاتب الذي لم يولد بعد.. الكاتب الذي نريده أن يسافر بنا إلى عوالم لمْ تُخلق بعد.. ومع ما في هذه النظرة من التجاوز أو "التطرف" الذي قد يراه البعض محمودا، إلا أن المنجز الإبداعي لدى عدد كبير من ساكني الخارطة الكتابية العربية والعالمية قد يثير فينا شيئا من تمني نسبة هذه الأعمال إلى الذات.. وهو تعبير مواز على تقدير هذه الأعمال التي ترقى إلى مستوى الأيقونات الإبداعية على مر الزمن.
ـ اختر عنوانا يعبر عنك
قد يكون مطلع قصيدة "مأساة الحلاج" لصلاح عبد الصبور أفضل ما يمكن أن يعبر عن العنوان الموعود: أنا رجل من غِمار الموالي.. مع أن البنية العميقة للذات قد ترى عناوين أخرى أحق من هذا العنوان بالظهور، ومن ذلك: أصابعنا التي تحترق.