السبت 20 ابريل 2024

أقصر الطرق بين أربيل وبغداد

مقالات24-7-2022 | 14:11

جاءت زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني السبت إلى بغداد، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، لتشير إلى أقصر الطرق بين أربيل وبغداد وتعزز حقيقة وجوده، وهو الالتزام بالدستور لحماية العراق وصون حقوق مكوناته.

لقاءات مسرور بارزاني مع رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي وكذا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان حملت تأكيدا على نوايا أربيل الحسنة لإذابة الجليد بين الطرفين، وضرورة تجاهل بعض الأفكار التي لازالت تنظر إلى الأزمة العراقية الداخلية وأطرافها من منظور غير ودي ولا ترغب بإنهاء الخلافات التي تلقي بظلالها على عموم العراق.

بارزاني نقل وجهة نظره إلى الحكومة الاتحادية بضرورة أن تكون أكثر حزما وجدية في حل الخلافات التي تؤدي إلى استقرار العراق وبناء دولة المواطنة والقانون وحل الخلافات دستوريا لصون حقوق كافة القوميات والأعراق والقضاء على الفرقة المذهبية واحترام التعددية، ومن ثم ضمان التعايش السلمي والتآخي والعيش المشرك، وهو ما يشدد عليه دوما الزعيم الكردي مسعود بارزاني.

العراق يمر اليوم بمرحلة حرجة وخطيرة تتطلب تكاتف الجميع من أجل رد كل ما يهدد استقرار العراق وسيادته، وأول مظاهر احترام السيادة مواجهة التدخلات الخارجية وحماية العراق والعراقيين ببناء وطن ديمقراطي فيدرالي ودولة المؤسسات ومجتمع مدني قوي.

لذا؛ ناقش مسرور بارزاني مع الكاظمي سبل تقديم الخدمات الكاملة للعراقيين كافة واستمرار العمل المشترك لتحقيق الأمن الغذائي، ومواجهة الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية، وضرورة التنسيق الأمني بين القوات الأمنية الاتحادية وقوات الإقليم، واستمرار مجابهة تهديد داعش ومعالجة آثار التحديات الاقتصادية التي يمر بها العراق وتهيئة الأجواء الملائمة للتنمية وتحسين مناخ العمل وجذب الاستثمارات، وتعظيم الإيرادات، بجانب تعميق الحوارات بين وزارة النفط الاتحادية ووزارة الثروات الطبيعية في الإقليم؛ لمعالجة القضايا العالقة، واستمرار العمل للوصول إلى حلول مشتركة، وتحقيق حالة التكامل في إدارة الملف النفطي، بما يحقق المصلحة العليا للشعب العراقي.

رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أكد لبارزاني وجود فرصة مواتية لحل المشاكل كافة وبينها المتعلقة بمسألة النفط والغاز من خلال تشريع قانون النفط والغاز.

فيما أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي فائق زيدان أن الحوار وفقاً للدستور يصب في مصلحة العراقيين كافة.

نوبة تفاؤل تدرك العراق الآن، بينما المتربصون به وشعبه ومكوناته لا يرغبون في استمرارها أو منح الفرصة لأربيل وبغداد لإنجاز شيء ملموس على الأرض لصالح المواطنين الذين يترقبون تشكيل حكومة جديدة لبلدهم رغم شهور مضت على انتخاب البرلمان ووضوح الكتل الفائزية ونسبة الأكثرية التي نالتها.

تقول النظريات الهندسية إن أقصر الطرق بين نقطتين هو السير في خط مستقيم، و نظن أن السياسة تقبل بهذه النظرية داخل بلدان تعاني شعوبها المتاهة بين حسابات المتلونين ونوايا المتربصين، كفى الله العراق شرور أولئك وهؤلاء وحفظ أمنه واستقراره وسيادته على أراضيه.