الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مجدي سبلة يكتب : صناع الدول الفاشلة سقطوا في مصر

  • 26-7-2017 | 00:05

طباعة

بقلم : مجدى سبلة

لفت نظرى بشدة عنوان «آليات المواجهة لصناعة الدول الفاشلة» أحد العناوين الستة لجلسات المؤتمر الدورى الرابع للشباب الذى انتهى أمس بمكتبة الإسكندرية، لأن هذه الجلسة كانت أقرب إلى كشف حساب للحكومة المصرية ووزرائها أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكثر من ١٣٠٠ شاب من مختلف الأحزاب المصرية والمجتمع المدنى ووسائل الإعلام، كشف حساب الحكومة حمل عناوين رؤية مصر ٢٠٣٠ والحماية الاجتماعية والطاقة والتحدى واسأل الرئيس ونماذج محاكاة الدولة المصرية وقانون الرياضة الجديد وتطوير البنية الأساسية ومؤشرات الإصلاح الاقتصادى ومشروع منظومة المعلومات للدولة المصرية وتنمية محافظات غرب الدلتا الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ.

جذبنى عنوان «آليات مواجهة صناعة الدولة الفاشلة» جذبنى نحو قضية لابد من التركيز عليها لنرسل رسائل واضحة للشباب المصرى حتى يعرف ويتعرف على مفاهيم صناعة الدول الفاشلة وآليات المواجهة، حتى لا يقع شبابنا المصرى فى غياهب تلك الصناعة التى أصبحت تشرف عليها أجهزة دول كبرى ودول أخرى عميلة بهدف صناعة دول فاشلة فى المنطقة العربية ومن بينها مصر.

ولأنه بات من المهم جدا أن يعرف الشباب المصرى جيدًا كيف يواجه الشائعات والأكاذيب التى تخرج عن الجماعات الظلامية وهى أحد أسلحة هذه الصناعة. كان لابد أن يعرف الشباب أن جماعات الإرهاب سواء فى مصر أو دول المنطقة يتم استئجارها من قبل هذه الأجهزة والدول المغذية لهم للقيام بعملياتهم الإرهابية بدلًا من هذه الدول وقياداتها خوفًا من القوانين والمحاكم الدولية متصورين أنهم بذلك سيفلتون من العقاب خاصة بعد أن انكشف أمر دعمهم للإرهاب. وتم ضبط الوثائق التى تدينهم وتثبت تورطهم بشكل مباشر فى صناعة إفشال دول المنطقة العربية ومنها مصر وإضعافها، إلا أنهم خاب ظنهم وتم القبض عليهم «كالحرامى الذى ضبط متلبسًا فى سرقة» ولا يمكن التغاضى عنه لأن تمويلهم تسبب فى موت أبرياء وشهداء فى مصر والدول الأخرى المستهدفة.

وغالبًا تعتمد سيناريوهات صناع الدول الفاشلة على إحداث فوضى فى منطقة ما فى دولة معينة حتى يصعب السيطرة عليها وبعدها يتم إسقاطها من حكم الدولة المستهدفة كما يحدث فى ليبيا فى مناطق درنة وسرت وبعض مناطق العراق وسوريا واليمن وكما كان مخططًا لمنطقة سيناء فى مصر، وبهذه العمليات المحسوبة يتم حساب الدولة التى يصعب السيطرة فيها على منطقة ما بأنها دولة فاشلة، وكان لابد أن يفهم الشباب هذا النوع من الرسائل جيدًا.

وكذلك من الرسائل التى استهدفها المؤتمر لشباب مصر رسالة الإرهاب الإلكترونى الذى يلجأ إلى تشويه العقول لبعض شبابنا ويذهب بمفاهيمهم إلى اتجاه معاد للدولة وهى كتائب إلكترونية إخوانية وغير إخوانية تجيد هذا النوع من الإرهاب باحترافية عالية لإحداث فوضى وإحباط داخل الدولة المستهدفة.

ولم يعد سرا أن تقوم هذه المنظمات والكتائب الإرهابية الإلكترونية بتغذية الملفات والمناطق المثيرة للقلاقل مثل منطقة سيناء فتسقطها من حسابات الدولة، فتصبح خارج السيطرة لتحقيق غرضهم فى أن تصبح الدولة فاشلة ومنقوصة، وهذا ما تنبهت له مصر فى ٢٠١١ وقاومت صناع الدول الفاشلة مبكرًا وواجهتهم بحسم، وإن كانت هذه المواجهات جاءت على حساب الشعب المصرى فى شهداء الوطن الذين تصدوا لهذا المخطط منذ ٣٠ يونية ٢٠١٣ أو على حساب الأوضاع الاقتصادية التى يتحملها الشعب المصرى ويعترف بها الجميع.

لقد نجح مؤتمر الشباب كمائدة كبيرة للحوار بين الرئيس والشعب حيث أصبح يمثل للشعب المصرى حالة من النجاح، لأن الشباب يسأل عن أوجاعه وأوجاع المجتمع والرئيس يجيب ويتميز الرئيس بالمصارحة والمكاشفة فى الإجابة لدرجة أنه ينطق بتشخيص الحالة وأوجاعها قبل السائل، مع العلم أن مصارحة الرئيس تعطى رد فعل إيجابيا بين الشعب ورئيسه. ليقطع هو الطريق أمام صناع الدول الفاشلة بمصارحته بحقيقة الأوضاع حتى لا يتلقفوا شبابنا ويقعوا فى براثنهم، لذلك يركز الرئيس مع الشباب على صناعة ثقافة الفهم والوعى لحقيقة الأمور ويهدف كذلك إلى المشاركة السياسية للشباب ولكن بعلم وبرؤية لأن الوعى أحد أهم وسائل النجاة من شرور صناع الدول الفاشلة.

ولأن مؤتمر الشباب أثمر عن نجاحات كبيرة يتم تطويره حاليًا ليصبح «منتدى لشباب العالم» وتحولت فكرة لقاء الرئيس بالشباب إلى فكرة دولية، يهدف الرئيس من ورائها إلى تعميق فكرة الإبداع والانطلاق عند الشباب المصرى لكى يواكب الشعوب التى تسير فى ركاب التقدم والتحضر، وسيصبح المؤتمر الخامس المقرر انعقاده فى ديسمبر القادم بشرم الشيخ مؤتمرًا دوليًا للشباب لينتقل بمؤتمر الشباب وقضاياهم من المحلية إلى العالمية وتنتقل مناقشاته إلى ما يشبه حوار الحضارات بين شباب مصر وشباب الدول المشاركة وربما يخرج الشباب من كل دول العالم برؤية موحدة حول نبذ الإرهاب، أو الاتفاق على رؤية موحدة أخرى تستفيد منها الشعوب فى كل الأقطار المشاركة.

المهم جدًا فى المؤتمر الرابع للشباب هو تلقى شباب مصر رسائل واضحة من الحكومة المصرية ورئيس الدولة حول ما يتم إنجازه على الأرض من مشروعات قومية حقيقية وليس أرقامًا وهمية، كما كانت تتاجر بها الحكومات السابقة على الشعب ليتحقق هدف نقل هذه الرسائل الحقيقية إلى المصريين بطريقة مباشرة وصادقة يطمئن إليها الناس.

وأيضًا أرسل هذا المؤتمر رسالة واضحة للشباب بأنه ليس هناك مستحيل، من خلال ما قام به الشاب ياسين الذى تجول على دراجته وجمع رسائل تعبر عن مشاكل ومتاعب المواطن المصرى فى أربع محافظات على الأقل هى الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ، وقام بتوصيلها للرئيس فى مؤتمر أمام العالم لكى يصدق من جمع منهم الرسائل فى المحافظات الأربع أن الرئيس سيسمعهم وسيحل لهم كل مشاكلهم ومن خلال ما يهدف إليه الرئيس ويمكن أن يوصف الشباب بأنهم الأفضل بين شباب الدنيا عندما يكون لديهم رؤية، وتكون هذه الرؤية من خلال تحديد الهدف واستدل الرئيس بأنه لا توجد دولة فى العالم نجحت إلا من خلال رؤية محددة ولذلك قرر المؤتمر أن يطرح رؤية مصر ٢٠٣٠ على الشباب لكى تصل الرسائل واضحة لشبابنا المصري، بالرغم من أن التخطيط لهذه الرؤيه خرج من الشعب وعندما تحدث الوزراء فى مؤتمر الشباب أجمعوا على أن دول جنوب إفريقيا وسنغافورة وبولندا نجحت لأن لديها رؤية تم وضعها التزمت بها الدولة.

مصر قبل ٣ سنوات كان لا يوجد بها رؤية وعندما تم التخطيط لرؤية ٢٠٣٠ كاد البعض يفقد الثقة فى إعادة بناء الدولة المصرية بعد حكم الإخوان ، وكان الهدف من هذه الرؤية هو بناء المواطن المصرى، لذلك قدم الرئيس رؤية تشمل مجالات التعليم والصحة والزراعة والإصلاح الاقتصادى والصناعة والاستثمار والمشروعات القومية وجاء مؤتمر الشباب بالإسكندرية ليرسل رسائل مهمة جدًا أهمها هو نظام التعليم الجديد الذى يعتمد على الجودة ويبتعد عن التلقين وإدخال نظم جديدة متنوعة لإعداد جيل ربما يتبوأ مواقع الإدارة فى أجهزة الدولة عام ٢٠٣٠ نظام يوفر مهارات لسوق العمل المصرى والدولى لأننا أصبحنا نحتاج خريجين قادرين على المنافسة دوليًا.

وأيضًا قدم المؤتمر نظاما طبيًا للشباب المصرى من خلال منظومة مستشفيات توفر تأمينًا صحيًا لكل المصريين وخلق قاعدة بيانات ومعلومات لكل مواطن فى مصر بهدف تحسين الخدمة الصحية والحد من الزيادة السكانية حتى لا تلتهم كل الموارد التى تحققها الدولة من خلال خطط التنمية والاستثمار التى تجرى على الأرض حاليًا.

وكذلك زيادة نسبة المعمورة وتوسيعها من ٧٪ إلى ١٥٪ بدلًا من توقف قدرة الموارد الحالية يتم بناء العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وأسيوط الجديدة.

وبناء ١٦٠ ألف وحدة سكنية سنويًا وهو رقم غير مسبوق فى مصر على مر العصور لمثل هذه النوعية من المشروعات، وكذلك خلق محاور تنمية من خلال محاور كلها تهدف إلى بناء الإنسان المصرى وتأهيله وتعليمه وفى الوقت نفسه يتم تطوير بقية القطاعات الحالية.

كما تتضمن رسائل المؤتمر الرابع للشباب التوسع فى الإنتاج والتصدير والحد من الاستيراد، حيث تستورد مصر من ٦٠ إلى ٧٠ ٪ من احتياجاتنا، ولأن الأرقام إيجابية خلال العامين الأخيرين ، ارتفع معدل التصدير إلى ٢٣٪ لانخفاض الميزان التجارى وكذلك التوسع فى الزراعات الاستراتيجية كالقمح والذرة والفول وقصب السكر ووضع خطط لتنظيم التجارة فى السوق المحلى وإنشاء مناطق لوجستية والتركيز على الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك تم إطلاع الشباب على التوسع العمرانى والصناعى الجديد لأن لدينا ٦٥٠ ألف خريج سنويًا فكان لابد من توفير فرص عمل للحد من البطالة لدرجة أن معدلات البطالة قد انخفضت العام الماضى من ١٢.٨إلى١٢٪ بتوفير ما يقرب من ٨٠٠ ألف فرصة عمل فى العام الأخير فقط مما يعطى مؤشرات إيجابية تصب فى خانة الشباب.

الحصيلة المهمة فى هذا المؤتمر أن شباب مصر خرج بنتائج إيجابية ومؤشرات لصعود الدولة المصرية فى معظم القطاعات، مما يدفعهم نحو أمل ومستقبل كبير يجعلهم لا يسمعون لصناع الدول الفاشلة ، ويتصدون لكل سمومهم او سيردعونهم وسيفضحونهم ولن يمكنوهم من بلدهم مصر التى مازالت تقف على قدميها بين أشقائها، هى السند والمدد لهم رغم أنف صناع الدول الفاشلة.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة