السبت 29 يونيو 2024

البنات ونتائج الثانوية العامة ومستقبل الأبناء

25-7-2017 | 13:11

بقلم : إيمان حمزة

حقق البنات تفوقا كبيرا واحتل الكثير منهن مراكز أوائل الثانوية العامة وذلك على امتداد السنوات الخمس عشرة الأخيرة، ومع فرحة الأوائل وفرحتنا بنبوغهم وفرحه الناجحن والناجحات.. يبدأ إعان الحالة القصوى بكل البيوت التى بها أبنائنا الذين يستعدون لرحلة الألف ميل لتحديد مستقبلهم للالتحاق  بكليات ومعاهد الجامعات المختلفة، فنتائج الثانوية العامة هى بوابة العبور إليها، والنجاح والمجموع هما الوسيلة فى زمن أصبح فيه التنافس على أشده، وفى وقت وصلت فيه المجاميع إلى 100 % مما جعل 96 % أحيانا لا تمكن من الوصول لكليات القمة من طب وصيدلة وهندسة، وفى هذا السباق المحموم نجد آباء وأمهات آخرين يناضلون مع أبنائهم وبناتهم ليصلوا بنجاحهم والمجموع بما يتجاوز 85 % حتى يستطيعوا تحقيق الحلم المفقود من خال الجامعات الخاصة التى انتشرت بشكل غير مسبوق فى ب ادنا لتحقق أحلام  المتعلق ينمن الأهل قبل الأبناء للحاق بكليات القمة من العلمى والرياضة.. وغيرهم يتمنون النجاح للالتحاق  بأى كلية أو معهد.. وللأسف يضيع خال ذلك ما هو الأنسب والأكثر توافقا مع قدرات وإمكانيات كل ابن وابنة وتحقيق أحلامهم.. وكأن حياتهم ستتوقف أو تنتهى  إذا لم يتمكنوا من اللحاق بكليات بعينها وخاصة كليات القمة.. ولكن آن الأوان أن تكون نظرتنا أكثر عصرية وواقعية ووعيا لما يحدث الآن بيننا وأن نعترف أن الحياة وطريق النجاح بها لا يقوم على هذه النظرة التقليدية..

فالنجاح لم يعد مقصورا على الأطباء والمهندسن بل هناك من هم أكثر نجاحا فى المجالات المختلفة الأخرى التى تتطلبها فرص العمل المتاحة على الساحة الآن فى مصر والخارج فى كل سبل الحياة.. وبكل الحب نقول رفقا بأبنائنا ولنرحمهم من عناء هذا الضغط العصبى على أعصابهم المجهدة بل أعصابنا جميعا كأمهات وآباء علينا أن نكون صمام أمان للأبناء فى هذا الوقت الحرج حتى نمتص مخاوفهم وقلقهم الزائد الذى قد يؤدى بهم إلى محاولات الانتحار خوفا من مواجهة الفشل، وللأسف الشديد أصبحنا نرى هذه الحوادث المحزنة والمؤسفة لأبنائنا بدلا من أن يستقبلوا حياتهم بنظرة متفائلة على الدنيا.. فلديهم العديد من الكليات التى تتوافق معهم واحتياجات سوق العمل فى عصر البرمجيات الإلكترونية التى برع بها أبناؤنا، وأيضا الهندسة الوراثية وكليات الزراعة النووية للأبحاث العلمية.. وأيضا كليات الخدمة الاجتماعية والآداب وتخصص معالجة التخاطب وذوى الاحتياجات الخاصة وكليات اللغات والترجمة الفورية إلى جانب كليات التجارة بتخصصاتها المختلفة لاحتياجات إدارة الموارد البشرية والتسويق الدولى وغيرها من كليات الحقوق والتحكيم الدولى والإعلام.. وغيرها وغيرها من الكليات التى تفتح آفاقا جديدة للحياة العملية أمام أبنائنا.. فالأهم هو ما يحب ويبرع فيه الأبناء حتى يستطيعوا النجاح فى دراستهم وفى عملهم بعد التخرج ليكون التميز والابتكار والإبداع حليفا لهم فى حياتهم.. وبذلك يكون إحساس كل ابن وابنة بكيانه ووجوده وحبه لما يتعلمه ويعمله بعد ذلك وليس مجرد كليات لا يجدون أنفسهم بها، وعندما يحصلون على شهاداتهم الجامعية لا يجدون أى فرص عمل ليصابوا بالإحباط واليأس والأمراض النفسية والاجتماعية.. ولتكن نظرتنا المستقبلية أفضل للأبناء الذين لا يستطيعون التحصيل الجامعى للاتجاه للتعليم  الثانوى الفنى أو التجارى أو الصناعى.. فالحياة تحتاج إلى هؤلاء الخريجن بشكل كبير أيضا.. فقط على المسئولين تقديم كل الإمكانيات لتطوير قدرات أبنائنا  من التدريب والتحديث المناسب لتطوير إمكانياتهم لتناسب العصر الذى نعيشه .

ونظرة واقعية للناجحن والناجحات فى الحياة من حولنا بل أيضا المخترعن من الشباب بما يفيد حياتنا ويؤكد كل ما سبق.. وتمنياتنا بالنجاح والتوفيق لكل أبنائنا وبناتنا.