- لا يوجد تشابه بين «البيت بيتي» و«منعطف خطر».
- قليل جدًا أن أجد عمل سينمائي به محتوى هادف.
- المسرح يعيد لياقة الممثل الفنية كاملة واللياقة البدنية والذهنية.
- ما يحدث الآن على السوشيال ميديا «الفوضى بنت الفراغ».
شارك الفنان القدير ياسر علي ماهر، في 4 أعمال درامية فى الفترة الماضية، عرضت جميعها على إحدى المنصات الرقمية، وهي: عالم تاني والبيت بيتي والثمانية ومنعطف خطر.
وتحدث "ماهر" في حوار لـ"دار الهلال" عن كواليس مشاركته ورأيه في الأعمال السينمائية المطروحة على الساحة حاليًا.
وإلي نص الحوار:
** هل ترددت قبل خوض عملين بنفس الشخصية في وقت واحد؟
نهائياً، لا أتوقف عند ذلك لأن التشابه في الأفكار ليس له علاقة بالتشابه في الأداء وهذا لا يقلقني نهائيا، و"البيت بيتي" و"منحني خطر" لا يوجد تشابه بين الشخصيتين لأنهم في حقبتين زمنيتين مختلفتين، كما أن معالجتهما مختلفة تماماً عن بعضهما البعض، ولو توقفت عند هذه النقطة يعني هذا أنني سأجسد الدور مرة واحدة في مشواري الفني فقط بمعني أنني أقدم شخصية دكتور مرة واحدة في العمر والمهندس وهكذا.
** من الفنان بين فريقي عمل المسلسلين "البيت بيتي" و"منحنى خطر" الذي لم يجمعك به عمل من قبل؟
مسلسل البيت بيتي جمعني مع صديق عمري أحمد صيام بعد فترة طويلة جدا، وبالرغم من أننا أصدقاء عمر، ولكن لم تجمعنا أعمال كثيرة وبالعكس أعمال قليلة جدًا جمعتنا سويا، والبيت بيتي جمعني للمرة الأولى بالعمل مع علا رامي وعابد عناني ومصطفي خاطر .
** هل تفضل الأعمال الدرامية الجديدة التي تكون 7 حلقات أو 15 حلقة أم الطويلة ذات الـ30 و 45 حلقة؟
فكر خاطئ أن المسلسلات التي تحتوي علي عدد حلقات قليلة هي شكل جديد للأعمال الدرامية، بل هي عودة لأصول الدراما القديمة لأننا عندما نشأنا كنا نقدم الأعمال الدرامية بما يسمي السباعية و الخماسية والسهرة وسهرة من جزأين والخامسة عشرة وكان المستجد عليها الثلاثون حلقة ، حيث أنني أؤيد المسلسلات السباعية وما شابهها، وذلك لأنه توجد أشكال فنية تسمح فكرتها وتلزم المألف ب30 حلقة وأخرى الموضوع نفسه لا يسمح بالـ 30 حلقة فـ يلجأ للحشو في المحتوي وهذا ممل، لذا أفضل أصولنا التي نشأنا عليها وهي السباعية لأنها تكون مكثفة ويمكن للناقد متابعتها، ومن جهه أخري فرصة العمل تكون أكثر وأفضل لأنها تتيح لتعدد فرق العمل وبهذا يكون استفادة أكبر، وأرى أننا نترك الـ30 حلقة للضرورة فقط عندما نحتاج لهذا العدد.
** ما الذي تراه مختلفا في الأعمال الفنية بالتصوير في الماضى والآن؟
الوضع أختلف حاليا بالتصوير، لأني عندما انتهي من تصوير مشاهدي أهرب سريعا لأن الوضع غير لطيف من حيث غياب القواعد لأننا تعودنا علي وجود ثوابت في حياتنا وهذا ما يجعلني أشعر بالاستياء، ووجود اختلاف شديد ومنها عدد ساعات العمل وهذا حدث به خلل لأني يطالب مني أن أصور لمدة 18 و22 ساعة وأكثر ولا أكون سعيدا لأن هذا غير طبيعي، لأني عندما أذهب للعمل أشعر بأنني منتهك وقوانين حمايتي منتهكة، كما أن "فرحة زمان" اختفت وبروفات الطرابيزة انتهت التي من خلالها استطيع تقييم دوري ولكن اختفي ذلك.
كما أصبحنا نبدأ تصوير العمل بكتابة 3 حلقات فقط واستكمال الباقي أثناء التصوير وهذا يجعلني أدخل العمل دون تقيم لدوري وأبعاده، وبهذا يتم الاعتداء علي حريتي في قبول أو رفض العمل ولا يوجد أمامي سوى قبول العمل لأنه لا توجد لدي رفاهية الرفض لأن العمل لم يكتمل أمامي، وصراع الأجيال عند العمل مع من شارك في صعودك يكون به مشاكل نسبيا ولكن الشباب الصاعد يكون العمل ممتع معهم لأنهم يشاركوني العمل بعد أن تكونت فنيا، ولذلك المتعة بالعمل قلت إلى حد ما.
** أيهما أنضج فنيا.. المخرجين الشباب الصاعد أم القدامى فى ظل التقدم الذي وصلنا له حاليا؟
المخرج القديم كانت ثقافته أكبر لأن القراءة كانت أمرا أساسيا وهذا يفيد الممثل، ورغم التقدم والتوسع الذي وصلنا له إلا أن زمان كان المخرج أنضج كما أن توجد أشياء لصالح المخرجين الشباب الصاعد وهي ذواتهم قليلة وإحساسهم بالعمل الجماعي كبير المخرج الواسع الأفق يفيدنا .
** كيف تقيم محتوى الأعمال السينمائية التي تقدم حالياً؟
قليل جدا ما أجد عملا سينمائيا به محتوي جيد يستحق المشاهدة.
** هل شاهدت أي من الأعمال السينمائية المطروحة حاليا؟
لم أشاهد أي من الأعمال السينمائية الجديدة، على الرغم من أنني أحب أن أري الأفلام في السينما لأنها حالة خاصة.
أين أنت من الأعمال المسرحية ؟
لم يعرض علي أعمال مسرحية جيدة وعندما يحدث ذلك سأعود للمسرح علي وجه السرعة، لأن المسرح يعيد لياقة الممثل الفنية كاملة و البدنية والذهنية، لأن المسرح ثقيل.
** هل الفن أخذ منك حريتك الشخصية وحياتك الطبيعية؟
لا يوجد ما يجعل الفن يأخذ مني حياتي بأكملها، وأنا إنسان مثل أي إنسان عادي لي حياتي وأعيشها بحرية، حيث أنني انتبهت لذلك عندما كنت دائما أذهب للمكوث مع المؤلفين أنور عبد المغيث وعصام الشماع وأبيت لديهما لنصنع أسماءنا الفنية ونعمل علي مشروعاتنا، وذات يوم عدت للمنزل وقال لي ابني جملة جعلتني أفيق مما أنا فيه وهي "بابا أنت جاي تبات عندنا"، ومنذ ذلك الوقت أعيش بحريتي، أنا فنان حر ولست عبدا للفن ولكن هذا لا يمنع أن الفن جزءا كبيرا من حياتي.
** هل السوشيال ميديا ضارة أم نافعة للفنان؟
السوشيال ميديا ساهمت في انتشار الفنانين بشكل أوسع، أنا عندما كنت أعمل علي المسرح كان يراني من خلاله 150 شخصًا وهذا ما أقصده، ولكن بخصوص ما يحدث عليها في هذه الفترة فهو انبهاراً به ليس إلا، وقلة وعي لاستخدامها، ومثل ما كان انبهارنا في الماضى بالتليفزيون الملون أخذ وقته وأصبح شيئًا عاديا سيحدث نفس الشيء، ولكن يجب أن يكون لدينا وعي لكيفية التعامل معها هذا ما ينقصنا ويجب أيضا التعامل معها كأداة وليست هدفا لأنها أداء عمالقة أتاحت لنا المعرفة بكل شيء في وقت قصير دون جهد مثال القراءة والمعلومات التي كنا نبذل وقتا وجهدا كبيرا لمعرفتها، الآن أصبحت بنقرة واحدة، وفي النهاية الحياة تتقدم وتتراجع وما نمر به هو ما يسمي انبهار وعندما يذهب الانبهار بالسوشيال ميديا سنعود للقراءة مثلما كنا وستظل السينما والمسرح والإذاعة هي أرقى الفنون.
** كيف ترى الجدل الثائر حاليا حول قضايا العنف وانتشارها على السوشيال ميديا؟
الفراغ هو وراء كل ذلك لأن عواقبه الإرهاب والعنف الجنسي والإدمان وغيرها، عدم وجود هدف لينشغلوا به، أي نعم تتم إنجازات كبيرة لكننا لم نساهم بها فأنها تأتي إلينا جاهزة، مثال لو أنا شاب مشارك في فرقة هواة فهذا يبعدني عن أي شيء لأني سأقضي على الفراغ، كما أن الشباب لديهم فرص قليلة في التألق بسبب انهيار الثقافة الجماهيرية ومسرح الدولة ومراكز الشباب والعمل السياسي الحر وغيرها، كل هذا يساهم في توازنهم ولكن حدث انسداد عام لأن يوجد حالة تمنع تحقق الذات الذي يجعلنا أفضل ، فكل هذا يسمى "فوضي بنت الفراغ" .