حثت الولايات المتحدة أوكرانيا على اختيار مدع عام يتمتع بالمصداقية ليحل محل النائب العام الذي تم إقالته مؤخرًا، ودعت إلى تجديد الجهود للتصدي للفساد بينما تحاول كييف صد الهجمات الروسية. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحفيين "إننا ننضم إلى شعب أوكرانيا في التأكيد على أهمية التعيين الشفاف للمدعي العام الجديد والمؤهل تأهيلا عاليا والمستقل حقا". وأضاف أن "استقلالية وحياد المدعي العام أمر حاسم لضمان نزاهة الجهود المبذولة لتحقيق المساءلة في أوكرانيا".

وأشار نيد برايس إلى أن مكافحة الفساد في أوكرانيا، وهي مصدر قلق طويل الأمد للولايات المتحدة، هي أكثر أهمية لأن الدولة في حالة حرب ترغب في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال "يجب محاربة الفساد على الرغم من أن أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد العدوان الروسي"، مضيفًا أنه إذا كان هجوم موسكو يشكل "تهديدًا خارجيًا"، فإن "الفساد يمثل تهديدًا داخليًا". وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن في منتصف يوليو عن إقالة المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا، وكذلك رئيس جهاز الأمن إيفان باكانوف.

ووجه الرئيس انتقادات لهما لما اعتبره الجهود غير الكافية في محاربة الجواسيس الروس والمتعاونين مع موسكو. وكانت الولايات المتحدة، التي منحت أوكرانيا مساعدات بمليارات الدولارات، ولا سيما المساعدات العسكرية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، قد أصرت بالفعل في الماضي على أهمية مكافحة الفساد. ثم قام نائب الرئيس في ذلك الوقت جو بايدن في نهاية عام 2015 بالضغط على السلطات الأوكرانية لإقالة المدعي العام، فيكتور شوكين، في إطار الجهود المنسقة مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على وجه الخصوص، لأنه كان كذلك متهم بالتستر على الفساد في أوكرانيا وتخريب الإصلاحات الحكومية.

وأثارت القضية نظريات مؤامرة لا أساس لها حول هانتر، نجل جو بايدن، الذي كان عضوًا في مجلس إدارة شركة أوكرانية في ذلك الوقت، ورددها الرئيس دونالد ترامب. ثم ظهرت جهوده لإقناع كييف بتقديم معلومات مضرة بجو بايدن، وساهمت في دفع الرئيس الأمريكي إلى حافة الإقالة لأول مرة.