الأحد 12 مايو 2024

«حرب عبثية» تؤدي لتزعزع العلاقات المصرية الليبية

جانب من الحرب

أخبار24-7-2022 | 18:42

بسمة أبوبكر

تحل اليوم، 24 يوليو، الذكرى الـ45 على انتهاء المناوشات المصرية الليبية (حرب الأيام الأربعة)، وكانت تعتبر تلك الحرب مناوشات حدودية قصيرة الأمد بين مصر وليبيا في يوليو 1977، وتزايدت التوترات بين البلدين في أبريل ومايو من نفس العام، كما هاجم متظاهرون الممثليات الدبلوماسية الليبية الحدود المصرية. 

وفي يونيو 1977 أمر "العقيد القذافي" نحو 225000 مصري يعملون في ليبيا بمغادرة البلاد، بحلول الأول من مارس وإلا واجهوا الاعتقال.

بينما في 21 يوليو 1977، بدأت معارك بأسلحة نارية بين القوات المتواجدة على الحدود بين البلدين، أتبعت بهجمات برية وجوية على الجانبين. 

وتم التوافق على وقف لإطلاق النار بين الجانبين في 24 يوليو، نظمت من قبل الرئيس الجزائري الرّاحل "هواري بومدين".

شرارة المناوشات

ظهرت شرارة المناوشات بـ «مسيرة نحو القاهرة» شارك بها آلاف المتظاهرين الليبيين تجاه الحدود المصرية يوم 20 يونيو 1977، وذلك بإيعاز من حكومتهم التي لم يرق لها التقارب الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل الذي بدت بوادره في ذلك الوقت، فكان "معمر القذافي" قد دعا إلى مسيرة لإسقاط الحدود التي يراها معيقة لنهضة الشعوب العربية واتحادها، وذلك بتحفيز وحدة شعبية عروبية بين البلدين على نهج "جمال عبد الناصر" الذي رأى القذافي أن الرئيس المصري "أنور السادات" قد فارقه، كما ظن أن الشعب المصري سيستجيب بسبب ما رآه من عزم السادات على التصالح مع إسرائيل.

أحداث الحرب

وبدأت هذه الحرب في 21 يوليو1977، بعد أن وصل الخلاف بين "أنور السادات"، و"معمر القذافي" إلى الذروة عبر حملات إعلامية متبادلة عنيفة، وتصريحات نارية ساخرة من زعيمي البلدين.

وفي تلك الأيام، أخذت القطيعة بين النظامين المصري والليبي شكلا رسميا، وتحول التوتر الشديد إلى إجراءات انتقامية متبادلة تجسدت في طرد 225 ألف مصري من ليبيا في يونيو ، بالإضافة إلى مظاهر تحشيد أخرى قامت بها سلطات البلدين، من بينها مسيرة ضخمة نظمتها طرابلس، وجهتها الحدود مع مصر.

وكانت تلك الحرب اشتعلت باشتباكات بالأسلحة النارية على الحدود، وتحولت سريعا إلى صدامات جوية وبرية عنيفة، دخلت خلالها قوات مصرية إلى بعض المناطق الليبية، وشنت الطائرات المصرية غارات على القواعد الجوية الليبية الواقعة شرق وجنوب شرق البلاد، واشتعلت المناطق الحدودية بين البلدين بالنار.

وعندما أوقف حرس الحدود المصريين مسيرة المتظاهرين بشكل سلمي أطلقت وحدات مدفعية ليبية قذائفها على مدينة السلوم الحدودية المصرية. 

وفي اليوم نفسه ردت القوات الجوية المصرية بمهاجمة قواعد عسكرية في شرق ليبيا بأسراب من طائرات سوخوي إس يو - 20 وميج 21 فدمرت طائرات ليبية. 

ويوم 22 يوليو، قصفت طائرات سوخوى إس يو - 20 وميج 21 مصرية قواعد جوية ليبية جنوب طبرق، ولاحقًا في ذلك اليوم قصفت طائرات المصرية مواقع عسكرية ليبية في واحة الكُفرة، وطبقا لنفس المصدر العسكري فلم يُنزل مظليون مصريون خلف الحدود الليبية. 

ويوم 23 يوليو هاجمت الطائرات المصرية قاعدة العـدم الجوية جنوب طبرق، واستدعيت جميع المقاتلات الليبية من كافة أنحاء ليبيا إلى طبرق مما أدى إلى معارك جوية عنيفة بين الطائرات المصرية والطائرات الليبية.

نهاية الحرب ووقف إطلاق النار

وظل الحال كما هو حتى تمكنت وساطة جزائرية بقيادة الرئيس الأسبق "هواري بومدين" مدعومة بمسعى للرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" من وقف تلك الحرب في 24 يوليو، وسحب السادات قواته إلى مواقعها.

ثم وقف القتال يوم 25 يوليو 1977، ورغم توقف القتال بين الدولتين إلا أن الخلاف بينهما ظل قائم، ثم خفف تبادل الأسرى الذي جرى في أغسطس 1977 من صعوبة الموقف بين مصر و ليبيا. 

كما كانت مواقف الدول العربية منقسمة ما بين الدول المحافظة المؤيدة لمصر في الدفاع عما رأته تجاوزا لسيادتها، والدول ذات النزعة القومية التقدمية التي أيدت موقف ليبيا ولم تتعاطف مع تحركات مصر نحو إسرائيل، وهو ما تبلور لاحقا في إعلان أغلب الدول العربية مقاطعة مصر، وتجميد عضويها في جامعة الدول العربية بعد زيارة السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفد للسلام بينهما. 

وبعد مقتل السادات سنة 1981 وتولي حسني مبارك تشكيل مكتب علاقات ليبي مصري برئاسة أحمد قذاف الدم القذافي لكي يكون منسقاً للعلاقات بين ليبيا ومصر.

Dr.Radwa
Egypt Air