بقلم : سكينة السادات
ما زلت أناشد البابا تاوضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية أن يفكر بشأن أخواتنا القبطيات من حيث قوانين الأحوال الشخصية وفى الحكاية التى كتبت طرفا منها الأسبوع الماضى ما يثبت أن كثيرات من شقيقاتنا القبطيات يعانين من تعنت تلك القوانين أريد أن أقول لنيافة البابا إنه ليس هناك امرأة على وجه البسيطة نريد أن تخرب بيتها بنفسها بدون سبب وأنه لا جدوى من الضغط على أى إنسان وإرغامه على أن يعيش مع إنسان يكرهه أو إنسان أساء إليه إساءة بالغة ! دميانة صاحبة حكايتنا جامعية موظفة فى شركة كبيرة تزوج أخوها وأختها وظلت بلا زواج حتى سن الثلاثين كانت ترعى والدتها بعد وفاة والدها وزواج إخوتها ورفضت الكثير من العرسان ثم ضغطت عليها والدتها كى تتزوج وأخيرا قبلت الزواج من محاسب شاب يكبرها بأربع سنوات وأمضيا شهورا سعيدة ثم بدأت خطوط أطماعه تظهر فقد أتى بأمه لكى تعيش معهما فى الشقة التى كان والدها قد اشتراها لها قبل وفاته وأجر شقة أمه مفروشة وبدأ فى إرغامها على أن تعطيه راتبها أول كل شهر حتى تدير أمه البيت وتنفق أقل القليل رغم أنها لا تقدم بمساعدة دميانة فى أية أعمال منزلية ثم تطور الأمر إلى الضرب المبرح عندما رفضت أن تعطيه توكيلاً رسميا كل ذلك والمسكينة لا تحكى شيئا لإخوتها ولا لأمها حتى لا يتدخل أحد منهم وحتى لا تتأثر صحة أمها التى لا تأكل عندما تحزن أو تتوتر، وأخيرا وبعد عام كامل ظهر ما كانl خفيا !! أخيرا .. هربت دميانة إلى بيت أمها وهى منهارة تماما تبكى بلا انقطاع ولا تستطيع أن تنام أو تأكل أو تذهب إلى عملها وبعد أيام ذهبت إليها بحكمت أن والدتها السيدة نادية جارتى منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما ونحن نعتبر أسرة واحدة فى السراء والضراء ! كانت دميانة تتماثل للشفاء وكانت قد بدأت تستعيد صحتها التى كانت قد انهارت تماما وعلى مهل قالت لى: ألم أقل لك إنه داخل على طمع؟ قلت لأمى التى لم تصدقنى ! واستطردت.. أول شىء عندما جاء بأمه من شقتها فى مصر الجديدة وأجر شقة أمه مفروشة بحجة أنه يريد أن يشترى شقة باسمه لأنه لا يجب أن يعيش فى شقة باسم زوجته !! طيب كان فين الكلام ده من الأول ؟ ثم استيلاؤه على راتبى أول كل شهر بحجة أننى مسرفة وأن أمه )واعية) ومدبرة فى الشئون المالية.. وثالث شىء هو ضربه لى ضربا مبرحا عندما رفضت أن أعطيه توكيلا شاملا منى !! وقالت دميانة.. ثم كانت المفاجأة يا سيدتى عندما زارتنى فى مكتبي سيدة قالت إنه كان مرتبط بها قبل أن يخطبنى بعدة سنوات وأنها هى التى رفضت إكمال الزواج لعدة أسباب أولا أنها أصرت على إجراء الفحص الطبى لها وله قبل الزواج وتبين أنه يحتاج لعلاج طويل قبل أن يتمكن من الإنجاب وربما لن ينجح العلاج فالنتيجة غير مضمونة وقالت إنه إنسان يعشق المال عشقا وأن كل شىء يفعله بتخطيط كامل من السيدة والدته ! وقالت إنها سمعت من صديقة لها أننى فقدت وزنى وأننى دائمة البكاء فآثرت أن تحكى لي كل شىء حتى لا يعاقبها الرب !! وعندما سألتها لماذا لم تجئ إلى قبل الزواج لتقول لى هذا الكلام ؟ قالت إنها كنت قد سافرت إلى كندا ومكثت هناك عاما ونصف عام عند شقيقها !!
***
وقالت دميانة.. لقد طلبت الطلاق من الكنيسة وطلبت منهم أن يقوموا بالفحص الطبى وقالوا جميعا أن الغلطة غلطتى لأننى لم أنفذ تعليمات الكنيسة بإجراء الفحص الطبى قبل الزواج وغلطة الكاهن الذى عقد الزواج دون التأكد من وجود شهادة الفحص الطبى ! ما علينا.. طلبت الطلاق ورفعت قضية طلاق أمام محكمة الأسرة وحصلت على الطلاق المدنى ولكن ماذا عن الطلاق من الكنيسة الذى بدونه لا يصبح الطلاق عندنا شرعيا ولا جائزا ؟
***
ومرت على هذه الوقائع ثلاث سنوات كاملة وكانت دميانة قد استعانت بالشرطة فى إخراج زوجها وأمه من الشقة التى اشتراها لها والدها باسمها قبل وفاته وكان قد زور توكيلا شاملا من دميانة ولولا رحمة الله بتلك السيدة المسكينة لكان زوجها الطماع قد باع الشقة بالتوكيل المزور وهى لا تدرى إذ كان شقيقها الصيدلانى قد أبلغ الشرطة بما حدث لأخته فى محضر رسمى وقدم أوراق ملكيتها للشقة كما قدم إنذارا بإخلاء الشقة من زوجها وأمه ولولا ذلك المحضر لكانت الشقة قد بيعت بدون علمها وأخيرا وبعد ثلاث سنوات كاملة وبعد أن ألزمت الكنيسة الزوج على إجراء الفحص الطبى وتبين أنه لا ينجب حقيقة وبعد إثبات وقائع الضرب وخلافه حصلت دميانة على حكم بالطلاق الكنسى بالإضافة إلى الطلاق الذى حصلت عليه من محكمة الأسرة وقالت أما الخبر الجيد الوحيد فى هذا الموضوع فهو تقدمى للحصول على تصريح بالزواج وبعد ستة شهور وبعد التحقق من كل ما تقدمت به وافقت الكنيسة على منحى تصريح بالزواج !! نيافة البابا تاوضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية .. أرجوك أن تجد حلا شرعيا لإخوتنا القبطيات اللاتى تستحيل الحياة بينهن وبين أزواجهن كما يظهر الحال فى حكاية الابنة دميانة التى ضيعت من عمرها خمس سنوات حتى أثبتت للكنيسة أنها مظلومة ومن حقها الطلاق، وأقول لنيافتكم إنه ليس هناك امرأة واحدة تريد أن تخرب بيتها بدون سبب وليس هناك أى شىء فى الدنيا يضطر الرجل أو المرأة للحياة مع يكرهه ومن يسيء إليه وشكرا لنيافتكم !