الخميس 23 مايو 2024

دراسة أمريكية حديثة: لا دليل على أن الاكتئاب ناتج عن خلل كيميائي في الدماغ

الاكتئاب

عرب وعالم21-7-2022 | 21:58

دار الهلال

توصل باحثون، بعد عقود من الدراسة، إلى أنه لا وجود لدليل واضح على أن الاكتئاب ناجم عن انخفاض مستويات السيروتونين.

وتشير المراجعة الجديدة، بمعرفة علماء جامعة كاليفورنيا الأمريكية، والتي حللت مجموعة من الدراسات الحديثة المنشورة في الطب النفسي الجزيئي، إلى أنها من غير المحتمل أن تكون ناجمة عن اختلال التوازن الكيميائي، وتدعو للتساؤل عما تفعله مضادات الاكتئاب.

ومعظم مضادات الاكتئاب هي مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، والتي يقال في الأصل إنها تعمل عن طريق تصحيح مستويات السيروتونين المنخفضة بشكل غير طبيعي ولا توجد طريقة أخرى مقبولة تؤثر بها مضادات الاكتئاب على أعراض الاكتئاب.

ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها مهمة حيث أظهرت أن ما يصل إلى 85-90% من الجمهور يعتقدون أن الاكتئاب ناجم عن انخفاض السيروتونين أو اختلال التوازن الكيميائي.

وقالت المؤلفة الرئيسية جوانا مونكريف، أستاذة الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا، وهي طبيبة نفسية استشارية في مؤسسة صندوق شمال شرق لندن الخيرية: "من الصعب دائماً إثبات وجود سلبي، لكنني أعتقد أنه يمكننا القول بأمان أنه بعد إجراء قدر كبير من الأبحاث على مدى عقود عدة، لا يوجد دليل مقنع على أن الاكتئاب ناتج عن شذوذ في السيروتونين، لا سيما عن طريق المستويات المنخفضة أو انخفاض نشاط السيروتونين".

وتزامنت شعبية نظرية "عدم التوازن الكيميائي" للاكتئاب مع زيادة هائلة في استخدام مضادات الاكتئاب.

وقالت مونكريف: "كثير من الناس يأخذون مضادات الاكتئاب لأنهم يعتقدون أن اكتئابهم له سبب كيميائي حيوي، لكن هذا البحث الجديد يشير إلى أن هذا الاعتقاد لا يستند لأدلة".

وأضافت مونكريف: "يعاني آلاف الأشخاص من الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب، بما في ذلك آثار الانسحاب الشديدة التي يمكن أن تحدث عندما يحاول الناس إيقافها، ومع ذلك تستمر معدلات الوصفات الطبية في الارتفاع. ونعتقد أن هذا الموقف كان مدفوعاً جزئياً بالاعتقاد الخاطئ بأن الاكتئاب ناتج عن اختلال التوازن الكيميائي. 

ونظرت المراجعة الشاملة في جميع الدراسات ذات الصلة التي وقع نشرها في أهم مجالات البحث حول السيروتونين والاكتئاب، وكانت إحدى النتائج أن الأبحاث التي قارنت مستويات السيروتونين ونواتج تحللها في الدم أو سوائل الدماغ لم تجد فرقاً بين المصابين بالاكتئاب والأشخاص الأصحاء.

ونظر الباحثون أيضاً في الدراسات، التي وقع فيها خفض مستويات السيروتونين بشكل مصطنع في مئات المشاركين، حيث وقع الاستشهاد بهذه الدراسات على أنها تثبت أن نقص السيروتونين مرتبط بالاكتئاب، لكن مراجعة البحث المتوفر في عام 2007 وعينة من الدراسات الحديثة، وجدت أن خفض السيروتونين بهذه الطريقة لم ينتج عنه اكتئاب لدى مئات المتطوعين الأصحاء.

وبحثت دراسات أخرى في آثار أحداث الحياة المجهدة، ووجدت أنه كلما زادت أحداث الحياة المجهدة التي مر بها الشخص زادت احتمالية تعرضه للاكتئاب، كما وجدت إحدى الدراسات المبكرة علاقة بين الأحداث المجهدة ونوع الجين الناقل للسيروتونين الذي يمتلكه الشخص واحتمال الإصابة بالاكتئاب.

ووفقاً للباحثين، هناك أيضا دليل من دراسات أخرى على أن الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب لديهم مستويات أقل من السيروتونين في دمائهم، وقد يعني هذا أن زيادة السيروتونين التي تنتجها بعض مضادات الاكتئاب على المدى القصير يمكن أن تؤدي إلى تغييرات تعويضية في الدماغ تنتج تأثيراً معاكساً على المدى الطويل.