الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة

في ذكرى وفاته.. توفيق الحكيم أهم أدباء مصر ورائد «المسرح الذهني»

  • 26-7-2022 | 11:17

توفيق الحكيم

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير توفيق الحكيم في مثل هذا اليوم 26 يوليو من عام 1987م، وهو أحد أبرز الأسماء التي مرت على تاريخ مصر في الأدب الحديث، كما يعُد أحد رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية، وكانت لمسرحيته «أهل الكهف» والتي صدرت في عام 1933م حدثًا هامًا في تاريخ الدراما العربية وكانت سبب في ظهور تيار فكري جديد عرف في الأدب المسرحي بـ «المسرح الذهني» وارتبط هذا النوع الفكري ارتباطًا وثيقًا باسم توفيق الحكيم.

 

ولد حسين توفيق إسماعيل الحكيم لأسرة ثرية من أب مصري ريفي يعمل في السلك القضائي، يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين، وكانت أمه تتفاخر بعائلتها العريقة وتحاول دائمًا عزله عن البيئة المحيطة به من الفلاحين ومنعه من الاختلاط بهم وبأطفالهم واللعب منعهم مما تسبب ذلك في تأسيس عالم من العزلة والإنطوائية داخل نفس الطفل توفيق الحكيم، وظهر ولعه بالأدب والفن منذ صغره وكان دائم التردد على فرقة جورج أبيض ليجد ما يرضى ميوله الفنية وزاد داخل نفسه انجذابه للمسرح.

 

كان لتوفيق الحكيم دوره السياسي منذ شبابه حيث شارك مع أعمامه في مظاهرات ثورة 1919م، وقبض عليهم على إثر هذا واعتقلوا بسجن القلعة، ولكن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه، والتحق بعدها إلى كلية الحقوق حسب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925م.

 

ساهمت نفوذ والد توفيق الحكيم وإتصالاته على حصوله على بعثة دراسية في باريس بفرنسا للحصول على الدكتوراة في الحقوق هناك ألا أن ولعه بالفن والمسرح كان أشد شغفًا عنده وكان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي وذلك منعه من تحقيق ما أوفده والده من أجله مما اضطر والده أن يستدعيه بعد ثلاث سنوات فقط من إلحاقه بالبعثة دون أن يثمر فيها أي شيء وعاد مثلما ذهب.

 

وفي عام 1930م، عمل توفيق الحكيم وكيلا للنائب العام، وظل يترك وظيف ليتلحق بأخرى، وفي عام 1934م عمل مفتشًا للتحقيقات في وزارة المعارف ومن ثم مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937م،  ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي، واستقال ليعود مديرًا لدار الكتب المصرية عام 19454، وانتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية، وعضوًا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة،  وفي سنة 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس، وفي أوائل سنة 1960 عاد إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب.. عمل بعدها مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971م.

 

وفي عام 1933م نشر توفيق الحكيم مسرحية فلسفية بعنوان "أهل الكهف" وهى قصة مستوحاة من القرآن، وكانت هذه المسرحية البداية للعديد من المسرحيات التى أصبحت أساسًا كلاسيكيًا للأدب العربى الحديث، وعرف من خلال هذه المسرحية في ظهور تياره المسرحى الذي عرف بـ «المسرح الذهني» وذلك لصعوبة تجسيده فى عمل مسرحي، وكان توفيق الحكيم يدرك ذلك جيدًا حيث قال فى إحدى اللقاءات الصحفية : «إنى اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز، لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة».

 

 

حصل الحكيم عام 1958م، على قلادة الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر لمساهماته المختلفة وخاصةً عن عمله المميز «عودة الروح» الذي يعتقد أنّه ألهم عبد الناصر نفسه إضافةً إلى الجيل بأكمله، حيث كانت تحمل رموزًا مختلفة تعود إلى مصر القديمة وأمجادها الخالدة التى عمل عبد الناصر على إحيائها.

 

وحصل فى عام 1962 على جائزة الدولة التقديرية لإخلاصه للفن وبشكلٍ خاص الدراما، بالإضافة إلى إشعاله الروح القومية من خلال كتاباته الدرامية، إخلاصه لحركة التطور الاجتماعي، واهتمامه العميق بإنهاء كافة مظاهر الظلم والفساد.

 

ومن أبرز مؤلفات توفيق الحكيم: «أهل الكهف»، و«شهرزاد»، و«عهد الشيطان»، و«سليمان الحكيم»، و«الملك أوديب»، و«بجماليون»، و«رحلة إلى الغد»، و«دقت الساعة»، و«إيزيس»، و«الحب العذري»، و»لعبة الموت»، و«شمس النهار»، و«مصير صرصار»، و«الحمير»، ومن قصصه ورواياته: «القصر المسحور»، و«عودة الروح»، و«عصفور من الشرق»، و«ليلة الزفاف»، و«يوميات نائب في الأرياف»، و«الرباط المقدس»، و«عصا الحكيم».

ومن أعماله التي تحولت لأعمال سينمائية نذكر منها: «رصاصة في القلب»، «الرباط المقدس»، «الأيدي الناعمة»، «ليلة زفاف»، «يوميات نائب في الأرياف»، «عصفور الشرق».

الاكثر قراءة