سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة «الجمهورية»، لفت الكاتب عبدالرازق توفيق الانتباه إلى أنه بعد ساعات من عودة الرئيس عبد الفتاح السيسي من جولته الخارجية التي تضمنت زيارات لألمانيا وصربيا وفرنسا، سبقتها مشاركة الرئيس السيسي في قمة جدة للأمن والتنمية والتقى خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن، استقبل الرئيس السيسي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي حمل رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين للرئيس السيسي.
وأكد توفيق - في مقاله بعنوان «رسائل من زيارة لافروف» - أن استقبال الرئيس السيسي بالأمس لوزير الخارجية الروسي وما تضمنته رسالة الرئيس بوتين وما أكدته مصر، وما دار خلال قمة جدة من رؤية مصرية، ولقاء مع الرئيس الأمريكي ثم الزيارات الثلاث لألمانيا وصربيا وفرنسا، تكشف بجلاء عمق السياسة المصرية المتوازنة والمنفتحة مع الجميع الذين يدركون أهمية وقيمة مصر كدولة محورية تمثل ركيزة الأمن والسلام والاستقرار للشرق الأوسط وأفريقيا وشرق المتوسط.
وأشار توفيق إلى أن زيارات الرئيس السيسي للخارج ولقاءاته الثنائية في الداخل، ومشاركاته في المحافل الدولية، اتسمت بالتنوع والتعددية، ولم تلتفت مصر في تحركاتها إلى وجود أزمات بين بعض القوى الدولية، بل تربطها علاقات قوية بالجميع ترتكز على الاحترام المتبادل والتفهم الكامل للمواقف والثوابت المصرية وأيضا الشراكة الإستراتيجية والمصالح المشتركة.
وقال توفيق "إن زيارة سيرجي لافروف ولقاء الرئيس السيسي به رسالة مهمة يجب أن نتوقف عندها وتشير إلى أن علاقات مصر القوية والراسخة مع الجميع لم تتغير حتى في أتون الأزمة الروسية- الأوكرانية، تحمل نفس الأهداف والثوابت، فما بين لقاء الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي بايدن ثم استقباله لوزير الخارجية الروسي لافروف ورسالة بوتين، تكشف النقاب عن مهارة الدبلوماسية الرئاسية المصرية ونجاحاتها خلال الـ8 سنوات الماضية في وضع قواعد ومباديء للتعاون والشراكة.
ورأى الكاتب عبد الرازق توفيق أن تحركات الرئيس السيسي على ساحة المشهد الدولي تمضي بثقة وثبات وتنوع وتحقق أهدافا كثيرة لمصلحة الدولة المصرية:
أولا: تجسد مدى الاحترام والتقدير لمصر ومكانة ودور وثقل القاهرة على المستويين الإقليمي والدولي.
ثانيا: استمرار للرؤية المصرية في الانفتاح على دول العالم المختلفة، لخلق علاقات دولية متوازنة، والاستفادة من التجارب التنموية للدول المتقدمة وإمكانياتها وقدراتها التكنولوجية، وأيضا التواصل المباشر مع كبرى الشركات العالمية وممثلي المال والأعمال لعرض الفرص المصرية لجذب المزيد من الاستثمارات في ظل المشروعات القومية العملاقة، وما تشهده مصر من بناء وتنمية وبنية تحتية عصرية، وإنجازات ونجاحات في مجالات الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظيفة وعرض الفرص المتنوعة وبالأخص في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهو ما يعود على الاقتصاد المصري بعوائد كبيرة والاستفادة أيضا بالتجارب المتقدمة في مجال الصحة والتعليم والزراعة وغيرها من أهداف الدولة المصرية خلال مسيرتها التنموية.
ثالثا: عرض مضمون الرؤى المصرية حول العديد من القضايا والملفات والأزمات الإقليمية والدولية والتأكيد على السياسة المصرية في تبني الحلول السياسية والدبلوماسية للوصول إلى تسويات سلمية لإنهاء النزاعات والأزمات.
رابعا: تجسيد للسياسة الدولية المصرية في إحداث التوازن وعدم الانحياز لمعسكر على حساب آخر، والارتباط مع الجميع بعلاقات قوية في إطار الشراكة والمصالح المشتركة بما يحقق تطلعات الشعوب بما يرسخ الابتعاد تماما عن الاستقطاب الدولي في ظل الأزمات العالمية، فمصر لم تخسر شركاءها وأصدقاءها وإن كانت بينهم خلافات وصراعات عميقة إلا أنها تسير على نفس نهجها في إبرام العلاقات الإستراتيجية والتعاون مع الجميع.
ونوه الكاتب عبد الرازق توفيق بأن زيارات الرئيس السيسي الخارجية بدت فيها ثمة ملامح مشتركة في خطابات الجميع عن مصر وهي:
- التأكيد على دور مصر المحوري وكونها ركيزة الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق المتوسط، وأن العالم يعول على هذا الدور.
- أن مصر شهدت تغيرا وتطورا كبيرا في جميع المجالات، ولديها تجربة تنموية تستحق الاحترام، وهو ما انعكس على حياة المصريين، وأنها أصبحت من الدول التي تمتلك اقتصادا وأن لديها فرصا استثمارية متنوعة.
- هناك تقدير واحترام غير محدود للقيادة السياسية المصرية المتمثلة في الرئيس السيسي سواء لدورها الوطني في إنقاذ وبناء وتنمية الدولة المصرية أو ما تتبناه من سياسات حكيمة ورشيدة في الحفاظ على أمن وسلام واستقرار المنطقة وأنها باتت الرقم الأهم والأكبر في المعادلة الإقليمية، ورقما كبيرا في المعادلة الدولية.
- دور مصر الفريد في الحرب على الإرهاب والتشدد والتطرف، وأيضا الهجرة غير الشرعية وأن سياساتها الثابتة، أنها لا تعتدى ولا تطمع في أحد ولا تتدخل في الشئون الداخلية للغير، وأنها طرف مهم موثوق فيه يتعامل بحكمة وشرف ومصداقية عالمية، يسعى بكل جهد إلى ترسيخ الأمن والسلام في المنطقة ولديه ثوابت في أهمية الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها وجيشها الوطني، ومنع التدخلات الأجنبية وطرد المقاتلين الأجانب والمرتزقة.
واعتبر الكاتب عبد الرازق توفيق أن الأسابيع القليلة الماضية التي تضمنت لقاءات عربية ثنائية وثلاثية أو الزيارات العربية، أو للدول الصديقة وحضور قمة جدة للأمن والتنمية ثم الحضور الروسي للقاهرة، أوضحت بشكل يلمسه الجميع الدور المصري المحوري والرائد وما وصلت إليه مصر من مكانة وثقل جاء سواء من الاهتمام الدولي بالقاهرة، أو وجودها كشريك أساسي لحل العديد من الملفات والقضايا والأزمات الإقليمية والدولية، أو ما لديها من تجربة رائدة وملهمة في البناء والتنمية والفرص الواعدة والمتنوعة في كافة ربوعها.
وأضاف توفيق أن زيارة سيرجي لافروف للقاهرة واستقبال الرئيس السيسي له، تبيان حقيقي للسياسات الدولية وأهدافها وثوابتها، فما جاء في استقبال لافروف معبرا لعمق العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين البلدين الصديقين والتأكيد على تعزيز التعاون الثنائي بينهما، والأهمية التي توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية مع مصر.
وألمح توفيق إلى أن الأمر المهم أيضا الذي تضمنته رسالة بوتين هو مدى الاحترام والتقدير للرئيس السيسي وتوجيه التحية له، كما أكدت الرسالة على اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجاري تنفيذها حاليا.
ونبه توفيق إلى أن رسالة بوتين للرئيس السيسي تضمنت أيضا الإعراب عن التقدير للمبادرة المصرية لتشكيل لجنة الاتصال الوزارية في إطار جامعة الدول العربية سعيا لتسوية الأزمة الأوكرانية.
وتابع توفيق أن الرئيس السيسي ثمن مسيرة التعاون الثنائي المتمثلة في المشروعات الروسية في مصر في إطار العلاقات بين البلدين وفي مقدمتها إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس وغيرهما من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية في كافة القطاعات.
ولفت الكاتب عبد الرازق توفيق إلى أن لافروف أطلع الرئيس السيسي على آخر مستجدات وتطورات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية ومستجدات التحركات الدبلوماسية للأزمة، وتناول الرئيس السيسي الرؤية المصرية لإنهاء الأزمة الروسية- الأوكرانية من خلال تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة وأن مصر تدعم كافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيا من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين مع استعداد مصر لدعم هذا المسار من خلال اتصالاتها وتحركاتها مع جميع القوى الفاعلة سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف.
وأشار توفيق إلى حقيقة أن هناك علاقات متميزة وتاريخية بين القاهرة وموسكو في مختلف المجالات خاصة التعاون في مجالات توريد الحبوب والغذاء وقطاع البترول والغاز في ضوء الأزمة الراهنة التي تشهدها هذه القطاعات.
ونوه توفيق بأن خطاب مصر لم يتغير، اتسم بالثبات والثقة سواء مع الجانب الأمريكي في لقاء الرئيس السيسي بنظيره الأمريكي جو بايدن أو خلال زيارتي ألمانيا وفرنسا أو خلال استقبال وزير الخارجية الروسي، أكد أهمية تغليب الحوار والحلول السياسية والدبلوماسية للأزمة.
وأوضح توفيق أن مصر تتحرك بميزان من ذهب حرصا على توازن علاقاتها وتعاونها وشراكاتها الإستراتيجية مع الجميع، بالإضافة إلى العلاقات التاريخية التي تربطها بجميع الأطراف المتنازعة والمتصارعة وهو ما يكشف قيادة مصرية وطنية رشيدة تجيد وبمهارة قيادة سفينة الوطن وسط الأمواج الهائلة على الصعيد الدولي ولا تفرط أبدا في مصالحها وأهدافها وثوابتها.
وأردف الكاتب عبد الرازق توفيق قائلا إن التوهج المصري رغم تصاعد الأزمة العالمية وارتفاع لهجة الأطراف المتنازعة، واستقرار وتطور علاقاتها مع الجميع هو أمر واضح يمنحها مكاسب كبيرة، ويشير إلى مكانتها وثقلها، ويجسد اتزانها وتوازنها المرتكز على الحكمة والسياسات الرشيدة وطرح الرؤى الشاملة للحل، والإشارة إلى مخاوف العالم من استمرار وتصاعد الأزمة وتأثيراتها المتنوعة على الأمن والاستقرار الدوليين ومستقبل هذا العالم.
وأضاف توفيق أن هذه القيادة الرشيدة والحكيمة للرئيس السيسي تمثل جوهر الحفاظ على مسيرة مصر نحو تحقيق أهدافها في الأمن والاستقرار والبناء والتنمية وتعكس عمق وصواب تقديرات المواقف المصرية، ورغم الكتابات المتكررة عن الإعجاب بالتجربة المصرية بشكل عام وبسياسات مصر الدولية بشكل خاص، فإن زيارة لافروف للقاهرة أضفت واقعية على أرض الواقع للحديث عن عبقرية التوازن المصري والدبلوماسية الرئاسية، فهذا التنوع في العلاقات الدولية وإن بدت ثمة توترات مع دول بعضها البعض، فإن مصر لم ولن تتنازل عن ثوابتها في الاحتفاظ بعلاقات التعاون والشراكة والصداقة مع الجميع.
وتابع توفيق أن نجاح مصر في التوازن في سياساتها وعلاقاتها الدولية والتمسك بثوابتها حقق لها ثمارا كثيرة ومكاسب عديدة في حين حصدت قوى إقليمية أخرى تتبنى التوترات والتدخلات وانتهاكها سيادة الدول واستدعاء الأوهام والنزاعات القديمة، والأطماع التراجع والضعف والهوان، وباتت تستجدي استعادة العلاقات الطبيعية بعد فشل سياساتها وتوجهاتها الدولية، وتوارت كثيرا عن المشهد الإقليمي والدولي في الوقت الذي يتوهج فيه دور ومكانة وثقل القاهرة صاحبة سياسات الشرف والمصداقية والثقة الدولية، كشريك موثوق فيه جدير أن يكون محل احترام وتقدير العالم.
وفي صحيفة «الأخبار»، قال الكاتب محمد بركات إنه في الذكرى السبعين لثورة 23 يوليو 1952، نشير إلى توافق الرؤى بين المؤرخين على أنها بدأت كحركة لضباط الجيش، تحولت إلى ثورة بعد التفاف الشعب حولها وإيمانه بمبادئها.
وأشار بركات - في مقاله بعنوان «ثورة يوليو.. والديمقراطية» - إلى أن الثورة استطاعت تحقيق الجزء الأكبر من مبادئها الستة الشهيرة التي نادت بها، ولكنها لم تستطع الخطو بجرأة وإيجابية على طريق الديمقراطية، وهكذا ظلت الديمقراطية هي الفريضة الغائبة بالنسبة لثورة يوليو 1952.
وأضاف بركات أنه في هذا الشأن لابد أن نذكر أن قضية غيبة الديمقراطية عن التحقق في ظل ثورة «23 يوليو 1952»، ظلت محل جدل كبير بين المؤيدين للثورة والمختلفين معها، حيث يرى المؤيدون أن الضرورة اقتضت من الثورة ورجالها تأجيل البدء في تطبيق الديمقراطية نظرا لظروف المواجهة والحروب، التي اضطرت الثورة إلى خوضها على جميع الجبهات الداخلية والخارجية، وأن هذا التأجيل كان ضرورة فرضتها الظروف الطارئة، بينما يرى غيرهم أن غياب الديمقراطية، ظل هو النقيصة الكبيرة والسلبية الضخمة العالقة بثورة يوليو 1952، وأن هذا الغياب تسبب في كوارث كبيرة، كان يمكن تلافيها في ظل الحياة الديمقراطية السليمة.
وتابع الكاتب محمد بركات أنه سواء أخذنا بهذا الرأي أو ذاك، فإن هناك حقيقة مؤكدة، وهي أن ثورة يوليو جاءت تعبيرا عن إرادة الشعب، واستمدت شرعيتها من التفافه حولها وسعيها لتحقيق أمانيه وطموحاته في الحرية والاستقلال الوطني، وتطلعه للعدالة الاجتماعية وبناء جيش وطني قوي.
وفي صحيفة «الأهرام»، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إنه بغض النظر عن حادث قصف ميناء «أوديسا» أمس الأول، فإن هناك بارقة أمل ترفرف على الأسواق العالمية الآن بعد التوصل إلى اتفاق روسي-أوكراني؛ لحل أزمة صادرات الحبوب بين الدولتين.
وأوضح سلامة - في مقاله بعنوان «انفراج أزمتي الغذاء والطاقة» - أن الاتفاق تم توقيعه يوم الجمعة الماضي، ويهدف إلى السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانيء عبر البحر الأسود، مقابل تخفيف القيود على صادرات الحبوب والأسمدة الروسية لمدة 4 أشهر قابلة للتمديد لمدد أخرى.
وأشار سلامة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) رجحت تراجع أسعار القمح عالميا بنسبة لا تقل عن 33% خلال الفترة المقبلة، مما يشكل انفراجة في أزمة الغذاء العالمية التي اشتعلت نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب خلال الفترة الماضية، بعد اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية.
وأعرب الكاتب عبد المحسن سلامة عن اعتقاده أن الاتفاق الروسي- الأوكراني يمكن أن يكون البداية للتوصل إلى هدنة مؤقتة للأزمة بينهما، تتضمن وقف القتال مؤقتا لحين التوصل إلى اتفاق.
وأضاف سلامة أن «الوقف المؤقت للقتال» يمكن التوصل إليه بقدر من المرونة من الطرفين، لأن التوصل إلى «حل نهائي» للأزمة يستلزم سنوات طويلة، ولن يتحقق بين عشية وضحاها، سلما أو حربا.
وأكد سلامة أنه لابد أن تعمل الأمم المتحدة والدول ذات المصداقية بين الأطراف المتنازعة على طرح فكرة «الوقف المؤقت للقتال» بالتوازي مع البدء في مفاوضات «الوضع النهائي».
وتابع سلامة أن روسيا الآن مهيأة للوقف المؤقت للحرب، لكن الغرب وأمريكا يريدان إذلالها، وتحويل أوكرانيا إلى أفغانستان جديدة لاستنزاف روسيا اقتصاديا، وعسكريا، وسياسيا.
وأعرب الكاتب عبد المحسن سلامة عن تمنيه أن تطرح الأمم المتحدة مبادرة على الأطراف المتنازعة لـ«وقف مؤقت» للحرب، أو على الأقل التوصل إلى اتفاق خاص بالطاقة، على غرار اتفاق الحبوب، لحل أزمة الطاقة المتفاقمة عالميا، خاصة في أوروبا التي ترتعد رعبا من الشتاء المقبل.