متابعة : نجلاء أبو زيد - محمد عبد العال - نيرمين طارق
تصوير : حسام عبدالمنعم
إيمانا من "حواء" أن التعليم أساس النهضة ومؤشر التقدم والرقى، نظمت المجلة برئاسة الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى، وتحت رعاية مجدى سبلة، رئيس مجلس إدارة دار الهلال صالونها الشهرى تحت عنوان "التعليم ومشكلاته"، ناقشت خلاله أبرز المشكلات التى تواجه التعليم، وآليات حلها، وكيفية القضاء على بعض الظواهر التي اجتاحت هذا ملف.
افتتحت الندوة بكلمة للكاتبة الصحفية سمر الدسوقى، رئيس تحرير حواء، ومديرة الندوة أوضحت خلالها أن تنظيم "حواء" للندوة جاء تزامنا مع إعلان نتائج الثانوية، وبهدف الخروج بعدة توصيات تساعد فى تطوير التعليم والعمل على رفع مستوى المدرس وتأهيل الطلاب لمواكبة متطلبات سوق العمل، مؤكدة أن التعليم من القضايا الشائكة التى تحتاج إلى تضافر جهود المجتمع للعمل على حلها.
من جانبه أكد الكاتب الصحفى مجدى سبلة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال على أهمية عقد الندوات الثقافية التى تشارك بدورها فى طرح مشكلات المجتمع والبحث عن علاج لها والتى يعد التعليم من أبرزها باعتباره يشكل تهديدا على أمن الوطن.
وخلال كلمته أوضح الكاتب الصحفى سليمان عبدالعظيم، مدير عام التحرير بالمؤسسة أن طلاب الثانوية العامة تحولوا إلى حقل تجارب مع تغيير القيادات التعليمية ما أدى إلى تشتت الأسر المصرية، مشيرا إلى المجهود الذى بذله د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم لمنع تسرب الامتحانات، داعيا إلى وضع سياسة واضحة تعمل على تنفيذها الوزارة رغم تغير القيادات.
تطوير المناهج
من جانبها دعت زينات الشال، الخبيرة التربوية خلال كلمتها بالندوة إلى تطوير المناهج الدراسية بشكل يمكنها من أداء الدور المنوط بها فى إعداد الطالب للتفاعل مع المجتمع، وتشجيع الطفل على الوصول للمعلومة من خلال البحث، ودراسة احتياجات سوق العمل، وتأهيل المعلم لمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
أما د. هدى أبو شادى، عضو المجلس الاستشارى الرئاسى للتعليم فأوضحت أن مشروع بنك المعرفة سيمكن الباحثين والطلاب من الوصول إلى المعلومات المهمة من خلال بطاقة الرقم القومى، وأن الهدف من المشروع توفير المادة العلمية بالصور والفيديوهات دون تكلفة مادية، وتحقيق ذلك يتطلب إدخال التكنولوجيا إلى جميع القرى والأقاليم، مشيرة إلى أن عزوف الطلاب عن الالتحاق بكليتى الزراعة والعلوم يمثل خطرا على المجتمع لأن البحث العلمى لن يتطور إلا من خلال طلاب وخريجى كلية العلوم وما يقدمونه من أبحاث وتجارب علمية، مؤكدة على ضرورة الاهتمام بطلبة كلية الزراعة لتوفير الغذاء المطلوب والحد من استيراد المحاصيل.
مفوضية التعليم
من جانبها دعت النائبة ماجدة نصر، عضوة لجنة التعليم بمجلس الشعب الدولة إلى وضع ملف التعليم فى مقدمة أولوياتها, مؤكدة أن الاهتمام بالتعليم سيسهم فى النهضة الاقتصادية المنشودة، مستشهدة بتجربة كل من سنغافورة وفنلندا واليابان، وأضافت: لن يتم تطوير التعليم من خلال إصدار العديد من التشريعات لكن لابد من ترجمة الأفكار إلى واقع، مع وضع جدول زمنى وآليات واضحة لتنفيذها تشمل الاهتمام بالمعلم وتطوير وتجديد المناهج التعليمية، كما طالبت بالاهتمام بالتوسع فى إنشاء المدارس للقضاء على مشكلة التكدس الطلابى، والعمل على تغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم والهدف منه.
وعن النظام الجديد للثانوية العامة أكدت النائبة البرلمانية أن المقترح يبدو مقبولا بشكل مبدئى، متسائلة كيف سيتم القضاء على الدروس الخصوصية؟ كما صرحت أنه سيتم طرح قانون لتأسيس مفوضية التعليم فى دورة الانعقاد القادمة، يكون الهدف منها وضع خطط واستراتيجيات لجميع مراحل التعليم تحت إشراف رئيس الجمهورية وسيتابع تنفيذها الوزراء المختصون.
مسئولية أسرية
"المنظومة التعليمية فى حاجة إلى إعادة هيكلة" هذا ما أكدت عليه السفيرة دينا الجندى، عضو المجلس القومى للمرأة خلال كلمتها، داعية الدولة بالعمل على تطوير المناهج قبل تغيير نظام الثانوية العامة، وحملت الأسرة بجانب المدرسة المسئولية عن فشل الطلاب بسبب اعتماد أولياء الأمور على الدروس الخصوصية وتجنب التواصل مع المدرسة وانتظام الأبناء بها، وتنشئتهم على ضرورة احترام المعلم كونه القدوة والمثل فى جميع نواحى الحياة، كما دعت إلى ضرورة تدريب المعلم على كيفية استخدام طرق التدريس الحديثة من خلال التكنولوجيا والإنترنت.
أفكار متجددة
وعن الدور الذى يقوم به المجلس القومى للمرأة لوضع حلول عملية للقضايا التعليمية قال د. أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع ومقرر لجنة التعليم بالمجلس: تحتاج مشاكل التعليم إلى أفكار متجددة تعتمد على الحزم والشدة فى تنفيذها لتغير المنظومة بالكامل، ولذلك عملت لجنة التعليم داخل المجلس على الفصل بينها ولجنتى البحث العلمى والتدريب ما أتاح الفرصة كاملة لها لتحديد مشكلات التعليم ودراستها لتحديد جوانب القصور فيها، مستعينة فى ذلك بمجموعة من الخبراء، وتعمل اللجنة على تقديم التعديلات لتلك الموضوعات وطرحها على المسئولين عن وضع المناهج.
التعليم الابتدائى
وقالت النائبة منى منير، عضو مجلس الشعب: على الجميع النظر للتعليم الابتدائى أولا قبل التنسيق والثانوية العامة، لأن هناك أزمة هوية بسبب تعدد الأنظمة الحكومية والدولية، ففى التعليم الدولى يفقد الطالب الشعور بالانتماء، بينما يعانى التعليم الفنى الإهمال منذ عقود حتى أن الطالب يلجأ إليه بسبب المجموع المتدنى وليس رغبة فى إصقال مهارة أو موهبة، لذا أطالب بضرورة الاستقرار على نظام واحد للتعليم يواكب العصر ويحافظ على الهوية المصرية، مع استحداث الأساليب التكنولوجية فى المناهج التعليمية، والبعد عن الكتاب المطبوع الذى يحمل الدولة أعباء مادية طائلة .
مداخلات وآراء
- طالبت سناء سر ختم، عضو المجلس التنفيذى للشئون النوبية بالاهتمام بالتعليم الفنى خاصة الحرف البسيطة، والتركيز على التربية العسكرية للشباب, وزيادة الوعى القومى وتوعية الطلاب عن مخاطر المخدارات وتأثيرها على مستقبل البلاد.
- من جانبها أكدت منى الوكيل، عضو المجلس القومى للمرأة على ضرورة الاهتمام بتعينات خريجي كليات التربية، وسد الفجوة القائمة بسبب إحالة عدد كبير من المدرسين إلى المعاش, ودعت إلى استحداث مادة الأخلاق وإلغاء تدريس التربية الدينية.
- وأشار حسن بدر، سكرتير تحرير مجلة "حواء" إلى ضرورة وضع خطة واحدة لتطوير التعليم الأزهرى والعام وعدم الفصل بينهما فى التطوير بجانب إتاحة المجال للمجتمع المدنى للمساهمة فى تطوير ورفع كفاءة العملية التعليمية.
- واشار سيد بكرى، مدير أحد المدارس الخاصة بالجيزة: لا بد أن تبدأ الرؤية الشاملة لتغير التعليم من المدارس الصغيرة وليست من أعلى الهرم من وزير التعليم، فالتعرف على مشكلات المدارس عن قرب يعطى فرصة لحلها.
- وأكد المستشار محمود البدوى على ضرورة عدم مقارنة نظام التعليم المصرى بأى نظم تعليمية أخرى، مطالبا بالاهتمام بالهوية المصرية من خلال غرس الانتماء الوطنى بنفوس الطلاب.
التوصيات
● الاهتمام بتطوير المناهج والاعتماد على الأنشطة أكثر من أسلوب الحفظ والتلقين مع تنمية مهارات الطلاب.
● حصر الثلاث سنوات الأولى من التعليم فى الاهتمام بالألعاب والموسيقى مع غرس الانتماء الوطنى فى نفوس الأطفال منذ الصغر.
● الاهتمام بتدريس العلوم الإنسانية لمقاومة التطرف من خلال خطة مجتمعية شاملة.
● إعلاء قيمة المعلم.
● الاهتمام بتدريس الفنون حيث تؤكد نظريات التربية على أن الرقى الجمالى يقضى على التطرف.
● وضع امتحانات قدرات للقبول بالجامعات، مع الاهتمام بالثانوية العامة.
● توفير كمبيوتر محمول لكل طالب فى المرحلة الابتدائية بما يساعده فى التحصيل عن طريق شبكة المعلومات بدلا عن الكتب المدرسية.
● قصر التعليم الدينى على المراحل التعليمية فوق المتوسطة والعليا.