أعربت المفوضية الأممية العليا لشئون اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى والمعاناة بين المدنيين بمن فيهم النازحون قسرا في الهجمات الوحشية في المقاطعات الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية ماثيو سالتمارش -في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة في جنيف- إن هذا الوضع الذي لا يطاق يستمر في التصعيد ويجب عدم تجاهله بعد الآن، وإن الهجمات المتزامنة التي شنتها الجماعات المسلحة في مقاطعة (ايتوري) ادت الشهر الجاري إلى مقتل 11 شخصا ونهب وحرق 250 منزلا.
وأضاف أن المفوضية سجلت بين فبراير ويونيو من العام الحالي أكثر من 800 حالة وفاة بسبب هجمات بالأسلحة النارية وغارات بالمناجل على المجتمعات المحلية هناك وحيث كان ما لا يقل عن 715 من هؤلاء الضحايا قد لجأوا إلى مواقع النزوح الداخلي أو قتلوا أثناء عودتهم إلى ديارهم بعد أن فروا سابقا من العنف.
ولفت إلى أن هذه الغارات تسببت في نزوح قرابة 21 ألف شخص من منازلهم ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في المنطقة، وأن القتال بين الجيش الكونغولي وحركة 23 مارس في مقاطعة كييفو أدى في الأسابيع الأخيرة إلى نزوح أكثر من 160 ألف شخص، وأكد أن انعدام الأمن يؤدي إلى تفاقم التحدي القائم المتمثل في الصراع القبلي ونقص البنية التحتية وغياب المؤسسات في المنطقة كما أنه يغذي دورات العنف المكثفة ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار ويقوض جهود السلام والتنمية.
وأوضح المتحدث أن المفوضية تلقت دعما لعملياتها فى جمهورية الكونغو الديمقراطية نسبته 19% فقط من المبلغ المطلوب تخصيصه والبالغ 225 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات المتزايدة للاجئين والنازحين بالدعم العاجل والمنقذ للحياة، وشدد على الحاجة الماسة إلى موارد إضافية كبيرة لمواكبة الاحتياجات المتزايدة للسكان النازحين حديثا.
يشار إلى أن أكثر من 5.6 مليون شخص نزحوا في جمهورية الكونغو الديمقراطية ما يجعلها أكبر عدد من النازحين داخليا في القارة الإفريقية ومن بين أكبر عدد من النازحين في جميع أنحاء العالم.