تعمل الدولة المصرية على تحقيق التنمية الشاملة في كل ربوع البلاد بتنفيذ مشروعات عديدة للتطوير ومن أبرز تلك المشروعات مشروع تطوير منطقة شق الثعبان والتي تعد من أشهر المناطق الصناعية في مصر وتشتهر بصناعة الرخام والجرانيت، بجانب توفيق أوضاع أصحاب الورش والعاملين بها وحصرهم.

وخلال اجتماع أمس، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير منطقة شق الثعبان بشكل شامل، وتحويلها إلى منطقة متكاملة تحت مسمى "مدينة الرخام والجرانيت"، بحيث تكون صديقة للبيئة وتتعامل مع المخلفات الصلبة بشكل آمن وعلمي، في إطار جهود الدولة لتطوير الصناعات المحلية وكذلك الحد من التلوث البيئي، مع إيلاء الاهتمام اللازم برفع كفاءة البنية الأساسية بالمنطقة لتطوير مختلف الخدمات بها من كهرباء ومياه وصرف صحي وتغذية كهربائية، وتطوير شبكة المحاور الرئيسية المحيطة بها وطرقها الفرعية.

تطوير منطقة شق الثعبان

وخلال السنوات الماضية نفذت محافظة القاهرة خطة تقنين أوضاع المصانع والورش الموجودة بمنطقة شق الثعبان، حيث تضم تلك المنطقة حوالى 1907 مصنعاً وورشة على مساحة تقدر بـ 2.5 مليون متر مربع يعمل بها أكثر من 50 ألف عامل بشكل مباشر، وذلك بهدف تطوير المرافق والخدمات هناك، لدعم صناعة الرخام والجرانيت وتطويرها بحيث تحقق قيمة مضافة.

وتضمن مشروع التطوير لمنطقة شق الثعبان إعادة تخطيط المنطقة لتكون مدينة صناعية متكاملة، تتضمن مراكز تجارية وخدمات لوجيستية، بالاضافة إلى مدرسة تكنولوجية صناعية وميناء جاف، بهدف زيادة الإنتاج والصادرات منها بعد أن كانت لا تتعدى 240 مليون دولار سنوياً، حيث وضعت الدولة تكلفة تقديرية في البداية لخطة تطوير منطقة شق الثعبان  تصل إلى أكثر من 3.6 مليار جنيه.

وتنفذ تلك الخطة على ثلاث مراحل تشمل تطوير وتحديث وتوفير الخدمات التجارية واللوجيستية للمنطقة والتى تتضمن استكمال توصيل وتدعيم شبكات المرافق، واعادة رفع كفاءة الطرق الداخلية والخارجية لها، هذا إلى جانب تطوير ورفع كفاءة المبانى الخدمية بها.

واستهدفت خطة التطوير توصيل المرافق وإحلال وتجديد شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء توصيل شبكات الإتصالات والإنترنت للمباني الإدارية إنشاء شبكة طرق داخلية وخارجية تربط المنطقة بالطريق الدائري الإقليمي وطريق الأوتوستراد تأسيس مدرسة ومعهد فني متخصص لتخريج عمالة فنية.

ما هي منطقة شق الثعبان؟

ومنطقة شق الثعبان تقع بطرة المعادى شرق طريق الاتوستراد بعمق 5 كم حتي حدود محمية وادي دجلة شرقاً تتكون من 3 مناطق كوتسيكا وبدر الليثي وشق الثعبان، على مساحة 1608 أفدنة بمساحة تقديرية 6.5 ملايين م2 بطول واجهة علي الاتوستراد 1.8كم، يعمل بها ما يقرب من 45 ألف عامل من العمالة المباشرة يقترب من مثل هذا العدد عمالة غير مباشرة.

وهي بمثابة قلعة لتصنيع وتصدير الرخام في العالم، وظلت على عقود تعاني منطقة شق الثعبان من الإهمال والتهميش وغياب التطوير برغم أنها تصدر منتجاتها من الرخام المصرى لـ 118 دولة.

وتقوم المنطقة على جلب الرخام والجرانيت من الجبال والمحاجر بواسطة عربات النقل الكبيرة على هيئة حجارة ضخمة وصخور من أسوان والمنيا والعين السخنة والجلالة، وتدخل للمصنع ليتم تصنيعها وتشكيلها، وبدأت نشاطها فى أوائل الثمانينات وكانت الأعمال تسير بها بعشوائية بدون مرافق أو خدمات أو طرق ممهدة وبلا تراخيص صناعية.

حتى جاءت توجيهات الرئيس السيسي بتطوير هذه المنطقة التى تعد أكبر منطقة صناعية فى الشرق الأوسط لإنتاج الرخام وتصنيعه وتصديره للخارج، وطالب بضرورة تقنين أوضاع المصانع والعاملين بها وتوفير التأهيل والتدريب والتأمين لهم.

وبعد ذلك بدأت أجهزة الدولة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تنفيذ تلك التوجيهات حيث قامت محافظة القاهرة بتوقيع 2 بروتوكول تعاون  لإنشاء شركتين مساهمتين بهدف تطوير وتعظيم القيمة المضافة للمشروعات القائمة على إنتاج وتصنيع الرخام، بمنطقة شق الثعبان، وتحويلها إلى مدينة نموذجية لإنتاج وتصنيع الرخام والجرانيت.

تضمن البروتوكول الأول مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، تضمن إنشاء شركة مساهمة مصرية طبقا لأحكام القانون لإنشاء مصنع لتدوير وتصنيع مخلفات الرخام، وفقا لأحدث التقنيات بالمنطقة الصناعية بشق الثعبان، على مساحة من الأرض المناسبة يقدمها جهاز الخدمة الوطنية، بنظام حق الانتفاع، على أن تقوم المحافظة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإصدار الموافقات والتراخيص اللازمة.

أما البروتوكول  الثانى مع  الهيئة العامة للتنمية الصناعية وتضمن إنشاء شركة مساهمة مصرية لإدارة وتطوير المنطقة الصناعية بشق الثعبان، بما في ذلك المناطق اللوجستية والميناء الجاف، ومنطقة المعارض والخدمات، بما يساهم في زيادة الإنتاج والاستثمارات وزيادة الدخل القومي وتعظيم موارد الدولة وخلق فرص عمل جديدة، والمساهمة في إزالة كافة المعوقات والإشكاليات التي تواجه المستثمرين بالمنطقة بما يعود بالنفع العام على جميع الشركاء .

والخطوة الثانية هي إعداد دراسة تسويقية للمشروع لتكون نواة لجذب المستثمرين فى هذه المنطقة مع تحديد نوعية المشروعات المراد تنفيذها وتحقيق العائد المنشود منها وقيام لجان التقنين المختصة والمشكلة بمحافظة القاهرة باتخاذ إجراءاتها القانونية، لتلقي طلبات تقنين حالات واضعي اليد للورش والمصانع الموجودة بمنطقة شق الثعبان (بدر الليثي ـ ـ كوتسيكا ـ محمية وادي دجلة).

وكذلك استكمال أعمال توصيل المرافق وإحلال وتجديد شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والقائمة بالفعل مع الإنتهاء من توصيل شبكات الإتصالات والإنترنت للمبانى الإدارية ومبانى الخدمات من المطافي وقسم الشرطة والإسعاف لسرعة البدء في تقديم خدماتها وإنشاء شبكة طرق داخلية وخارجية تربط المنطقة بالطريق الدائري الإقليمي وطريق الأوتوستراد وتأسيس معهد فني متخصص بها، لتودع بذلك المنطقة أكثر من 30 عاما من الإهمال والعشوائية.