قال المستشرق الإيطالي جوزيبي سكاتولين، عن تقديمه وتحقيقه لكتاب"شرح التائية الكبري لابن الفارض" الصادر عن دار الكتب لعفيف الدين التلمساني، إنه لا يعرف لماذا أتهم عفيف الدين التلمساني مؤلف الكتاب في وحدة الوجود من قبل بعض علماء مدرسة ابن تيمية، مؤكدا أن عبارات التلمساني في شرح التائية الكبرى لا تدل على وحدة الوجود، بل على الفرق الواضح بين القدم والحدث والقديم والحديث، فالتلمساني يشدد دائما على الفرق بين القدم والحدث والخالق والمخلوق.

وأضاف جوزيبي – خلال ندوة اليوم الخميس بقاعة "ضيف الشرف” بمعرض الكتاب : “أنا إيطالي مسيحي وهناك بعد مسافة بيني وبين ابن الفارض، لذا راعيت ثلاث مراحل منهجية للاقتراب من النصوص الصوفية، كان أولها قراءة النص قراءة دلالية مع الدراسة الدلالية الدقيقة له، ثم تكوين القاموس الدلالي للشعر، فأجمع كل ما قال ابن الفارض عن الحب لأفهم ما يقوله، وليس ما أريد أن أقوله أنا عن الحب، أيضا أراعي كيف كانت لغة الحب لدى الصوفية في فترة ابن الفارض لأراه على حقيقته.

وعن مُخاطبة ثقافة الشباب وتقريب وجهات النظر بينهم وبين فهم صوفية ابن الفارض، قال جوزيبي: “نعيش عصر عولمة تسويقية حيث تدمر القيم والمحبة والرحمة والسلام، وإذا فقدنا هذه القيم فماذا نقدم لأجيال قادمة إلا أشكال من الريبورتات/ بدون حب ولا عدالة ولا إنسانية، لذا أشجع الشباب على قراءة التصوف حيث الرحمة والعدالة والسلام.”

فيما قال دكتور الفلسفة الإسلامية والتصوف أحمد حسن أنور، إن كتابة المستشرق الإيطالي جوزيبي بالعربية ظاهرة تستحق أن نتوقف أمامها، فلم يعتد أن يكتب مستشرقا باللغة العربية ما يترجم حواره أو دخوله في جدلية مع الشرق، وربما هو كما يقال عنه في إيطاليا"إيطالي الجنسية ومصري الهوى".