تأتي اليوم الذكرى الـ 70 لثورة 23 يوليو، ثورة بيضاء قادها الضباط الأحرار من أبناء الجيش المصري، ونجحت في تغيير وجه التاريخ المصري، فكانت شرار التحرر التي ساعدت في تحرير الدول العربية والإفريقية ودول العالم من الاستعمار واستعادة الحرية والعزة والكرامة الانسانية.
ثورة 23 يوليو
ونجح الضباط الأحرار فى صباح 23 يوليو 1952 في السيطرة على الإذاعة فى تمام السادسة والربع صباحا، إذ وصل أنور السادات إلى استوديوهات الإذاعة، بشارع علوي، وعندما حضر مذيع الفترة الصباحية، فهمي عمر، قال له السادات إنه سيجري بعض التغييرات فى برامج الإذاعة، لأن هناك بيانا مطلوب إذاعته، فلم يستطع فهمى عمر، فى ظل الحراسة العسكرية المشددة، التى كانت تحيط به، من كل جانب سوى أن يجيب: "الإذاعة تحت أمرك".
وتم إلقاء البيان الذي أبرز النقاط التالية:
- مصر اجتازت فترة عصيبة على مدار تاريخها الأخير متضررة من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم.
- تآمر الخونة على جيش مصر حتى يجعلوها دون جيش يحميها.
- قمنا بتطهير انفسنا وتولي أمورنا داخل الجيش برجال نثق فيهم وفي قدراتهم وأخلاقهم وحبهم لوطنهم، وأن لابد لمصر أن تلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب مع التنويه أن من اعتقلوا من رجال الجيش السابقين لن يطولهم أي أذى.
- الشعب المصري اليوم أصبح كله يعمل من أجل مصالح وطنه وأن الشعب لن يسمح بالخونة ولا لأعمال التخريب والعنف، وأن الجيش يعتبر نفسه مسؤولاً عن الشعب ومصالحهم وأموالهم.
بيان ثورة 23 يوليو
وإليكم نص البيان الكامل:
"من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري.. اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرها إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها.
وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.
وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وانتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم والله ولي التوفيق".