التقويم الهجري القمري ، هو تقويم قمرى قائم على دورة القمر خلال عام كامل، ويتم من خلاله تحديد بداية الشهر القمرى ونهايته، حيث يستخدم المسلمون هذا التقويم في تحديد المناسبات الدينية وبداية الشهور المرتبطة بشعائر الإسلام كشهر رمضان لتطبيق فريضة الصيام، وشهر ذى الحجة لتطبيق فريضة الحج.. إلخ .
وتتخذ بعض البلدان العربية (مثل المغرب والسعودية) التقويم الهجري كتقويم رسمي لتوثيق المكاتبات الرسمية بين دوائر الدولة الرسمية، كما يستخدم التقويم الهجرى بجانب التقويم الميلادي فى مصر وبعض البلاد العربية والإسلامية.
يتكون العام الهجري من 12 شهرًا قمريًا والشهر القمرى 29 أو 30 يوماً، أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوماً تقريباً، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر في التقويم الهجري 29 أو 30 يوماً (لأن دورة القمر خلال الشهر تساوى 29.530588 يوم وليس 30 أو 31 كما فى التقويم الميلادى) وبالتالى هناك فارق بين التقويم الميلادي والتقويم الهجري 11.2 يوماً تقريباً فى العام الواحد.
ولقد سجل القرآن الكريم هذا الفارق بين التقويمين الشمسى والقمرى فى سياق الحديث عن أصحاب الكهف وكيف بعثهم أحياء بعد رقود ثلاثمائة عام .
يقول الله تعالى فى سورة الكهف: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25). سورة الكهف
وهذا يعنى أنهم لبثوا ثلاثمائة سنة بالتقويم الشمسى (الميلادى) وهذا يساوى ثلاثمائة وتسع سنين بالتقويم القمرى (الهجرى).
والتفاوت بين التقويمين الشمسى والقمرى في كل مائة سنة "ثلاث سنين" فيكون التفاوت في ثلاثمائة سنة "تسع سنين" ولذلك قال ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾.
ولم يكن العرب أهل علم بالحساب ولم يكونوا يعرفون كيف يحسبون السنين الميلادية والهجرية، ولذلك ذكر الفرق في القرآن وازدادوا تسعا؛ ليبين لهم الفرق بين التقويم المستخدم في عهد أهل الكهف وهو تقويم شمسي والتقويم القمري المستخدم عند العرب وهو التقويم القمرى، فأخبرهم الله بذلك توضيحا لهم.
متى استخدم العرب التقويم القمري؟
معلوم أن العرب قد ورثوا الكثير من شريعة سيدنا إبراهيم عليه السلام والتى منها الحج، ومعرفة الشعور القمرية.. إلخ.
وفي سنة 412 من الميلاد قبل البعثة النبوية بـ150 سنة تقريباً وبمكة المكرمة، اجتمع العرب سواء من رؤساء القبائل أو الوفود في حج ذلك العام، أيام كلاب بن مرة الجد الخامس للنبى محمد صلى الله عليه وسلم لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب وأهل الجزيرة العربية بعد أن كانت القبائل تسمي الأشهر بأسماء مختلفة، فتوحدوا على الأسماء الحالية.
من شهر المحرم إلى شهر ذى الحجة.
وجاء الإسلام ليعتمد الأشهر القمرية بأسمائها العربية كتقويم يوضح الأشهر المرتبطة بالشعائر.
ولقد سجل القران الكريم سؤال العرب للرسول صلى الله عليه وسلم عن الأهلة، فقال تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ..." 189 البقرة.
وفى عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) تم اعتماد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربيع أول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعاً لأول سنة فى التقويم الخاص بالمسلمين، وهذا هو سبب تسميته بالتقويم الهجري وأساسه التقويم القمري الذي أمر الله في القرآن باتباعه تبعاً للآية 36 من سورة التوبة : ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾، والأربعة الحرم هي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ورغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمرى كانت تستخدم منذ أيام فترة العرب القدامى.
وبعد اعتماد التقويم القمرى كتاريخ خاص بالمسلمين فى عهد الفاروق عمر رضى الله عنه، تم حساب أول یوم فى هذا التقویم الجمعة 1 محرم عام 1 هجريا(26 يوليو عام 622 م).
وبدأوا العام الهجرى بالمحرم (رغم أن الهجرة كانت فى ربيع الأول) لأنه أول شهر بعد انتهاء فريضة الحج.
هذا العام هو 1444 من هجرة النبى صلى الله عليه وسلم.
وكل عام وأنتم بخير.