الأحد 19 مايو 2024

«منه وإليه عاد».. فاروق الفيشاوي عشق المسرح حتى الموت

فاروق الفيشاوي

فن25-7-2022 | 16:59

منار بسطاوي

رحل ولا تزال ذكراه خالدة في قلوب محبيه، وجمهوره حتى اليوم، فالتمثيل لم يكن مجرد مهنة يمتهنها، بل عشقه، وسجل به مسيرة حافلة بالأدوار، والأعمال الفنية الناجحة، حتى أنها وصلت إلى ما يقرب من 280 عملًا، ولم يستطع أحد الاختلاف عليها فمن منا ينسا دوره في "المشبوه"، و"كناريا وشركاؤه"، و"الأصدقاء"، و"الجراج" فمنذ طيته الأولى على الساحة الفنية، جذب الجمهور له، وأعجب به الكثير، ووضع بصمته الخاصة في أعماله الفنية إنه الحاوي فاروق الفيشاوي.

ويحل علينا اليوم الإثنين، الذكرى الثالثة على رحيل الحاوي فاروق الفيشاوي، وذلك بعد أن لاقي وفاته المنية في عام 2019 بعد صراعه مع مرض السرطان، وهو من مواليد عام 1952، والتحق بكلية الآداب، وحصل على الليسانس من جامعة عين شمس، وتزوج من الفنانة سمية الألفي، وتعد هي قصة الحب الأشهر في الوسط، ولكنهما انفصلا، وبعدها تزوج من الفنانة سهير رمزي، ثم تزوج من أخرى من خارج الوسط، وعلاقته بالفن بدأت من خلال مشاركته بالمسرح الجامعي.

و"منه وإليه تعود" نستطيع أن نطبق هذه الجملة على مسيرة الفنان فاروق الفيشاوي، وبالأخص على علاقته بالوسط المسرحي، فبالرغم من نجاحاته الكبيرة، وشهرته الواسعة التي حققها على المستوى الفني، وبالأخص في السينما، والتليفزيون، إلا أنه لا يستطيع أن يفعل مثلما فعل الكثير من النجوم، وهو إتخاذ المسرح كوسيلة للشهرة في بداية حياتهم الفنية، والاتجاه بعده إلى السينما أو التليفزيون، ولكنه ظل يطل علينا من فترة إلى أخرى من خلاله، حتى أنهي مشواره الفني من حيث ما بدأ بالتمثيل على خشبة المسرح.

بداية علاقة فاروق الفيشاوي بالمسرح

والفنان فاروق الفيشاوي بدأ حياته الفنية من خلال التحاقه بالمسرح الجامعي، والذي شجعه على ذلك عبد الرحيم الزرقاني ليحقق به العديد من النجاحات، وبعدها تعاون مع العديد من المخرجين، والذين يعدوا من أهم رواد المسرح المصري، من بينهم سعد أردش، وسمير العصفوري، وكرم مطاوع، وسيد راضي، وغيرهم الكثير

 وبعدها تعاون في العديد من الأعمال المسرحية المتنوعة من بينهم"بداية ونهاية"، و"مسليمة الكذاب"، و"شباب إمرأة"، و"أنا والحكومة".

نجاح فاروق الفيشاوي لم يبعده عن المسرح

وبعد ذلك شارك الفنان فاروق الفيشاوي في مسرحية "الدنيا مقلوبة"، وذلك عام 1981، وذلك بالتزامن مع بداية علاقته بالسينما، والتليفزيون، وبعد ذلك شارك بفيلم "المشبوه" مع الزعيم عادل إمام، حينها أعجب به الجمهور كثيرًا.

ومسرحية الدنيا مقلوبة من بطولة ليلى علوي، ونبيلة السيد، وفاروق الفيشاوي، وناهد إسماعيل، وعثمان عبد المنعم، وأمين الهنيدي، وجمال إسماعيل، ومن تأليف أحمد الإبياري، وإخراج طارق صادق.

فاروق الفيشاوي قبطان المسرح

وبعد نجاحه في "الدنيا مقلوبة"، أعاد الفنان فاروق الفيشاوي تجربة التمثيل بجانب الفنانة ليلى علوي، وذلك من خلال مسرحية "البرنسيسة"، والذي تم عرضها على خشبة المسرح عام 1984، وحققت نجاح كبير أيضًا، وأحبها الجمهور إلى اليوم، وجسد الفنان فاروق الفيشاوي خلال أحداث مسرحية "البرنسيسة" دور القبطان، وتدور أحداث العمل حول رفض فتاة للزواج، وتقرر الابتعاد عن العالم الذي تعيش به، ذلك عبر سفينة يقودها قبطان يحمل نفس الأفكار، إلا أن الثنائي تقع بينهما قصة حب، وتتغير رؤيتهما، وهي من بطولة فاروق الفيشاوي، وليلى علوي، ومحمود الجندي، وسمير فريد، ومحمد متولي، وعائشة الكيلاني، ومن تأليف بهيج إسماعيل، وإخراج الصياد.

ويكتسب بعد ذلك الفنان فاروق الفيشاوي شهرة واسعة إلا أنه لم يترك المجال المسرحي قط، فكان من حين لأخر يشارك بعدد من الأعمال المسرحية منها "المنولوجست"، "أعقل يا دكتور"، و"الناس اللي في التالت"، و"الأيدي الناعمة".

 فاروق الفيشاوي يودع المسرح بالملك لير

وفي آخر علاقته بالمجال الفني، والذي ودع الجمهور من خلاله هو المسرح حيث تعد آخر أعماله الفنية مسرحية "الملك لير"، والذي كان يشارك بالتمثيل بها حتى آخر أيامه، ووفاته، وكان يجسد من خلالها دور "اللورد جلوستر"، وهي مسرحية للكاتب العالمي شيکسبير.

وتدور أحداث مسرحية "الملك لير" حول "لير" الذي يقوم بتقسيم تركته قبل وفاته على بناته الثلاث، ولكنه يطلب منهن أن يعلنوا حبهن له، اثنين استطاعوا أن ينافقوه ويفعلن ذلك، ولكن الصغيرة لم تستطع فحرمها من الميرات، وهي من بطولة يحيى الفخراني، ورانيا فريد شوقي. وهبة مجدي، وأحمد عزمي، ونضال الشافعي ومن إخراج تامر كرم.