أحد أبرز زعماء تنظيم القاعدة الإرهابي، ظل اسمه يتردد طوال السنوات الماضية وكان بمثابة العقل المدبر للتنظيم والمؤسس لاستراتيجياته بعد مقتل زعيمه السابق أسامة بن لادن، إنه أيمن الظواهري، الذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتله في غارة استهدفته في أفغانستان مساء أمس.
من هو أيمن الظواهري؟
كان أيمن الظواهري من مؤسسي تنظيم القاعدة والقيادي الثاني به بعد أسامة بن لادن، الذي قتلته الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، وهو مصري ولد في 19 يونيو 1951 في حي المعادي لأسرة من الطبقة المتوسطة كان والده من أشهر الأطباء المصريين للأمراض الجلدية، وجده من والده الشيخ محمد الأحمدي الظواهري أحد شيوخ الأزهر، وهو شيخ الظواهرية وتقلد منصب شيخ الأزهر.
أما جده من والدته فهو عبد الوهاب عزام من رجال الأدب بمصر في مرحلة ما قبل ثورة 1952، وعم أمه هو عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية، وانخرط أيمن الظواهري في نشاط الجماعات الإسلامية، حيث انضم لجماعة الإخوان الإرهابية في سن مبكر واعتقل بسبب ذلك في سن الخامسة عشر من عمره، ثم بعد ذلك التحق بجماعة الجهاد عام 1973، وتم القبض عليه ضمن المتهمين باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
وبعد خروجه من السجن في مصر سافر إلى المملكة العربية السعودية ثم بعدها إلى باكستان وأفغانستان المجاورة في وقت لاحق في الفترة من 1980 إلى 1981 بعد أن سافر مع الهلال الأحمر إلى بيشاور في باكستان كعامل إغاثة، وذلك لعلاج اللاجئين المتضررين من الحرب السوفيتيّة ضد أفغانستان.
وفي أفغانستان التقى أسامة بن لادن وبقي فها إلى أوائل التسعينات حيث غادر بعدها إلى السودان ولم يغادر إلى أفغانستان مرة ثانية إلا بعد أن سيطرت طالبان عليها بعد منتصف التسعينات، وتولى قيادة حركة الجهاد التي قامت بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية حيث كان الشخصية الرئيسية وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي في عام 1993، وكذلك الجريمة الإرهابية التي تعرض لها السياح الأجانب في الأقصر وأدت لمقتل عدد منهم في هذا العام.
وكذلك نفذت جماعة الجهاد الإسلامي بقيادة الظواهري هجومًا على السفارة المصرية في إسلام أباد بباكستان عام 1995، وكذلك نفذ العديد من العمليات في باكستان منها حصار مسجد اللال في إسلام أباد في 2007، وكذلك تورط الظواهري أيضًا في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بناظير بوتو.
وكذلك تورط الظواهري في تفجيرات السفارة الأمريكية في أفريقيا في 1998، كما كان من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، ووقتها رصدت السلطات الأمريكية مكافأة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه وظل مطلوبا طوال تلك السنوات.
قيادة القاعدة الإرهابي
تولى الظواهري قيادة تنظيم القاعدة الإرهابي في أعقاب مقتل بن لادن على يد قوات أمريكية في الثاني من مايو عام 2011، وظل يظهر بين الحين والآخر، لكن في نوفمبر 2020، انتشرت أنباء عن وفات الظواهري بعد صراع مع المرض، لكن لم يتم تأكيد تلك الأنباء، حتى ظهر الظواهري في مقطع فيديو نشرته مؤسسة "السحاب" التابعة للتنظيم في أبريل الماضي يشير إلى أنه على قيد الحياة.
نشر زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري لقطات فيديو جديدة، في 11 سبتمبر 2021، واضحة لدحض الشائعات حول وفاته، بالتزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة، مشيدا آنذلك بهجوم بسيارة مفخخة وقع في 1 يناير واستهدف قاعدة عسكرية روسية في منطقة تل السمن، بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء 2 أغسطس 2022 مقتل أيمن الظواهري في غارة شنتها طائرة بدون طيار أمريكية على أفغانستان.